بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربّ العالمين، وبه أستعين، ولا عدوان إلاّ على الظّالمين، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وصلّى الله وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطّاهرين وصحبه المجاهدين من الأنصار والمهاجرين، السّلام على البتول مريم وخديجة والزّهراء سيّدات نساء العالمين، السّلام على عائشة أمّ المؤمنين، السّلام على زوجات النّبيّ أجمعين، السّلام على عليّ أمير المؤمنين، السّلام على ريحانتيّ الجنّة وسيّدا شباب أهلها الحسن والحسين، روحي لكم الفداء سادتي، السّلام على محمّد بن الحسن وعليّ بن الحسين، وعلى أولاد الحسن وأولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسن وأصحاب الحسين، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، وبعد، بمحبّة كنت قد عاتبت أحد الزّملاء لمّا تمثّل بالقول: (إنّي لأفتح عينيّ حين أفتحها على كثير، ولكن لا أرى أحدا)، ومع أنّني ممّن لا يعجبهم مثله لما يحمل من معاني الاستعلاء وتضخّم الذّات، إلاّ أنّني أجد للزّميل المحترم بعض العذر فيما ذهب إليه، فقد تصفّحت ببالغ الحرص على الاستفادة ما ينشر على بعض الصّفحات الإلكترونيّة فلم أعثر فيه على ما يستحقّ عناء التّتبّع أو الإشادة والتّقريض، فهذا يتحدّث بتورّم ذات تحت يافطة الشّعر أو القصّة عن خواطر لم يستطع أن يخرج بها من شرنقة أحلامه الحجريّة، و يتحدّث ذاك تحت شعار الفنّ عن عبث ومجون حديث المنشغل بانتعاضه، والثّالث غارق في طائفيّته، والرّابع يجري استفتاء حول الفريق الكرويّ ولاعبه الذي..، والخامس يدعو إلى قراءة الطّالع..، فلا تدري إن كنت في ناس يعيشون زمانهم أو في متخلّفين عنه بعشرات القرون، فقلت في نفسي:(إذا رأيت الكافر فاحمد الله على الإسلام، وإذا رأيت الفاجر فاحمد الله على التّقوى، وإذا رأيت الجاهل فاحمد الله على العلم، وإذا رأيت المبتلى فاحمد الله على العافية)، ومع أنّ الأمّة الآن على مفترق الطّرق تمرّ بوقت عصيب يحمل متغيّرات شديدة الخطورة وتنذر بمستجدّات شديدة التّعقيد، ما يزال هنالك من أشباه المثقّفين من يصرف شباب الأمّة عن قضاياه المصيريّة، فيدخل حلبة الصّراع من الباب الخلفيّة بجبن وبأسلحة فاسدة عير مهتمّ للمستقبل ولا للوطن، علما أنّه ستفوت فرصة النّهوض من الكبوة والخروج من الغثائيّة والوهن متى ما لم تتمّ مواكبة ما يجري من تحوّلات بمسئوليّة وإدارتها بحنكة، وهي كما يعلم الجميع من الفرص التي لا تعوّض بسهولة (فالثّورة ليست خيمة فصل للقوّات، ولا تكيّة سلّم للجبناء، وإمّا وطن واحد أو أشلاء) والله المستعان