أحبّتي في الله، أمسيتم أحرارا وأصبحتم على وطن، أبلج فجر الحرّيّة وآذن بصبح جديد، أليس الصّبح بقريب؟ إنّهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، قريبا إن شاء الله، سيكون بوسع كلّ واحد منّا التّعبير عن الفكرة والرّأي والموقف على نحو يحترم كلّ حقّ إنساني وجوديّ يدخل ضمن الحقوق الأساس التي تحفظ كرامة الوطن والمواطن،أقول المواطن وليس الرّعيّة، إذ لا ينبغي على الواحد منّا أن يكون رعيّة لأحد يسوسه كالدّابّة حيث شاء وكيفما شاء، ولكن ينبغي أن يكون مواطنا كامل المواطنة يمارس بشكل علنيّ ومنظّم جميع حقوقه التأسيسيّة وفي مقدّمها المشاركة السّياسيّة، لأنّ مجتمع المواطنة مجتمع منظّم ذو مؤسّسات قانونيّة وحقوقيّة، ومجتمع الرّعيّة مجتمع الاستفراد والاستحواذ، والغبن والجبن، والقبليّة والهمجيّة، والطّائفيّة والعشائريّة، وحروب البسوس، وساحة مفتوحة أمام ((العلماء)) المأجورين، وأمام العسس الإلكترونيّ، يمارسون فيها كلّ أشكال الشّطط والتّضييق الله المستعان