غيتس يحذر إسرائيل من ضرب إيران‎

حذر وزير الدفاع ‏الاميركي روبرت غيتس اسرائيل من مهاجمة منشآت ايران النووية، معتبرا أن ضربة كهذه قد يكون لها عواقب خطيرة، وأكد ان حصول طهران على ‏قنبلة نووية لا يمكن منعه "الا اذا قرر الايرانيون انفسهم ان ذلك باهظ الثمن للغاية".‏
واخبر غيتس، مستخدما اقوى لهجة حول هذا الموضوع حتى الآن، مجموعة من طلبة القوات البحرية ان ‏ضربة ما قد تؤخر البرنامج النووي من عام واحد الى ثلاثة اعوام. الا ان هذه الضربة قد توحد ايران‎ "وتقوي تصميمهم على الاحتفاظ ببرنامج نووي، وتزرع في البلاد كلها حقدا لا ينتهي تجاه اي جهة ‏تهاجمهم".‏
وخاطب غيتس طلابا في جامعة القوات البحرية في كوانتيكو، فرجينيا، قائلا انه بينما يحتاج الرئيس اوباما ‏‏"مجموعة كاملة من الخيارات فهناك حاجة لتفحص اي طريقة متاحة امامنا لزيادة كلفة ‏ذلك البرنامج بالنسبة اليهم، سواء من خلال العقوبات الاقتصادية او الوسائل الاخرى".‏
واضاف وزير الدفاع ان الدول الأخرى بحاجة لمزيد من التأكيد على الحجج القائلة ان القنبلة ستضعف ‏ولن تقوي امن ايران، "وخاصة اذا اطلقت سباق تسلح في الشرق الأوسط". وكانت صحيفة "آرمي تايمز" هي الأولى التي نشرت تصريحات غيتس التي أدلى بها يوم ‏الاثنين الماضي. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع انها ‏دقيقة‎.‎ وتشير تصريحات غيتس وبايدن الى ان المسؤولين الأميركيين في حواراتهم الخاصة لا يشجعون مسارا ‏كهذا، حتى وان قالوا انهم لا ينكرون حق اسرائيل في التصرف دفاعا عن النفس‎.‎

مستشاروا أوباما يقيمون

إلى هذا ذكرت وكالة (آي بي إس) في تقرير لها أن مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما انكبوا مجددا، على تقييم أبعاد التهديدات الإسرائيلية المتكررة بمهاجمة منشئات نووية إيرانية، وما إذا كانت فعلية أو وسيلة للتأثير على مباحثات واشنطن مع طهران، وذلك بعد أن صرح قائد القيادة الوسطى الأميركية جنرال ديفيد بترييوس، أن إسرائيل قد تقرر ضرب هذه المنشئات.
وعلق نائب الرئيس الأميركي جوزيف بادن لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية على هذا الإحتمال قائلا "لا أعتقد أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو سيشن مثل هذا الهجوم". ونوه بأن قرارا إسرائيليا في هذا الإتجاه سيقابل بمعارضة شديدة من قبل الإدارة الأميركية.
وكان بترييوس قد أشار إلى إمكانية قيام إسرائيل بمهاجمة إيران، في أقوال أدلى بها في الثامن من الشهر الجاري في مجلس الشيوخ، ذكر فيها أن "الحكومة الإسرائيلية قد ترى أنها مهددة بخطر إحتمال إنتاج إيران لسلاح نووي، إلى حد إضطرارها إلى شن عملية عسكرية إستباقية لوقفه أو تأخيره".
وكان مسئولون اسرائيليون، بما في ذلك رئيس الوزراء بينامين نتنياهو والرئيس شيمون بيريز، قد اشاروا الى ان اسرائيل يمكن ان تستخدم القوة العسكرية لمنع طهران من تطوير اسلحة نووية حيث يتهمها الغرب بأنها تقوم بعمل ذلك.

بيريز يستبعد

إلا أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز استبعد يوم الخميس خلال لقاء مع المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل خيار التدخل العسكري لمنع ايران من مواصلة برنامجها النووي.
وقال بيريز في لقاء مع في القدس "ان الحل المتعلق بايران ليس عسكريا".
وتعتبر اسرائيل التي تعد القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، ايران عدوها الرئيسي وتتهمها بتطوير برنامجا نوويا لمآرب عسكرية، وهو امر تنفيه طهران.
ودعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى شطب الدولة العبرية عن الخارطة.
من جانبه ابلغ وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الخميس نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف الذي يزور اسرائيل حاليا، "ان المطلوب اتخاذ اجراء دولي قوى لكبح البرنامج النووي الايراني".
ودعا باراك روسيا الى العدول عن بيع ايران صواريخ ارض/جو سام-300 المخصصة لحماية المواقع الحساسة، كما افاد مصدر في وزارة الدفاع الاسرائيلية.
واوضح المصدر ان باراك تقدم بهذا الطلب خلال لقاء مع سلطانوف.

لا عوائق أمام نظام "س ـ 300"

في موسكو أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي صفري، أنه لا يوجد ما يعيق تنفيذ صفقة تزويد روسيا لإيران نظاما للدفاع الجوي من طراز "س-300".
وأضاف "فيما يتعلق باتفاقياتنا المختلفة الموقعة مع روسيا, فإن الجانب الإيراني ينفذ على الدوام الالتزامات التي قطعها على نفسه, وأنا لا أرى أي مشاكل تعيق تنفيذ العقد المتعلق بنظام "س ـ 300".
وأعرب صفري في غضون ذلك عن الاستغراب من أن بعض البلدان تبدي قلقا من توريد النظام الدفاعي "س ـ 300" إلى إيران.
وأكد أن "هذا سلاح دفاعي, واقتناؤه من حق أي بلد, واعتقد أن هذه الحقيقة لا تقلق إلا الدول التي في نيتها توجيه ضربات إلى بلدان أخرى".
وأوضح التقرير أنه جرى توقيع عقد تزويد روسيا لإيران بنظام الدفاع الجوي الصاروخي من طراز "س ـ 300" في ديسمبر/كانون الثاني عام 2005, ولكن لم يعلن رسميا عن بدء تنفيذه.