ستتفكك
الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين .. هل يجوز اعتبار هذه الفرضية
أمراً مستثنى ، ام ان فيها "بذرة" من العقلانية؟ وكم هي قوية الاتجاهات
الموضوعية السلبية لتطور المجتمع الامريكي المعاصر في مجال الاديولوجية
والاقتصاد؟ وهل يمكن اعتبار هذه الاتجاهات قوة دافعة لعملية بمقدورها ان
تقود الى تفكك امريكا؟ يناقش هذا الموضوع ضيوف برنامج" بانوراما".
============================================
في
اواخر التسعينات تقدم الباحث والمحلل السياسي الروسي ايغور بانارين
بتوقعات مثيرة عن مستقبل الولايات المتحدة تقول إن الأزمة الأخلاقية
والإقتصادية في اميركا يمكن ان تقودها في المستقبل المنظور الى بلبلة
واضطرابات اجتماعية وسياسية تضاهي الحرب الأهلية. وستتمخض تلك الأحداث ،
في اعتقاد ايغور بانارين، عن تفكك الولايات المتحدة وانشطارها الى ستة
اجزاء او اقاليم تتأثر لاحقا او تغدو تحت رحمة عوامل خارجية او لاعبين
خارجيين مثل الإتحاد الأوروبي وكندا وروسيا والمكسيك والصين واليابان.
السبب
الأول لإحتمال تفكك الولايات المتحدة وتجزئتها يعود الى الجانب النفساني.
ذلك لأن المجتمع الأميركي، كما يؤكد صاحب هذه التوقعات، يقف اليوم على شفا
كارثة نفسانية. والسبب الثاني يتسم بطبيعة اقتصادية ويرتبط بالأزمة
الإقتصادية وفقدان الدولار وظيفتَه كعملة عالمية. اما السبب الثالث فهو ،
في رأي الباحث الروسي، المقاومة المتصاعدة التي تواجهها السياسة الخارجية
الأميركية على النطاق العالمي والتي يمكن بمرور الزمن ان تنسف وتقوض
المواقع الإستراتيجية الأميركية المهيمنة في العالم.
وكان لتوقعات
ايغور بانارين صدى واسع في وسائل الإعلام، بما فيها وسائل الإعلام
الأوروبية. كما أثارت تلك التوقعات موجة من الإنتقادات اللاذعة ليس من طرف
الجمهور الأميركي وحده. فقد قال خصوم الباحث ان تقويماته ليس لديها ما
يدعمها ويدلل على صحتها، وانها الى ذلك غير واقعية. الا ان المجادلات حول
التوقعات التي تنذر بمثل هذا المستقبل الكئيب للولايات المتحدة لم تتوقف ،
بل اشتدت في الآونة الأخيرة مع تفاقم الأزمة المالية والإقتصادية
العالمية.