«صُنع في إيران»: وقود نووي يجعل الحوار واقعياً

طهران تعلن انتهاء «الجاهلية» واكتمال دورة الإنتاج
«صُنع في إيران»: وقود نووي يجعل الحوار واقعياً


نجاد يتوسط المسؤولين والتقنيين الإيرانيين أمام المصنع في أصفهان أمس (أ ف ب)

على أبواب حوار بات أكثر ترجيحا مع الولايات المتحدة، أنجزت طهران دورة تصنيع الوقود النووي، وافتتحت مصنعها الإنتاجي الاول في أصفهان، معلنة زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأة نتانز واستخدام أنواع منها أكثر فاعلية، وذلك في موازاة تأكيدها على استعدادها للدخول في مفاوضات نووية مع الغرب على أسس «عادلة»، وهو موقف تلقفته واشنطن بحذر، من دون ان ترفع الصوت حيال التقدم النووي الايراني، مثلما جرت العادة، حتى ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لم ترَ في الخطوة الايرانية رفضا للحوار.
وبعدما كانت طهران اشارت امس الاول، الى «مفاجأة نووية»، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال افتتاحه مصنع إنتاج الوقود النووي في أصفهان، في «اليوم الوطني للطاقة النووية»، إن ايران «اختبرت نوعين جديدين من أجهزة الطرد المركزي تفوق قدرتهما بأضعاف قدرة الأجهزة العاملة حاليا». كما قال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة النووية غلام رضا اغازاده «نصبنا في نتانز نحو سبعة آلاف جهاز طرد مركزي وهذا العدد سيبلغ خمسين ألفا خلال البرنامج الذي يمتد خمسة أعوام».
وبافتتاح المصنع في أصفهان، تكون ايران قد أنجزت دورة تصنيع الوقود النووي، بعدما اجتازت آخر وأكثر المراحل حساسية في دورة الإنتاج هذه لمختلف أنواع مفاعلات الأبحاث وتوليد الكهرباء. وتشمل دورة الوقود النووي خصوصا مصنع «يو اف 6» في أصفهان الذي يستخدم إنتاجه في الحصول على اليورانيوم المخصب لمصنع نتانز. ولاحقا، يستخدم اليورانيوم المنتج في نتانز في مصنع أصفهان الجديد بهدف إنتاج الوقود للمحطات النووية المقبلة في البلاد.
وبحسب وكالة «مهر» شبه الرسمية، تبلغ طاقة المصنع 10 أطنان من الوقود النووي لمفاعل المياه الثقيلة للأبحاث في اراك، و30 طنا من الوقود النووي بدرجة تخصيب 5 في المئة للمفاعلات النووية التي تعمل بالمياه الخفيفة المضغوطة، مثل مفاعل دارخوين (360 ميغاواط) او محطة بوشهر. كما يمكن زيادة طاقة المصنع لإنتاج الوقود لتوفير 2360 ميغاواط خلال «خطة التنمية الخمسية».
ويأتي الإعلان النووي في وقت ذكرت مجموعة الدول الست انها ستدعو ايران الى لقاء مباشر لبحث برنامجها النووي. وقد أكد الرئيس الايراني ان بلاده ستكون مستعدة للمحادثات النووية مع الغرب اذا اعتمدت على «الاحترام والعدل». واوضح «الأمة الايرانية تسعى منذ البداية للمنطق والمفاوضات... لكن مفاوضات تعتمد على العدل والاحترام الكامل للحقوق والقوانين».
واضاف «الظروف تغيرت... والمفاوضات المنحازة والمشروطة في مناخ تهديد، ليست شيئا يمكن لأي شخص حر ان يقبله». وأكد نجاد ايضا «استعداد ايران للمشاركة في ادارة نزع السلاح في العالم»، معتبرا ان «عصر القوة والتباهي الجاهلي انتهى، وجاء عصر الشعوب والثقافة والمنطق والمحبة... ولو اتخذ البعض الخطى بصدق، لرحب بها الشعب الايراني».
وتابع عن الانفتاح الأميركي «هل تغيرت السياسة ام ان قرارا كبيرا قد اتخذ؟ عليهم ان يتعلموا أسلوب الحوار وان يغيروا أدبياتهم، ونحن بانتظار التغيير».
وكان مستشار نجاد، علي اكبر جفانفكر، قال في وقت سابق ان الاقتراح الغربي الذي ينص على حضور الولايات المتحدة لكل جلسات المفاوضات مع ايران، «بنّاء». لكنه رأى انه «ينبغي درس هذا الاقتراح... الجمهورية الاسلامية في ايران ستدرس هذا الاقتراح وتعطي ردها». واضاف «نأمل ان يظهر هذا الامر تغييرا في الموقف نحو مقاربة اكثر واقعية».
وفي وقت لاحق، ردت الولايات المتحدة بحذر على ما أبداه الرئيس الايراني من استعداد لإجراء محادثات مع الغرب على أساس «الاحترام والعدل»، قائلة ان واشنطن أوضحت رغبتها في التواصل مع ايران وتنتظر رد طهران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت وود «نريد التواصل مع ايران... وقلنا ذلك بكل وضوح وعلنا ومن ثم ننتظر ان ترد ايران بالمثل». وتابع «هناك مسائل عديدة بيننا ونريد التقدم بايجابية حيالها... الأمر يعود الى ايران».
في موازاة ذلك، أبدى وود «شكوكا» في التقدم الجديد الذي اعلن عنه نجاد. وقال، إن ايران تمتلك سبعة الف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم «من المؤكد اننا نأخذ هذا الامر بالاعتبار، ولكن بتشكك». واضاف «سبق ان اعلنت ايران انها تشغل عددا من أجهزة الطرد المركزي لا يتفق مع تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية... اذا، هذا الامر ليس واضحا».
بدورها، قالت كلينتون لدى سؤالها عن الإعلان الإيراني «لا نرى اي معنى خاص فيما يتعلق بنطاق القضايا التي نتطلع لمعالجتها مع الايرانيين.. من ذلك التصريح الخاص». لكنها شككت في المزاعم الايرانية عن تحقيق تقدم كبير في البرنامج النووي. وقالت «لا نعرف ما نصدقه بشأن البرنامج الايراني. سمعنا تقييمات مختلفة كثيرة ومزاعم على مدى سنوات».
(«السفير»، ا ب، ا ف ب،
رويترز، يو بي آي)