بسم الله والصّلاة والسّلام على رسول الله وآله الطّاهرين، التّعميم لا يمتّ إلى العلم الذي يقتضي الضّبط والتّدقيق والتّفصيل بقدر ما يقتضي التّحليل والتّعليل والبيان والبرهان، فهو أي التّعميم أقرب إلى التّعويم الذي يجنح إلى الدّيماغوجيا والتّعبئة الحزبيّة الضّيّقة التي تشتغل على إنتاج متنطّعين، قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فليس كلّ شيعيّ مبغض لأزواج النّبيّ وصحبه ولا على رأي الخطّابيّة، وليس كلّ منتسب إلى مذهب الصّحابة محبّ لآل البيت فقد كان فيهم النّواصب، وعلى كلّ حال لا يضرّ الجبال الشّمّ نطح الوعول، لقد رفع الله قدر الآل والأزواج والصّحب بآي من الكتاب تتلى إلى يوم الدّين، ولعلّ تقوّل المبغضين من كلا الفريقين ممّا يرفع من شأنهم ويزيد من حسناتهم مادام على كلّ نعمة حسود، وأيّ نعمة أفضل من القرابة والصّحبة؟ ومن العدل والإنصاف ألاّ يؤخذ أهل السّنّة بجريرة النّواصب ولا الشّيعة بجريرة الغلاة الذين أبغضهم الإمام عليّ وحاربهم وحذّر من فتنتهم، فالانصراف إلى ما يجمع بين المسلمين والاعتناء بوحدتهم أجدى وأولى من الدّعوة إلى ما يفرّق جمعهم ويشتّت شملهم ويجعلهم حثالة الأمم ولقمة سائغة لعدوّهم والله المستعان