أحبّتي أمّة اقرأ، يا أمّة الكلمة الحرّة، أهديكم كلمة طيّبة مذكّرا برائعة أبي القاسم الشّابّي رحمه الله:
خـُلقـْـتَ طليــقا كطيــف النّســيــــم **** وحـُــرّا كنــور الضُّـحى في سـماهْ
تـُغــــّردُ كالطّيـــر أين انــــــدفعــتَ **** وتشــــدو بما شـــاء وحـــيُ الإلهْ
وتمـــرحُ بيــن ورود الصّـــــــباح **** وتنـــــعمُ بالنّــــور أيـن تـــــــــراهْ
وتمشـــي كما شئــت بينَ المُروج **** وتقطــفُ وردَ الرُّبـــى في رُبـــــاه
كذا صـــاغك اللهُ يا ابــــنَ الوجود **** وألقــــتك في الكـــون هذي الحياهْ
فمـــالك ترضــى بذلِّ القيــــــــــود **** وتـُحنــــى لمن كبّلــــوك الجـــــباهْ
وتـُطبـــــقُ أجفــــــــــانك النّيّرات **** عن الفجر والفـــجرُ عــذبٌ ضـــياهْ
وتقــــنع بالعيـــش بين الكهـــوف **** فأين النّشـــــيد وأيــــــن الإبــــاه
ألا انهض وسر في سبـــيل الحياة **** فمن نـــــام لم تنتـــــظره الحــــياة
ولا تــــخشي ممــــا وراء القـلاع **** فما ثم إلا الضّحــــــــى في صــباه
وإلا حمـــــام المـــــروج الأنيــــق **** يغـــــــرّد منطـــــلقا في غنــــــــاه
إلى النــّــور! فالنّــور عذب جميل **** إلى النـــــّـور فالنـــــّور ظـلّ الإله
لن أضيف إلى هذه الصّور الموحية الفاتنة المعبّرة بصدق وأصالة صورا أخرى قد تشوّش أو تزيِّف (بالكسر) المعنى فتذهب بالحقيقة أو تعكسها على نحو يبني لدى المتلقّي عالما افتراضيّا لا وجود له، فيمارس عليه نوعا من التّخذير المقصود الذي قد ينشئ عنده حاجات غير واقعيّة كما تفعل الإعلانات الإشهاريّة اليوم، إنّ الكلمة شرف، وإنّها مسئوليّة، قال تعالى: ((وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى، وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى))، والله المستعان