تبدو مجالات الحركة متسعة لإيران لقدرتها على احتواء الخسارة النّاجمة عن سقوط الحليف السوري، فثورات الرّبيع العرّبيّ تجعل أمريكا ومن ورائها إسرائيل في موقف عكسي بما تحذف من رصيد من النفوذ الأمريكيّ في المنطقة، وبما تضيف من وقود يلهب كراهية إسرائيل في صفوف الجماهير، فالاختيارات المتاحة أمام كلّ منهما لضرب إيران تقتصر على الهجوم الجويّ، وهي خيارات عسكريّة لا تضمن الحسم ولن تؤدّي إلى إعطاب المشروع النووي الإيراني، بل قد تفضي إلى نتيجة عكسيّة تشعر الحكومة الإيرانيّة بالتّهديد فتقنعها بتوسيع الجانب العسكري في المشروع، وهو ما يجعل الخبرة النوويّة والعسكريّة الإيرانية قائمة ويزيدها إصرارا وقدرة على المواجهة ما يعني أنّ هذا الخيار سيكون فاشلا مائة بالمائة، يبقى أنّ هناك خيار ثان وهو إزالة النظام الإيراني نفسه بحرب برية شاملة على طريقة ما جرى مع نظام صدام حسين، وهي مهمة تبدو مستحيلة التحقق في المدى المنظور لأن أمريكا تورّطت في حروب فاشلة كثيرة أنهكت اقتصادها ورفعت من مديونيّتها الدّاخليّة والخارجيّة، وجعلتها متردّدة في القبول بما يدفعها إليه ((الحلفاء)) من حرب برية خصوصا بعد تجربتها المريرة في العراق التي كانت بمثابة العشاء الأخير لمعارضة ال: ((خمس نجوم))، ولأنظمة الرّيع لشركة الأرامكو، تلك التّجربة التي شاء الله أن تكون نتائجها للمفارقة بتدبير من العربان في صالح إيران، تزيد من فرص مناورتها على المدى المتوسّط والبعيد، فتضعف حظوظ الضّربة الجوّيّة وتستبعد الحرب البريّة، والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصّالحات