ثانية..بهاء الحريري يكشف خفايا طبخة سعد- جنبلاط
فجعت بخطاب أخي في قريطم والسنيورة سرق من أبي أكثر من مليار دولار
احمد فتفت مرشح تل أبيب لرئاسة حكومة لبنان
كما توقعنا في
المدار أن يكون لمقالنا المنشور في العدد الماضي بعنوان (قنبلة موقوته في
بيت الحريري) دويٌّ إعلاميٌّ وسياسيٌّ يتجاوز دوي القنبلة لما تضمنه
المقال من آراء ومواقف كشف عنها الشيخ بهاء الحريري لأول مرة عن شخصية
شقيقه سعد وكيفية توريثه الزعامة بدلاً عنه، ولكن كان لافتاً أن يصدر بهاء
عبر مكتبه الإعلامي بياناً حول المقال نشرته بعض الصحف اللبنانية وتناولته
قناة (نيو تي في) اللبنانية في نشرتها ليل الاثنين الماضي (سنفند فقراته).
واليوم نتابع نشر ما قاله بهاء الحريري في الوضع السياسي اللبناني ورأيه في بعض السياسيين الذين اختطفوا أخاه ولبنان.
كتب: معين إبراهيم
لعل كل من قرأ
مقالنا السابق واطلع على رد بهاء الحريري (المنشور جانباً) يدرك أن الشيخ
بهاء تفرغ للدفاع عن علاقة آل الحريري بالعائلة المالكة السعودية (إن
دورها تجاه لبنان وشعبه كان ويبقى في إطار الدائرة التي تحمي هذا البلد
وتعزز مكانته بين أشقائه في العالم) من دون أن يأتي إلى تفنيد أو نفي ما
ورد على لسانه حول شقيقه سعد؛ وهو الأمر الذي يعني صحة ما أوردناه في
مقالنا ونتابعه في هذا العدد، ويبقى الحكم على المقال وبيان الحريري بيد
القارئ الكريم الذي لا تنقصه الفطنة والذكاء لاستنتاج ما بين الأسطر
والكلمات.
وعود جنبلاط الخلبية
يقول بهاء (وليد
جنبلاط وعد أخي بإمداده بالمقاتلين حين تندلع المعارك مع حزب الله، وشيراك
أرسل ألفاً وخمسمائة جندي باللباس المدني وكذا فعلت الأردن... ولكن كل هذا
الأمر غباء مطلق).
ويضيف الحريري
معلقاً على هذه المكارم العسكرية لجنبلاط وشيراك (أربعون ألف جندي –ويقصد
الإسرائيليين- لم يصمدوا أمام حزب الله فهل سيصمد منتظرو الإعاشات
الشهرية؟).
(نصف مناصري جنبلاط رفضوا القتال في الشوف لأنهم من المتن الأعلى خلال حرب الجبل فهل سينزلون إلى قريطم).
هذا ما قاله الشيخ
بهاء بملء فيه وهو يحمل الكثير من المعاني والدلالات ويفضح هدف التقارب
بين وليد وسعد ودورهما في تنفيذ سياسة أمريكية إسرائيلية وصولاً لتحقيق
مشروع الشرق الأوسط الجديد انطلاقاً من مبدأ المحافظين الجدد (الفوضى
البناءة)، وهو يعني أيضاً دور جنبلاط التحريضي لاندلاع فتنة مذهبية في
لبنان تعيد اللبنانيين الى أحداث 1975 وما تلاها من مآسٍ وخراب ودمار،
ويأتي ما كشفه الحريري متطابقاً مع ما نشرته المدار في أكثر من عدد حول
الدور التخريبي لجنبلاط من جهة ودور بعض الدول العربية في دعم هذا المخطط.
سعد طعن أصدقاء أبيه
يقول بهاء: (أحمد
الله أن والدي مات ولم يفجع كما فجعت أنا وكل من كان قريباً منا مثل، مهيب
عيتاني والصديق الصدوق للعائلة الفضل شلق بتصرفات أخي... هؤلاء كانوا أقرب
الناس إلى قلب (أبو بهاء)، أين هم الآن؟ لقد أبعدهم شقيقي تلبية لرغبات
عملاء الأجهزة الغربية والإسرائيلية الذين يحيطون به ويحاصرونه إنه تماماً
في موقع الملك عبد الله بن عبد العزيز، لقد صار أخي مجرد صورة لابن رفيق
الحريري أما القرارات فيتخذها (بندر وتركي الفيصل وشقيقه سعود).
إذاً هذا هو سعد
الحريري الذي قلب الطاولة بمساعدة الأمير بندر على عائلته، وأدار ظهره
لأصدقاء أبيه في لبنان، وأخذ على عاتقه معاداة سورية حليفة وشقيقة لبنان
ورفيق الحريري على مدى ثلاثين عاماً، والسؤال هل هذه سياسة نابعة عن (عدم
دراية وجهل بالحياة السياسية والأصول واللياقات وحسن التصرف) كما وصفه
الرئيس اللبناني إميل لحود، أم هي سياسة العارف بالهدف، الغائص حتى أذنيه
في مؤامرة حيكت في واشنطن وتم تصديقها في تل أبيب؟
في كلتا الحالتين
هي مصيبة كبرى أن يتزعم شخص تياراً سياسياً في لبنان كان محسوباً على
العروبة وقضاياها، إنسان تجمعت في شخصه أنانية مصالحه الخاصة ولو على حساب
كل لبنان.
بهاء لن يعود إلى بيروت!!
مرة أخرى يثبت
الشيخ بهاء تفرده عن أخيه سعد في الوطنية والعروبة وتمسكه بوجه بيروت على
مدى العقود الماضية في علاقتها الحميمة مع دمشق، فيعلن صراحة (لن أعود إلى
بيروت الآن، أخي سيحرق بيروت لأنه يستمع للعملاء لا للعقلاء، ما بناه أبي
من سمعة وطنية، دنسه سعد بانصياعه وضعفه ورغبته الجامحة في التسلط على
العائلة أولاً وعلى الشعب ثانياً، كلنا حزينون والقيح والأسف يتملك قلوبنا
لما يجري).
إذاً هذه هي حال
بيروت خطفها العملاء وهجرها العقلاء، وهي في حالة انتظار لمن يأتي ويعيد
إليها ألقها الحضاري والعروبي والإنساني، لمن يأتي ويقوم بفضح وتعرية هذه
الطبقة السياسية التي تحاول السيطرة على عقول اللبنانيين حفاظاً على
مصالحها الذاتية الآنية والتي أقل ما يقال بها أنها تسير بلبنان إلى عاصفة
إذا ما اندلعت في لبنان لن تبقي ولن تذر لأن أمراء الحرب الأهلية السابقة
لا يزالون طلقاء الأيادي تحركهم نوازعهم وارتباطاتهم بعددٍ من السفارات
الأجنبية.
السنيورة سارق أبي
(السنيورة سرق
ملياراً ونصف المليار من دولارات أبي ووضعها في جيبه في وقت لم يكن يملك
حساباً مصرفياً بالمرة حين عينه أبي مستشاراً له)، إذاً هذا هو رئيس
الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة والمرشح الدائم لقوى 14 شباط وتيار
المستقبل ليترأس الحكومة إلى الأبد طالما هو ملتزم بالمسار السياسي
والاقتصادي لهذه القوى التي باعت علناً الأرض والمياه والسياحة اللبنانية
لسفارتي واشنطن وباريس في بيروت ومن خلالهما للكيان الصهيوني، وبعد هذا
الكلام الذي كشفه الشيخ بهاء، ماذا يمكن أن نتوقع من مواقف وتصرفات
السنيورة تجاه المقاومة وسلاحها واتجاه سورية وشعبها ولاسيما إذا علمنا أن
القيادة السورية وجهت الدعوة للمسيو سنيورة لزيارة دمشق ثلاث مرات وهو
يتدلل ويرفض تلبية الدعوة، لماذا؟
بكل تأكيد لأنه
كما قال الرئيس السوري بشار الأسد (لم يستطع أن يصبح رئيساًَ لحكومة كل
اللبنانيين وبقي رئيساً لحكومة تيار سياسي)، هذا يعني أن السنيورة لا
يستطيع أن يتخذ القرار، وإذا حصل أن اتخذه، فهو لن يستطيع تنفيذه لأن سعد
وجنبلاط لهما رأي آخر.
أما عن العلاقة
بين السنيورة والإدارة الأمريكية فيقول الشيخ بهاء: (بوش نفخ في السنيورة
متعهداً له بالبقاء على رأس السلطة للعقد القادم) وهنا من حقنا أن نتساءل
من صاحب الصلاحية الآن في تعيين رئيس الحكومة في لبنان؟ ومن يوزع المناصب
والمهام؟ لا شك بأن اللبناني يستطيع الإجابة بسرعة إلى أن جيفري فيلتمان
هو من يعطي كلمة السر لهذا المنصب أو ذاك فهل بعد ذلك من (حرية وسيادة
واستقلال) في لبنان؟ وماذا بقي من ثورة الأرز؟
أكثر من ذلك هنالك
شخصيات لبنانية يتم تسويقها على أنها ذات حظوظ كبيرة في وراثة السنيورة
أمثال أحمد فتفت الذي خاطبه مستقبلوه في معهد (سابان الصهيوني) في واشنطن
بدولة رئيس الحكومة، وهذا ما يفسر الموقف والقرارات التصعيدية التي يتخذها
فتفت كوزير للداخلية بالوكالة في الشأنين المحلي والإقليمي وربما صح فيه
المثل (الموعود ما محروم)؟!
بهاء يبكي بعد خطاب قريطم
يبدو أن الشيخ
بهاء لم يستطع أن يتمالك أعصابه ومشاعره بعد أن استمع إلى خطاب أخيه في
قريطم وهو يرد على خطاب سيد المقاومة حسن نصر الله في مهرجان الانتصار
ليكشف أنه انضم الى الكثير من اللبنانيين (نعم استمعت إلى خطابه في قريطم
التي تفتقد إلى رجل بناها على المحبة والصدق وبكيت... بكيت لأن أبي في
السنوات الأخيرة عرف بأن رأس حسن نصر الله هو المطلوب، فذهب إلى منزل
السيد في الضاحية وقال له: عمامتك عندي أغلى من كل المواقع والمسؤوليات،
أنت الهدف الثاني والرئيسي وسأحميك أنت والمقاومة بدمي لأنكم فخر للوطن
وللعرب وللمسلمين).
ويضيف بهاء: (نعم
أبي لم يكن يعرف حقيقة حزب الله نتيجة الدس والشحن الذي مارسه السعوديون
وجوني عبدو ورضوان السيد، ولكن حين احتك والدي بهم عن قرب اكتشف أنهم من
أخلص الناس للبنان والعرب والمسلمين).
وختم الشيخ بهاء
حديثه للمقربين (لم أفهم ما الخطأ الذي ارتكبه المقاومون ليشن أخي عليهم
هجوماً ماكراً بخطابه الذي كتبه ربيب الموساد رضوان السيد ألأنهم دافعوا
عن لبنان؟ أم لأنهم رفعوا رأس العرب وأذلوا إسرائيل؟ يا عارنا ويا سوء
عاقبة قصر قريطم!!
فضائح بالجملة
كشفها بهاء الحريري عن خفايا الطبخة السياسية التي يديرها شقيقه سعد
وجنبلاط بتنسيق كامل ودائم مع سفارتي واشنطن وباريس في بيروت وتوجيهات
مستمرة من أمراء السعودية؛ وهذه الفضائح ترقى إلى توصيفها بالقنبلة
الموقوتة التي تحتاج إلى من ينزع صاعقها لتنفجر في وجه أولئك الذين باعوا
لبنان بحريته وسيادته واستقلاله من أجل الحفاظ على مصالحهم المادية، وربما
كانت صحوة الضمير عند الشيخ بهاء هي الطريق الصحيح الواجب سلوكه لتصحيح
الوضع في لبنان لنحتفل جميعاً بوجه بيروت العروبي كما تغنى بها نزار قباني
والكثير من الشعراء السوريين، فهل نحلم؟!.
جريدة المدار - العدد 144 - 14\10\2006
[/b][/b][/size][/size][/b]