فضّلت الاطمئنان إلى موقف الشّعب السّوريّ فيما يرجع للنّظام الطّائفيّ الذي تديره الطّغمة النّصيريّة بسوريّة لما رأيت أنّ هناك من يركب موجة التّغيير ليحرّض على جار لدود ونظام يعتبره خصما، فيحرّض بدناءة على إسقاطه حتى يصرف بذلك الأنظار عمّا يجري في بلده من مظالم، ولأجل أن يقوم بعمليّة استفراغ للطاقة الغضبيّة الكامنة في نفوس النّاقمين على أسياده، ولأجل أن يكشف المعارضين والثّوّار المحتملين فيراقب تحرّكاتهم الفيسبوكيّة لأهداف أمنيّة استباقيّة، وتتساوق هذه المناورة المفضوحة بالمناسبة التي يقوم بها العسس الإلكترونيّ التّابعين لأجهزة ((نظام)) يجد من نفسه الوهن وعدم القدرة على مواجهة إرادة الشّعب إذا كشفت عن ساق الجدّ وأعلنت عن مطلب التّغيير الذي بات كابوسا يؤرّقه، كما تتساوق أيضا مع ((فتاوى)) بعض الأذناب من الفقهاء المأجورين الذين راح البعض منهم يشرح الحريّة فيقول: ((الحرّيّة هي ألاّ تؤذي جارك، وألاّ تتهاون في أداء واجبك، وهي أن تذكّر غيرك فتدعو بلسان حالك قبل مقالك و...)) ونسي أن يقول كذلك، الحرّيّة هي أن تسقط صنما كثم أنفاسك، وجثمت زبانيته على رقبتك ورقاب آبائك، وستجثم لا قدّر الله على رقاب أبنائك وأحفادك إذا لم تعضّ على مطلب التّغيير بنواجذك، لاسيما وأنّ هناك ما يسعف في تحقيق إرادتك على قاعدة نظريّة الدّومنو التي أثبتت جدوى كبيرة في تطهير الأخماج السّياسيّة، فعندما يتغيّر عنصر ما في بنية ما فإنّ سائر العناصر المكوّنة لتلك البنية تتفاعل مع التّغيير تلقائيّا فتتغيّر جميع تلك البنية بالتّبع، ولن ينفع النّباح في درء العاصفة وأوّل الغيث قطر والله المستعان، ونسأله سبحانه في ليلة الجمعة هذه أن يفتح على كلّ مظلوم، وأن يزلزل عرش كلّ ظالم، وأن يزيح هذه الغمّة عن هذه الأمّة، وأن يؤيّد بجنده الثّوّار بليبيا وسوريّة واليمن، وأن يفتح عليهم بنصره حتى نرى مشهدا جديدا يعيد للشّعب هيبته، ولسائر الأمّة مجدها ووحدتها ومناعتها إنّه وليّ ذلك والقادر عليه والحمد لله ربّ العالمين
