قضت محكمة عسكرية أمريكية الخميس بسجن رقيب بالجيش الأمريكي مدى الحياة، بعد ثبوت إدانته بقتل أربعة عراقيين قبل عامين، أثناء احتجازهم في أحد السجون التابعة لقوات التحالف بالعراق.
وقال الجيش الأمريكي إن الرقيب أول جون هاتلي أُدين بالتورط في "مؤامرة" لقتل أربعة سجناء عراقيين، في سجن بالقرب من العاصمة العراقية بغداد، خلال شهري مارس/ آذار وأبريل/ نيسان من العام 2007.
ويُعد الرقيب هاتلي، البالغ من العمر 40 عاماً، هو ثالث عسكري أمريكي يصدر قرار بإدانته في القضية، التي يتم محاكمة سبعة جنود أمريكيين يُشتبه في تورطهم بقتل السجناء العراقيين.
إلا أن المحكمة العسكرية، التي عُقدت في "فيلسيك" بألمانيا حيث توجد الوحدة التابع لها الجندي الأمريكي، برأت هاتلي من تهمتي قتل عراقي خامس، وتضليل العدالة، كما فتحت المجال أمام حصوله على "إطلاق سراح مشروط."
وأصدرت المحكمة الأمريكية في وقت سابق أحكاماً بالسجن ضد كل من الرقيب جوزيف مايو، البالغ من العمر 27 عاماً، لمدة 35 عاماً، والرقيب جوزيف ليهي (28 عاماً)، بالسجن المؤبد.
وجرى قتل العراقيين الأربعة، خلال فترة ما بين العاشر من مارس/ آذار، والسادس عشر من أبريل/ نيسان 2007، بعد أن قيّدوا وعصبت أعينهم، وجرى إلقاء جثثهم في قنوات مياه ببغداد، بعد تصفيتهم برصاص في الرأس.
وكان المتهمون قد أوقفوا الرجال الأربعة، الذين ينتمون على الأرجح إلى العرب السُنّة في العراق، إثر هجوم تعرض له موقعهم، حيث ذكرت تقارير الإدعاء أنهم قاموا بعد ذلك بنقل السجناء إلى منطقة معزولة وقتلهم.
وقد وجه الإدعاء العسكري الأمريكي عدة تهم للمتهمين، منها القتل العمد، والتآمر لارتكاب جريمة، وتضليل التحقيق.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أصدرت المحكمة حكماً بسجن الجندي بيلمار راموس، لمدة سبعة أشهر، بعدما أقر بذنبه في "المؤامرة"، عندما اكتفى بالحراسة، قرب مدفع رشاش عائد لوحدته، بينما قام رفاقه بتصفية الضحايا انتقاماً لمقتل زملائهم.
وشكل الحكم المخفف بحق راموس (23 عاماً) جزءاً من صفقة عقدها الادعاء معه للحد من فترة عقوبته، مقابل الشهادة ضد رفاقه في الوحدة.
وخلال إدلاءه باعترافاته، قال راموس إن رفاقه لم يطلبوا منه مرافقتهم خلال عمليات إعدام العراقيين، غير أنه فعل ذلك بناءً على قناعاته الشخصية، مضيفاً: "لقد أردت أن أراهم أمواتاً، وليس هناك عذر أو مبرر قانوني لذلك."
وسبق للمقدم إدواورد أوبراين، الذي يتولى منصب القاضي في القضية، أن أشار إلى أنه كان يرغب في الحكم على راموس بالسجن لأربعين عاماً، لولا أن الإدعاء عقد الصفقة معه.
وبات الجندي الأمريكي يواجه خطر سحب الجنسية الأمريكية التي منحت له عام 2006 بسبب الحكم، وترحيله إلى بلده الأصلي تشيلي.