بدأت الضاحية الجنوبية لبيروت التي دمرتها الغارات الاسرائيلية في صيف 2006 ترتدي حلة جديدة حيث ظهرت ابنية بمواصفات حديثة ووضعت مخططات لشوارع اكثر اتساعا مع مشاريع تجميل للتنظيم المدني في ورشة ضخمة تقدر كلفتها الاجمالية ب400 مليون دولار، يشرف عليها حزب الله في معقله.
ويثير اعمار الضاحية الجنوبية جدلا سياسيا اذ ينتقد البعض ازدياد نفوذ حزب الله الذي يتهم من جهته الدولة بالتقصير.
في منطقة حارة حريك التي كانت ترزح تحت الركام عند انتهاء الحرب ترتفع ابنية تدل شرفاتها المرصوفة ولون الطلاء اللماع على ان بناءها انتهى حديثا.
بالقرب منها ارتفعت اعمدة اساسات لابنية اخرى ينشط فيها عدد كبير من العمال وسط ضجيج جبالات الاسمنت وادوات البناء.
ويقول حسن جشي المدير العام لمشروع وعد المؤسسة التي انشأها حزب الله لتتولى الاعمار انه تم بعد حرب تموز/يوليو احصاء حوالى 1200 مبنى متضرر في الضاحية الجنوبية بينها 282 مبنى مهدم كليا.
ويفترض ان تنتهي عملية الاعمار كاملة خلال سنة ونصف السنة.
ويقول جشي : اننا نبني بمواصفات افضل بكثير من السابق ابنية مقاومة للزلازل تحترم المعايير البيئية وخالية من المخالفات.
وقد نشأت مؤسسة وعد بناء على وعد اطلقه الامين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال الحرب للمتضررين.
المربع الامني حيث كانت توجد مكاتب الامانة العامة ومؤسسات اخرى تابعة للحزب ينهض من بين الانقاض. الا ان مكاتب الحزب لن تعود الى هنا بل ستقتصر الابنية على الشقق السكنية مع حديقة عامة واسعة لتجنيب الضاحية الاختناق الذي كانت تعاني منه من قبل بحسب ما يقول جشي.
ويقدر جشي الكلفة الاجمالية للاعمار ب400 مليون دولار لافتا الى ان مساهمة الدولة اذا استمرت على الوتيرة الحالية ستشكل حوالى 30% من الكلفة فقط.
في المقابل يؤكد رئيس الصندوق المركزي للمهجرين التابع لرئاسة مجلس الوزراء فادي عرموني ان الحكومة اللبنانية تسدد قيمة المساعدات التي تعهدت بدفعها تباعا موضحا ان الدولة لم تتعهد باعادة الاعمار بل بدفع تعويضات كما حصل في مراحل مختلفة من الحرب الاهلية اللبنانية في عدد من المناطق.
وبالتالي، فان الفارق بين المبالغ التي يتولى الصندوق المركزي للمهجرين دفعها وتلك التي يطالب بها حزب الله مردها الى ان تعويضات الدولة مبنية على وضع المساكن قبل تدميرها بينما وضعت وعد مخططا توجيهيا تضمن مواصفات مختلفة.