الرسالة التي أرسلها صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع تفيد بأن الاقتصاد العالمي لن يستعيد مساره الطبيعي وينهض من كبوته قبل العام 2010، الأمر الذي يقلل من التوقعات بشأن النمو الاقتصادي العالمي خلال العام 2009 بحدود 1.3 نسبة مئوية، ما يعني أن النمو سيكون أقل بنسبة 2 في المائة عن التوقعات الأصلية.
ووصف صندوق النقد الدولي، في تقريره "آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر في إبريل/نيسان الجاري، الوضع الاقتصادي العالمي بأنه "الركود الأكثر حدة منذ الحرب العالمية الثانية."
وجاء في التقرير أن الاقتصاد العالمي سينكمش مع تحقيق تعاف بطيء في العام القادم، حيث تشير التوقعات إلى انكماش الاقتصاد العالمي بواقع 1.3 في المائة في عام 2009 مع تحقيق تعاف بطيء في العام القادم.
وجاء في تقرير الصندوق أن الاقتصاد العالمي يمر بركود حاد أفرزته أزمة مالية طاحنة وفقدان للثقة بلغ مستويات شديدة الارتفاع.
وأضاف الصندوق "أنه بينما يتوقع أن ينخفض معدل الانكماش اعتباراً من الربع الثاني من العام، فمن المتوقع أن يهبط الناتج العالمي بنسبة 1.3 في المائة عام 2009 ككل، وألا يتعافي إلا تدريجياً في العام 2010، حين يسجل نمواً بمعدل 1.9 في المائة."
وتابع التقرير يقول: "سوف يعتمد تحقيق هذا التحسن على تكثيف الجهود لمعالجة مشكلات القطاع المالي مع الاستمرار في دعم الطلب من خلال التيسير النقدي والمالي."
وحول آخر التطورات الاقتصادية والمالية، قال التقرير إن الاقتصادات العالمية خضعت للآثار الجسيمة الناجمة عن الأزمة المالية وهبوط النشاط الاقتصادي، فقد سجلت الاقتصادات المتقدمة تراجعاً بنسبة 7.5 في المائة في إجمالي الناتج المحلي الحقيقي خلال الربع الرابع من عام 2008.
وتوقع التقرير أن يستمر هبوط الناتج بنفس الوتيرة خلال الربع الأول من العام 2009، مشيراً إلى أن الاقتصاد الأمريكي ربما يكون الأكثر تضرراً من التوترات المالية المكثفة واستمرار الهبوط في قطاع المساكن، غير أن أوروبا الغربية ودول آسيا المتقدمة حصلت على نصيب من الضربات القاسية التي سددها لها انهيار التجارة إضافة إلى تزايد مشكلاتها المالية وتصحيحات أسعار المساكن في بعض الأسواق القومية.
وأشار إلى أن الاقتصادات الصاعدة تعاني معاناة شديدة أيضاً حيث بلغ معدل الانكماش الإجمالي 4 في المائة في الربع الرابع من عام 2008.
غير أن الاقتصادات الناشئة، مثل الصين والهند، ستواصل النمو رغم تباطؤه فيهما بنسبة 6.5 في المائة و4.5 في المائة على الترتيب.