أحبّتي في الله، دونكم والفرّجة على الصّور الجميلة التي يعرضها روّاد الفيس بوك على صفحاته لأجل التنّفيس والتّرويح، فإذا كان منكم من يعيش كالجرد في كومة قشّ أو في مغارة كالثّعلب فهاهي صور القصور معروضة ليعوّض بمشاهدة ما شاء منها عن مرارة الواقع البئيس، وإذا كان منكم من اقترن بقبيحة شعثاء فهاهي صور الحور معروضة كذلك لتساعده على أن يمنّي النّفس يداريها ويعلّلها، فما أضيق العيش مع قبيحة لولا فسحة الأمل، ومن كان منكم من لا يأكل اللّحمة وأنواع الفاكهة وأطباق الحلوى الرّفيعة إلاّ ضيفا عند ميسور، أو في أيّام العيد، فإنّ صفحات الفيس بوك طافحة بصورها الرّائعة ليبتلع ريقه تمتّعا بمشاهدتها من بعيد، أحبّتي في الله، مارسوا الاستمناء الذّهنيّ وعوّضوا بالواقع الافتراضيّ عن الغبن في الواقع الحقيقيّ، لكن لا تنتقدوا من في هم في القصور، ولا تحسدوا أصحاب المليارات ومن حوى في بيته كلّ زينة، فتلك والله عين السّياسة، والسّياسة مدعاة للاختلاف الذي قد يستدرج للاحتجاج، والاحتجاج بفتوى العلماء حرام، اقنعوا بواقعكم أحبّتي في الله، وتطلّعوا للفوز بالقصور والحور العين وبالأطايب في جنّة الفردوس، لأنّ الدّنيا جنّة الكافر وأنتم مؤمنون فلم الاحتجاج؟ تفرّجوا على الصّور، واحفظوا الأشعار، وابتعدوا عن شبهات الفكر الحرّ وعن الأخذ بأساسيّات السّياسة العادلة فهذه شبهات، والشّبهات توقع صاحبها في الحمى والحرج نعوذ بالله من الخذلان