[color=brown]لطالما كانت مسألة معالجة الأمراض الجسدية بالغذاء مدار جدل، فكيف هي الحال بالنسبة إلى معالجة الأمراض النفسية؟
صدر حديثا عن دار الفراشة الترجمة العربية لكتاب «الغذاء الأفضل للعقل» (العنوان الأصلي)، للاختصاصي في التغذية والمجاز في علم النفس البريطاني باتريك هولفورد، وقد جاء العنوان بالترجمة العربية «السكر يجعلك غبيا والدهون تجعلك ذكيا»، كتلخيص لأهم ما جاء في صفحات الكتاب.
ولكن أي نوع من الدهون، وأية أنواع من السكريات هي المطلوبة لصحة عقولنا؟
يقدم الكاتب في هذا الكتاب، مقاربة جديدة للصحة النفسية والعقلية، مقاربة لا علاقة لها البتة بالأدوية والعلاج النفسي. إنها محاولة لمعالجة عدم التوازن الكيميائي الناتج عن سنوات من عدم الحصول على الغذاء وسنوات من التعرض للتلوث والسموم البيئية.
لا يبالغ الكاتب في القول بالاعتماد على الغذاء وإنكار المعالجة النفسية، انه يحاول ان يجمع بين الغذاء الأمثل والعلاج النفسي الذي يمكن ان يجترح المعجزات لمجموعة كبيرة من المشاكل النفسية والعقلية.
وهو لهذه الغاية يقترح خمسة أطعمة رئيسية كمحسنة لعمل الدماغ وهي: السكر الذي يعتبره بمثابة «وقود الدماغ»، ولا سيما السكر المتوازن في الجسم، والدهون الأساسية التي تجعل الدماغ يعمل بشكل جيد، والفوسفوليبيد التي تنشط الذاكرة وتعطي الدماغ الحيوية، والأحماض الأمينية التي تقوم بنقل الرسائل داخل الدماغ، بالإضافة الى الفيتامينات والمعادن التي تؤمن التناغم للعقل والذكاء. وما على الإنسان الا ان يعرف كيف يختار الأطعمة والأغذية التي تحتوي على تلك المواد المفيدة للدماغ.
ليس السكر الذي يتحدث عنه الكاتب هو ذاك المركز والمبيض، ولا ذاك الأسمر، ولا حتى سكر الشعير والغلوكوز والعسل... والتي يعتــبرها سكريات سريعة الاحتراق وتمنح طاقـة زائفــة وسريعة الزوال وتتسبب بارتفاع معدل السكر في الدم، والتي هي في معظمها خالية من الفيتاميــنات والمعادن... بل ينصح بالسكر الطبيعي الموجــود في الفـواكه، وهو سكر بسيط يحتوي بشكل أساســي على الفركتوز، سريع الهضم ويدخل إلى الدم بسرعة. ولأن معظم الفاكهة تحتوي على الألياف، فهذه الأخيرة تبطئ من عملية احتراق السكريات وتمنح الطاقة لمدة طويلة.
ولهذا ينصح المؤلف بأن يكون الفطور رقائق الشوفان مع تفاحة، فهي تمنح الطاقة وتزيد من القدرة على التركيز.
أما الدهون الموجودة ولا سيما الاوميغا 3 و6 المنشطة للدماغ فهي موجودة بشكل أساسي في السمك، او في النظام الغذائي النباتي الغني بالبذور، ولا سيما بذر الكتان واليقطين (القرع) والذرة والجوز والسمسم ودوار الشمس. بالاضافة الى المكسرات النية.
أما الفوسفوليبيد المقوي للذاكرة فهو موجود في البيض العضوي المسلوق نصف سلق، بشكل رئيسي بالإضافة الى نصائح تتعلق باستهلاك الأحماض الامينية والبروتينات المحسنة لقدرة الدماغ والموجودة في البذور والحبوب الكاملة، بالإضافة الى القنبيط والبروكولي. بالإضافة الى الفيتامينات الموجودة في الفواكه الطازجة.
من جهة أخرى، في الكتاب أيضا لوائح بأغذية وأطعمة تعكر المزاج وأخرى تساعد على الاكتئاب وأخرى تسلبنا النوم او تلك التي تسـاعدنا عليه... الخ.
كما أفردت فصول للحديث عن سلبيات الأدوية المهدئة للأعصاب التي تمنحنا الهدوء الزائف، او تلك الأدوية المنبهة والتي لها آثار سلبية على الصحة النفسية والعقلية والجسدية معا. [/color]