نبذة عن عملاق كبير .... اسمه موسى

وطني ... كلمة لطالما ردّدها
أيها اللبنانيون اتحدوا ... عاش يناديهم ويرشدهم
رجلٌ حكى عنه التاريخ وتناقل اسمه الملايين من الناس عربا وأجانب
رجلٌ ناضل وكافح وهزّ العالم حتى أوصل البشر إلى هنا
رجلٌ حلّ ضيفا في كل الأماكن يأكل مع الناس, يشرب معهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم
رجلٌ لم يفرّق بين مسلم ومسيحي, بين أسود وأبيض, جلس في المسجد وفي الكنيسة, عايش الشيخ والراهب
........ وللأسف اختفى
قد غيبوك يا ربيع القلب والعيون
بيسجنوك فاستحت من نورك السجون
طبعا, إنه بلا شك السيد موسى الصدر.
ولد السيد الصدر في 15 آذار 1928 في مدينة قم في إيران, حيث تلقّى في مدارسها الحديثة علومه الإبتدائية والثانوية, كما تلقّى دراسات دينية في كلية قم للفقه. حاز إجازة في الحقوق. قدم السيد موسى الصدر إلى لبنان أرض أجداده أوّل مرة عام 1955 فتعرّف على أنسبائه في صور وشحور ومعركة.
يا صور شعّي بالسنا الوضاء وتجمّلي بمطارف العلياء
وتبلّجي فالنيّرات تبلّجت تهدي لأفقك زاهر الأضواء
سيدي يعجز اللسان عن وصفك وعن ذكر أفعالك الطيبة.
فبالأمس كنت هنا وكنت توجّه اللبنانيين وترشدهم وتدلّهم على طرائق عدّة لدحر العدو الإسرائيلي الغاشم عن لبنان.
فقد تكلمت وناشدت أها الجنوب الذي أنت منه وشجّعتهم على الوقوف بوجه هذا العدو فقلت بأن المتاجرة على حساب الجنوب هي عار, وإن السكوت عن المأساة هو خزيٌ آخر.
وأعتقد بأن إرادة الحرب والكفاح من أجل الحفاظ على الوطن هي من أولى الواجبات الوطنية. وأن إنماء الجنوب هو النقطة الأساسية في صيانة الوطن وكرانة المواطن,والجنوب هو قطعة من لبنان يجب تحصينه وتنميته وتعميره. وإني مقتنع بأن التضامن العربي هو عتبة الحل للأزمة اللبنانية ولمحنة الجنوب, بل هو المدخل والإطار والمحتوى للحلول والصيانة بعد حدوثها ذلك لأن لبنان وحده لم يعد قادرا يوما على مواجهة هذه العاصفة من الأحداث الجسيمة, فكيف به الآن وهو ممهيض الجناح.
آه ... كأنك معنا الآن وإنك ترى بعينيك ماذا يحدث, فالخوف الآن هو أن يتفرق اللبنانيون ولا يعرفون طريق الهدي والصلاح التي ما لبثت ان كوّنتها وثابرت على أن يبقى لبنان عربيا متوحدا متكافأ.
عاش السيد الصدر لوطنه ومجتمعه وأمّته. فما ذكرت الوطنية يوما إلا وكان اسم السيد مرادفا لها. كيف لا وهو الذي تصدّى للإقطاع السياسي في لبنان, فحارب الزعامات وأضعف من تأثيرها وأكّد أن عصر الزعامات قد ولّى إلى غير رجعة.
في عام 1978 وصل السيد الصدر ورفيقيه إلى ليبيا في 25 آب بدعوة رسمية, في نهاية جولة عربية على أثر الإجتياح الإسرائيلي للبنان, فانقطع الإتصال معهم في ليبيا ظهر 31 آب.
وبذلك اختفى الصدر واختفى معه الحلم الواعد لغدٍ أفضل.