نعوذ بالله العظيم، وسلطانه القديم، ونور وجهه الكريم من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه، ومن رايته وجنده وحزبه، وبعد ليس لنا من عدوّ إلاّ الشّيطان وحزبه من الصّهاينة وأوليّائهم، ومن عملائهم سماسرة السّياسة، ومن أذناب الغزاة ووكلائهم في المنطقة، فالصّهاينة هم من أخرجوا أهلنا بفلسطين من ديارهم، هدموا منازلهم، بقروا بطون حواملهم، قتلوا نساءهم وأطفالهم وشيوخهم، أجهزوا على جرحاهم، جرفوا حقولهم، دنّسوا مقابرهم ومساجدهم، أجلوهم إلى المنافي وحاصروا العزّل منهم، جرّبوا عليهم مختلف الأسلحة المحرّمة في القانون الدّوليّ، تحت نظر العالمين وسمعهم، وبتواطؤ ((القوى العالميّة الكبرى)) وبإذن من زعيمتها المبشّرة بالدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان، وخيانة من ذوي القربى نعوذ بالله من الخذلان، أمّا الإيرانيّون فهم إخوتنا، وأهل قبلتنا، لهم بمقتضى الأخوّة في الإسلام ما لنا، وعليهم ما علينا، ولا يمكن للعالم الإسلاميّ في واقع الأمر أن يستردّ عافيته وهيبته ومكانته اللاّئقة برسالته الحضاريّة دون إيران وتركيّة، فهما جناحان للأمّة لا غنى عنهما لتحقيق القومة من الكبوة، وللخروج من الوهن والغثائيّة، والعدوّ يعرف هذه الحقيقة مستيقن بقرب تحقّقها لما يراه من البشائر والمقدّمات، لذالك تراه يسخّر أدواته لإثارة الفرقة، وتحريض النّعرة المذهبيّة، وإذكاء العداوة بين مكوّنات الأمّة درءا لاجتماعها، ومنعا لتآلفها، ولأجل الحيلولة دون تفاهمها وتعاون سائر مكوّناتها على البرّ والتّقوى في معركة البناء والتّنميّة الشّاملة، نسأل الله في هذا الشّهر الكريم الذي تتنزّل فيه الرّحمات، وترفع فيه الأعمال الصّالحات، ويستجيب الله فيه الدّعوات أن يذهب عن أمّة محمّد كيد الشّطان في رمضان، ويطفئ نار البغضاء والشّنآن، وأن يلجم كلّ دعوة إلى الكراهيّة بما ألجم به الشّيطان، إنّه هو الرّحيم الرّحمن، الكريم المنّان، وصلّى الله على سيّدنا محمّد، وأله الطّاهرين وصحابته المهتدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين