شكرا على النّصيحة

لقد تجاوز هدوء آل الأسد وتأنّيهم في عمليّة ((الإصلاح)) المزعومة خمسين سنة ذاق الشّعب السّوريّ خلالها ألوان الخسف ومنع فيها النّصف، فلا هيئات سياسيّة ولا نقابيّة ولا مؤسّسات للمجتمع المدنيّ وكلّ ما هنالك ((حزب)) لا بل طغمة أقبرت الدّولة بإقبار المؤسّسات وتعطيل الكفاءات وتجريم المعارضة لحدّ وصل إلى الإعدام بدون جرم مشهود ولا محاكمة عادلة، ألا شاهت وجوه تقمّصت دورا ليس لها ادّعاؤه بعد الذي كشفته الأيّام والأحداث، ولعلّ مناشدة السّيّد للسّوريّين ودعوتهم إلى الحفاظ على ((النّظام السّوريّ)) الذي لا يجدر أن يوصف بهذا النّعت إلاّ تجاوزا إنّما هو من باب حسن الظّنّ، وإلاّ فإنّ المقاومة ستخسر تعاطف الأحرار من أبناء الأمّة ومن أحرار العالم متى ما قرنت بركاب السّفّاحين والجلاّدين، ولعل السّكوت في بعض المواقف التي قد يلتبس فيها الأمر على المرء أولى يا سيّد، وإلاّ فإنّه سيكشف أوراقا خاسرة لا بحساب الشّعوب فقطّ، ولكن بحساب التّاريخ وحساب القوانين الكونيّة وحساب الشّرائع الإلهيّة والآيات الرّبّانية، وعلى الله قصد السّبيل