جنازة منتظري تشهد اشتباكات وشعارات مناهضة للحكومة الايرانية
Mon Dec 21, 2009 1:59pm GMT
طهران (رويترز) - قالت مواقع على الانترنت ان حشودا كبيرة شاركت في
تشييع جنازة رجل الدين المعارض البارز اية الله العظمى حسين علي منتظري في
مدينة قم يوم الاثنين وان البعض ردد شعارات مناهضة للحكومة.
واعتبر منتظري الذي توفي يوم السبت عن 87 عاما الاب الروحي للحركة
المعارضة التي ازدهرت بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية المتنازع على
نتائجها في يونيو حزيران والتي تتجدد رغم جهود السلطات المتكررة للقضاء
عليها.
وقال موقع نوروز الاصلاحي على الانترنت ان قوات الامن الايرانية اشتبكت
مع أنصار المعارضة بعد جنازة منتظري. وتابع أن هناك تواجدا أمنيا مكثفا
حول منزل منتظري في قم وأن المحتجين قذفوا قوات الامن بالحجارة. ولم يصدر
على الفور اي تعقيب رسمي.
ولم يتسن التأكد من صحة التقرير من جهة مستقلة بعد ان منعت وسائل
الاعلام الاجنبية من تغطية الاحتجاجات او السفر الى قم لتغطية الجنازة.
لكن الصور التي حصلت عليها رويترز تظهر فيما يبدو اشتباكات بين أنصار الحكومة وأنصار المعارضة.
وقال موقع جرس الاصلاحي على الانترنت ان مئات الالاف شاركوا في جنازة
منتظري احد مخططي الثورة الاسلامية عام 1979 التي اطاحت بالشاه الذي كانت
تدعمه الولايات المتحدة. وأصبح منتظري لاحقا من أشد منتقدي القيادة
الحالية لايران.
وأضاف الموقع "كانوا يرددون شعارات مؤيدة له وأيضا مؤيدة لمير حسين
موسوي" زعيم المعارضة الذي خاض الانتخابات الرئاسية وخسرها أمام الرئيس
الايراني محمود أحمدي نجاد.
وقال ان الحشود رددت "منتظري البريء سنسلك طريقك حتى لو أهال الدكتاتور الرصاص على رؤوسنا."
وقال موقع اينده الايراني الاصلاحي على الانترنت الذي يعتبر مقربا من
السياسي المحافظ محسن رضائي الذي خسر أيضا الانتخابات الرئاسية امام أحمدي
نجاد "انتهت المراسم الجنائزية والناس متجمعون في الشوارع المحيطة بمنطقة
المدافن (في قم) يتظاهرون ويرددون شعارات مناهضة للحكومة."
وقال موقع كلمة الاصلاحي على الانترنت يوم الاثنين ان الناس رددوا
شعارات مؤيدة للزعيمين المعارضين الاصلاحيين موسوي ومهدي كروبي واللذين
خسرا الانتخابات أمام أحمدي نجاد في يونيو حزيران الماضي.
ونقل الموقع عن أحد الشعارات قوله "اليوم يوم حداد والامة الايرانية
الخضراء هي صاحبة هذا الحداد" في اشارة الى اللون الاخضر الذي تستخدمه
الحركة الاصلاحية في ايران.
وذكر موقع كلمة ان الناس كانوا يحملون الكثير من "الرموز الخضراء" في
اشارة الى الشريط الاخضر الذي يربطه الاصلاحيون في معاصمهم وأشياء اخرى
بنفس اللون.
وعقدت الاضطرابات الداخلية في ايران التي أبرزها قول منتظري ان الزعامة
فقدت شرعيتها من النزاع القائم مع ايران حول برنامجها النووي الذي يعتقد
الغرب ان له نوايا عسكرية لا مجرد أهداف مدنية وهو ما تنفيه طهران.
وصور كروبي وموسوي وهما يقدمان التعازي في منزل منتظري.
وتزامنت وفاة منتظري بأزمة قلبية مع تنامي التوترات مجددا في الجمهورية
الاسلامية بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو التي أدخلت البلاد في أسوأ
أزمة تشهدها منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 .
وجاءت في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الى خنق أي محاولة من جانب
المعارضة لاستغلال الاحتفال القادم بيوم عاشوراء لتنظيم احتجاجات حاشدة ضد
حكومة طهران.
وحث موسوي وزعماء المعارضة الاخرون اتباعهم يوم الاحد على حضور جنازة
منتظري. وقال موقع اصلاحي ان قادة المعارضة الايرانية دعوا أنصارهم يوم
الاحد لحضور جنازة منتظري وأعلنوا يوما للحداد الوطني.
ونقل الموقع بيانا صادرا عن اثنين من قادة الاصلاحيين هما موسوي وكروبي
قولهما "نحن نعلن يوم الاثنين يوما للحداد الوطني ... وندعو الناس لحضور
جنازة اية الله العظمى يوم الاثنين."
وذكر موقع كلمة ان موسوي وصل الى قم وقدم تعازيه الى اسرة منتظري. لكن
بعض التقارير اشارت الى ان قوات الامن الايرانية لاحقت نشطين اخرين كانوا
في طريقهم الى قم.
وقالت مواقع اصلاحية ان قوات الامن اعتقلت بعض انصار المعارضة الذين كانوا يحاولون الوصول الى قم وأعادت اخرين على اعقابهم.
وتعالت صيحات "يا حسين.. مير حسين" من بعض المشيعين في قم وكان كثيرون
منهم يرتدون شرائط خضراء في معاصمهم تعبيرا عن تأييدهم لموسوي. وكانت
صيحاتهم تعيد الى الاذهان الصيحات التي تطلق في عاشوراء في اشارة الى
الامام الحسين.
وسيتزامن اليوم السابع من الحداد على منتظري مع الاحتفال بعاشوراء يوم
الاحد فيما قد يصبح عاملا محفزا لاحتجاجات جديدة من جانب المعارضة.
فالطبيعة الدينية لهذه المناسبة تصعب مهمة السلطات في منع الناس من النزول
الى الشوارع.
وانتشرت قوات مكافحة الشغب في مدينة قم الواقعة على بعد 125 كيلومترا
جنوبي العاصمة الايرانية طهران تحسبا لجنازة منتظري الذي ظل شوكة في جنب
المؤسسة الدينية خلال حياته.
وقال موقع اينده المحافظ ان رجال ميليشيا الباسيج رددوا "عار عليكم
ايها المنافقون اتركوا مدينة قم." ورد عليهم بعض المشيعين "ماذا حدث
لاموال النفط.. ذهبت الى الباسيج."
وكان منتظري قد اختير في الثمانينات ليخلف الزعيم الاعلى الايراني
الراحل آية الله روح الله الخميني قائد الثورة الاسلامية لكنه اختلف بعد
ذلك مع الزعامة حين انتقد عمليات الاعدام الجماعية للسجناء. ووضع رهن
الاقامة الجبرية في منزله بقم منذ عام 1998 وحتى عام 2003 ويلقى احتراما
كبيرا بين الايرانيين.
وقدم الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي الذي خلف الخميني بعد
وفاته عام 1989 تعازيه في وفاة منتظري. ونقلت وكالة انباء الجمهورية
الاسلامية الايرانية عن خامنئي قوله انه يطلب من الله ان يغفر لمنتظري عن
"الاختبار الصعب الحساس الذي واجهه في اواخر حياة الخميني" وقال خامنئي
بوضوح ان منتظري رسب في هذا الاختبار.
وقال موقعا كلمة وبرلمان نيوز على الانترنت ان وزارة الثقافة والارشاد
الاسلامي طلبت من صحف طهران عدم نشر صور منتظري او برقيات العزاء في
الصفحة الاولى باستثناء برقية خامنئي.
وفي برقية العزاء في منتظري التي بعث بها رجل الدين حسن الخميني حفيد
الخميني الراحل والتي نقلتها وكالة انباء الجمهورية الاسلامية تحدث عن
الرجل الذي "قضى العديد من سنوات عمره المشرف على طريق رفعة المباديء
العليا للاسلام والثورة الاسلامية."
ووصفت شيرين عبادي النشطة الايرانية المدافعة عن حقوق الانسان الحاصلة
على جائزة نوبل للسلام منتظري بأنه "أب لحقوق الانسان في ايران."
وبعد الانتخابات الرئاسية التي أحدثت شرخا عميقا في المؤسسة الدينية
والسياسية هو الاسوأ في 30 عاما من تاريخ الجمهورية الاسلامية قال منتظري
في اغسطس اب ان تعامل السلطات مع الاحتجاجات "يمكن ان يؤدي الى سقوط
النظام" وشجب الزعامة بأنها دكتاتورية.
ونفت السلطات حدوث اي تزوير في الانتخابات التي فاز فيها أحمدي نجاد
بفترة ثانية وقالت ان الاحتجاجات التي قمعها الحرس الثوري الايراني هي خطة
مدعومة من الخارج لتقويض النظام.
من باريسا حافظي وفريدريك دال