نتعرف هذه المرة على شخصية اسلامية خالدة وهو مالك بن الحارث المعروف بالاشتر. وسمي بالاشتر لانه قاتل في معركة اليرموك قتال الابطال وشترت عيناه أي اصيبت بشق في جانبها فصار يلقب بالاشتر. وشهد له النبي الكريم (ص) دون ان يراه بأن قال عنه (انه المؤمن حقا) وهي شهادة مباركة من رسول الله (ص) له.
أما أمير المؤمنين (ع) فقد قال عنه : (كان لي مالك كما كنت لرسول اللله (ص))
وكان مالك من زعماء العراق الشرفاء ووجهاء قومه بني نفع وفارسأ صنديدا شديد البأس ومن ابرز قادة جيش الامام علي(ع).
اما عمله فكان حازما حيث كان يجمع بين اللين والصرامة وشهد له بذلك الامام علي (ع) قائلأ : (انه من لا يخاف ضعفه ولا بطؤه).
واستطاع بفصاحة لسانه أن يخمد الكثيرمن الفتن التي عجزالسيف عن اخمادها وسارع في مواقفه الئ نصرة الحق ومحاربة الباطل .
ومالك الاشتر من القلائل الذين حضروا وفاة الصحابي الجليل أبي ذر، وشارك في دفنه بعد نفيه الى صحراء الربذة مظوما من قبل عثمان.
وفي معركة الجمل اخذ والي الكوفة أبو موسى الاشعري يخوف الناس ويمنعم من الذهاب لنصرة الامام علي(ع)، فذهب مالك الاشتراليه يحمل امرالامام (ع) بعزله من منصبه فدخل عليه المسجد وانزله من المنبر وطرده وعبأ كتاب الجيش للمعركة.
وقررمعاوية التخلص من مالك باعتماده على خبث ومكر عمرو بن العاص الذي وعد أحد رجاله أن يسقي السم لمالك مقابل اعفائه من الضراب مدى الحياة، فقام هذا الرجل الشريربحيلة سقى خلالها العسل المسموم لهذا البطل الشجاع فاستشهد مظوما وفجع به أمير المؤمنين (ع) وقال عنه : (اللهم ان احتسبه عندك فان موته من مصائب الدهر).
وهكذا انتهت حياة هذا الرجل الشجاع بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية والاخلاص.