بسم الله والحمد لله وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين، أحسب أنّ هناك من علماء المسلمين ومنهم فضيلة الشّيخ بل سماحة العلاّمة المجتهد يوسف القرضاوي حفظه الله من هم إن شاء الله على فقه وتثبّت، وعلى رأي صواب وخلق حسن، كذاك أظنّ ولا أزكّي على الله أحدا من خلقه، وجميع من ينبز الواحد منهم بكلمة فالله حسيبه، ولعلّ الآخذ عن العلماء لا يقتضي التّعصّب أو التّفريط بالتّمحيص في المنطق والأسلوب وتنزيل الدّليل، ولعلّ الرّدّ من أقول بعضهم إنّما يكون حسب الاقتناع بالمنطق المعتمد، والأسلوب المتّبع، والدّليل الذي يسند به الرّأي أو الاجتهاد، فلا ينبغي أن يعدّ الواحد منهم هو السّنّة فيعتبر مجرّد الرّدّ من كلامه ردّا للسّنّة، ولا ينبغي أن يقال عنهم جميعا إلاّ خيرا، يستغفر للمخطئ منهم ويعذر فيقال: غفر الله له، ويترحّم على المصيب منهم ويثنى عليه فيقال: جزاه الله خيرا، وأرى أنّ الرّدّ على المكفّرة المنفّرة المفتونين بكراهية المسلمين وحرب المجتمع من كلّ فريق واجب وهو ممّا يتقرّب به إلى الله، كما أرى أنّ معاداة الغلو وسوء الخلق من كمال التّديّن فلا يجوز لعن الأحياء القادرين على المعاملة بالمثل فبالأحرى الأموات الذين لقوا ربّهم بعملهم، ولا يجوز قذف أحد ووصفه ب: ((ابن الفاعلة)) لمجرّد أنّه مخالف ثمّ ادّعاء الاقتداء برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي لم يكن طعّانا ولا لعّانا ولا فحّاشا ولا بذيئا، وفي جميع الأحوال ينبغي أن يكون شعار المرء هو: ((رحم الله من شغلته عيوبه عن عيوب النّاس))، وأن يكون على يقين بأنّ الله سينجز وعده لعباده المؤمنين فلا يستعجل النّتائج وإنّما يصبر ويحتسب ويدخل في السّلم كما أمر الله في قوله الحكيم: ((يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السّلم كافّة ولا تتبعوا خطوات الشّيطان إنّه لكم عدوّ مبين، فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيّنات فاعلموا أنّ الله عزيز حكيم))، عن ابن حوالة قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ((سيصير الأمر أن تكونوا جنودا مجنّدة: جندا بالشّام، وجندا باليمن، وجندا بالعراق، فقال ابن حوالة: خيّر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: عليكم بالشّام فإنّها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فأمّا إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله عزّ وجلّ توكّل لي بالشّام وأهله)). رواه أحمد وأبو داود، كذاك روى البخاريّ في الصّحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قوله: ((والله ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الرّاكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذّئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون))، وعلى هذا الأساس أعرّف عن نفسي بأن أشهد أنّ الله ربّي، ومحمّدا صلّى الله عليه وآله وسلّم نبيّي، والقرآن كتابي، والإسلام ديني، وعليّا أمير المؤمنين إمامي، وعائشّة الصّدّيقة أمّي، والطّائفة المنصورة بقيادة المهديّ عليه السّلام حزبي، والدّيمقراطيّة خياري، وسيلتي للمشاركة السّياسيّة هي الانتخاب، ورأيي: السّيادة للشّعب يمارسها عبر صناديق الاقتراع، ولخطاب الكراهية والمعاداة بغضي ومقتي، وللاستبداد والقهر والتّفرّد عداوتي، ومن أعداء الآل والأزواج والصّحب تبرّئي أمام الله وعلى رؤوس الأشهاد، وفي سبيل خدمة الوحدة والصّالح العامّ جهادي، وآل البيت في عمليّة التّغيير هم قادتي، وأنا للدّجل ومسعى الفرقة وإثارة الخلاف لتبرير الاستئثار لمن القالين، على الله في ذلك توكّلي واعتمادي، وإليه سبحانه أفوّض أمري فهو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم