faris عضو جديد
العمر : 58 الرصيد : 59 متصل من : qateef تاريخ التسجيل : 18/12/2009 عدد الرسائل : 21
| موضوع: هل قرّرت السعودية "الانقلاب" على اتفاقها مع دمشق؟ 2009-12-19, 12:33 | |
|
أنطوان الحايك - « موقع النشرة » - 19 / 12 / 2009م - 2:45 م
مرة جديدة تبرز مواقف لافتة تدعو الى اعادة حسابات وتقويم شاملين على غرار موقف المملكة العربية السعودية الرسمي الصادر عن وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل لصحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون" القائل ان" لبنان لن يصبح سيدا ما دام "حزب الله" يمتلك اسلحة اكثر من الجيش النظامي" ما يطرح اكثر من علامة استفهام على حقيقة الموقف السعودي المستجد وحول ما اذا كان هذا الموقف يعبر عن حقيقة السياسة السعودية العليا ام انه اشارة الى انقسامات حادة ضمن العائلة المالكة في ظل حديث سابق يقع في نفس السياق.
موقف الفيصل يندرج في واحد من ثلاث احتمالات الاول: المملكة اكتشفت ان اتفاقها مع النظام السوري كان خطأ فادحا فاوعزت الى وزير خارجيتها باطلاق اشارة الانقلاب على الاتفاق الاخير مع دمشق.
الثاني: هناك خلاف مستحكم بين تيارين داخل العائلة المالكة، الاول يدين بالولاء المطلق الى القيادة الاميركية المتحكمة بمسار الامور داخل المملكة وبسياساتها الخارجية وعلى رأسه وزير الخارجية والامير بندر بن سلطان المختفي عن الساحة السعودية واعلامها، والثاني رأس السلطة اي الملك مع ما يمثله من تيار يدور في الفلك الاميركي ويسعى الى تحييد حكمه عن الصراعات العربية والاقليمية خصوصا بعد تجربة المواجهات مع الحوثيين اليمنيين.
اما الثالث فهو ان المملكة مجتمعة شعرت بان بساط الحماية الاميركي بدأ يسحب من تحت اقدامها لمصلحة تركيا وسوريا فعمدت الى توجيه رسالة استنكار للادارة الاميركية المهتمة فعلا بتمرير الوقت المستقطع على قدر من الهدوء يسمح لها باعادة النظر بملفات المنطقة وعنوانها قدرة السعودية على الخربطة من خلال اثارة اكثر الملفات حساسية لكل من ايران وسوريا وواشنطن على حد سواء وبالتالي اللعب على وتر حزب الله الذي يشكل الممر الشيعي الايراني الالزامي للمنطقة العربية برمتها بما فيها اليمن.
الاحتمال الاول الذي يرجحه الاكثريون يبدو الاكثر تعقيدا على اعتبار ان اي خلل في العلاقات السورية - السعودية من شانه ان يرتد سلبا على الثانية، خصوصا ان الاتفاقات او بالاحرى التفاهمات بين البلدين تلحظ ملفات فائقة الحساسية بالنسبة للرياض وابرزها ملفات الاصولية والقاعدة، فضلا عن موضوع العلاقات العربية - العربية وهو يشكل حاجة استراتيجية للملكة في غمرة التحضيرات للانسحاب الاميركي من العراق مع ما يعني ذلك من مخاطر على معابر النفط التي تهم المملكة بنفس المقدار الذي يهمها به امن وسلامة المنابع.
اما الاحتمال الثاني فيبدو انه الاقرب الى المنطق السعودي في ظل التجارب السابقة التي آثرت المملكة عدم الحديث عنها في ظل اوضاعها المترجرجة والفائقة الحساسية، خصوصا ان موقف الفيصل ياتي متزامنا مع موقف الرئيس الاميركي الاخير الذي اطلقه بحضور الرئيس اللبناني ميشال سليمان وهو بنفس مضمون حديث الفيصل، ومتزامنا في الوقت ذاته مع كلام وزير الخارجية المصرية الاخير، ما يشير الى ان واشنطن قد تكون اوعزت الى الدائرين في فلكها بتحريك الوضع من دون تغيير المعادلة وقواعد اللعبة التي فرضتها ادارة الرئيس اوباما، ولكن من دون تفجيره وذلك لاظهار الحاجة الى الدور الاميركي.
الاحتمال الثالث يبقى في وارد رسالة الانزعاج السعودي من التمادي الاميركي بالسماح لتركيا بلعب دور الشرطي العربي في عقر دار السنية السياسية فعزفت على اكثر الاوتار حساسية بالنسبة للمنظومة برمتها.
وفي مطلق الاحوال فان الموقف السعودي ينذر بالاسوأ خصوصا ان الاحتمالات واردة ولا يمكن استبعاد اي منها في ظل عملية خلط اوراق واسعة النطاق جارية على اعلى المستويات.
| |
|