اعلموا
يا عباد الله !.. أنّ المتّقين حازوا عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل
الدنيا في دنياهم ، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم ، أباحهم الله في
الدنيا ما كفاهم به ، وقال عزّ اسمه :
{ قل من حرّم زينة الله التي
أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحيوة الدنيا خالصة
يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون }.
سكنوا الدنيا بأفضل ما
سكنت ، و أكلوها بأفضل ما أُكلت ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ، فأكلوا
معهم من طيبات ما يأكلون ، وشربوا من طيبات ما يشربون ، ولبسوا من أفضل ما
يلبسون ، وسكنوا من أفضل ما يسكنون ، وتزوّجوا من أفضل ما يتزوجون ،
وركبوا من أفضل ما يركبون ، أصابوا لذّة الدنيا مع أهل الدنيا ، وهم غدا
جيران الله يتمنّون عليه فيعطيهم ما يتمنّون ، لا يردّ لهم دعوة ، ولا
ينقص لهم نصيب من اللذة ، فإلى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل
، ويعمل له تقوى الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله