الجيش الإسرائيلي يعترف بارتكاب أخطاء في حرب غزة

قال نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الميجور جنرال دان هاريل مساء الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي ارتكب أخطاء خلال هجومه الأخير على قطاع غزة، ما أدى لوقوع قتلى في صفوف المدنيين، إلا أنه لم يطلق النار عمدا على مدنيين.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن هاريل قوله " لم نجد حتى ولو حالة واحدة صوب فيها جندي إسرائيلي سلاحه وأطلق النار عمدا على مدني فلسطيني".
جاء ذلك أثناء تقديم المسؤول العسكري الإسرائيلي نتائج تحقيق داخلي أجراه الجيش الإسرائيلي حول ما وصفته منظمات حقوقية بأنه انتهاكات أثناء الهجوم الذي استمر بين 27 كانون أول/ ديسمبر و18 كانون ثان/يناير الماضي.

إقرار باستخدم الفوسفور الأبيض

وفي نتائج التحقيق، اعترف الجيش الإسرائيلي أيضا بأنه استخدم نوعين من الفوسفور الأبيض، لكنه أصر على أنه فعل ذلك بما يتماشى مع القانون الدولي.
وأشار إلى أنه استخدم في غالبية الأحوال النوع الذي يصنع ستارا من الدخان لحماية القوات البرية من المسلحين المزودين بقذائف مضادة للدبابات، قائلا إن استخدام هذا النوع "جنب في العديد من الحالات اللجوء إلى استخدام الذخيرة المتفجرة، الأمر الذي كان سيترك تأثيرا أكثر خطورة بشكل كبير".
وأضاف أن الجيش استخدم أيضا "كمية محدودة جدا" من النوع الآخر لتحديد مسار قذائف الهاون التي تطلقها القوات البرية والقذائف عيار 76 مم التي تطلقها السفن البحرية، مشيرا إلى أنه تم استخدامها فقط في "المناطق المفتوحة".
واتهمت منظمات حقوقية دولية إسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة بالسكان خرقا للقانون الدولي لأنه يسبب حروقا حادة للجلد، ومن ثم يسبب أذى غير متكافئ للمدنيين.

"هنية اختبأ في وحدة بمستشفى الشفاء"

وذكرت نتائج التحقيق أن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة، اختبئ في وحدة بمستشفى الشفاء الرئيسية في مدينة غزة أثناء العملية العسكرية.
واتهمت نتائج التحقيق مسلحي حماس بإغلاق جناح بأكمله في الطابق الأرضي بالمستشفى. وأضافت أن حراسا تمركزوا عند مدخله ومنعوا دخول أي شخص لا ينتمي لحماس. ونفى العاملون في المستشفى بشكل قاطع هذه المزاعم خلال الهجوم.

"لم يسقط سوى 7 مدنيين في قصف المدرسة"

وفي واحدة من أكثر الحوادث دموية التي حقق فيها الجيش، كان قصف مدرسة تابعة لوكالة لأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع في 6 كانون ثان/يناير الماضي. وفر مئات المدنيين إلى المدرسة كملاذ آمن من العمليات العسكرية.
وقال الطبيب معاوية حسنيين مدير الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة إن 42 شخصا لقوا حتفهم عندما سقطت القذائف على حشد من اللاجئين خارج مبنى المدرسة.
وأصر الجيش الإسرائيلي أن تحقيقه كشف مقتل خمسة مسلحين وسبعة مدنيين في الهجوم.
وقال إن مسلحي حماس أطلقوا قذائف هاون من موقع يبعد 80 مترا من المدرسة على قوة من الجيش الإسرائيلي متمركزة خارج المخيم.

اعتراف بخطئ كبير

واعترف الجيش أنه ارتكب "خطأ مهنيا" كبيرا في اليوم نفسه عندما شن غارة جوية على حي الزيتون جنوب مدينة غزة وقصف مبنى بطريق الخطأ فقتل أكثر من 20 شخصا من عائلة واحدة تدعى (الدياس).
وذكرت نتائج التحقيق أن هدف الهجوم كان مخزن أسلحة يقع في مبنى مجاور لمنزل عائلة الدياس. ولم يقصف الجيش المنزل عن طريق الخطأ ، ولكن أجرى اتصالا هاتفيا ليوجه تحذيرا مسبقا للغارة على المنزل.وأضاف أن التحذير عبر الاتصال الهاتفي كان يستهدف سكان المبنى الذي يحوي مخزن أسلحة.
وشدد بيان أصدره الجيش على أن عدد الأخطاء الاستخباراتية والميدانية التي وقعت أثناء الهجوم كان "قليلا" نسبيا. وأضاف البيان أن القتال جرى في "ميدان معركة معقد ضد عدو يختار بشكل متعمد وفق عقيدته ، أن يتمركز
وسط السكان المدنيين".

منظمات حقوقية تشكك في نتائج التحقيق

من جانبها، أصدرت 10 منظمات إسرائيلية لحقوق الإنسان بينها "بي تسليم" ومنظمة "أطباء لحقوق الإنسان" بيانا وصفت فيه نتائج التقرير بأنها "مثيرة للمشاكل للغاية" وطالبت بإجراء "تحقيق عسكري خارجي إضافي".
وقالت المنظمات الحقوقية "إذا كان الجيش ينفي حدوث إخفاقات رئيسية في هجومه على غزة، فليس من الواضح إذن، السبب وراء رفض إسرائيل التعاون مع فريق تحقيق من الأمم المتحدة يقوده القاضي الجنوب إفريقي ريتشادر
جولدستون".
وأعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن 1417 فلسطينيا لقوا حتفهم في الهجوم الإسرائيلي على غزة، حوالي ثلثيهما من المدنيين، ونشر قائمة بالضحايا تتضمن أسمائهم وأعمارهم وتواريخ وفاتهم وبعض التفاصيل الأخرى.
وأوضح أن من بين القتلى، 236 كانوا من المسلحين و255 من أفراد شرطة المدنية، و926 من المدنيين بينهم 314 من القصر و116 امرأة.
ولقي 13 إسرائيليا حتفه في القتال البري وهجمات بالصواريخ.