هل قرأتم شطراً من تاريخ ظلامة أمير المؤمنين علي عليه السلام أبان حكم الحجاج بن يوسف خصوصاً؟
هل قرأتم أنه كان يأمر بقتل كل من يحب علياً؟ وبحرمان كل من اسمه علي أو الحسن أو الحسين من عطائه؟
وكان جلاوزته يمشون في الأسواق وينادون علي..أنت يا حسن.. تعال يا حسين. فإذا التفت أحد الناس ممن سمته أمه بهذه الأسماء الكريمة فإنه يؤخذ سحباً على وجهه إلى جهة غير معلومة.
أجل إنه مجرم، وخبيث، وعلج..لأن أباه جنى عليه عندما أسماه باسم أمير المؤمنين أو الحسن والحسين .
وهنا..القوم أبناء القوم، فاليوم لا تشفع لك جنسيتك لأنك سعودي، ولا مواطنتك، ولا أي هوية غير أن لك الشرف كل الشرف أن تدعي بأنك أجنبي خير من سعودي.
لكم أن تقرءوا ما حدث لمواطن عادي يوم الأربعاء الماضي 21 ربيع الأول 1430 هـ في الدمام، الأمر الذي سبب له أزمة نفسية لا زال يعاني منها. إنني أسرد قصته كما رواها لي شخصياً مطالباً الشرفاء مساندته، وإعادة الاعتبار له، وإلا فإن هذه الحادثة قد تكون شرارة لحرب أهلية لا تحمد عقباها.
مصطفى حسن الفرج "26سنة" شاب من مدينة العوامية / يعمل بوظيفة معقب لدى الدوائر الحكومية ومكتب في يوم الأربعاء الموافق 21 ربيع الأول 1430 هـ ظهراً وبعد انتهائي من عملي في مكتب العمل بالدمام وعودتي إلى سيارتي جاء لي رجل من رجال الدورية يطلب مني هويتي والاستمارة وبعد أن ناولته الهوية والاستمارة عادة إلى إدراجه إلى الدورية وبعد لحظات رجع لي وبادرته بالسؤال ما هي المشكلة؟.
-هل فعلت ما يخالف النظام؟.
-فأجابني رجل الأمن: إن السيارة مطلوبة مع صاحبها!.
-قلت : ولماذا؟.
فاستدار في اتجاه سيارة الدورية وهو يخاطبني أتبعني مركز الشرطة الجنوبي بالدمام، وستعرف لماذا؟.
فتبعت الدورية وأنا في حالة من القلق الشديد والتوتر والخوف لجهلي ما المصير الذي ينتظرني ، ولماذا أنا متهم؟
فأنا لم أعمل ما يخالف النظام في حياتي قط. بل أنني لم أراجع أي مركز شرطة حتى لمخالفات مرورية ولأنني على يقين بعدالة موقفي. فظلّت علامة الاستفهام والاستغراب تدور في رأسي حتى لحظات وصولنا إلى مركز الشرطة الجنوبي بالدمام.
دخلنا إلى أحد مكاتبها فبادرني رجل الأمن وهو ينظر لي نظرة قرأت منها الاحتقار والاستخفاف وقال بنظرة لا تقل استخفافاً عن نظراته عندك مشكلة في عبارات كتبتها على سيارتك وهي "حب أهل البيت يجري في عروقي، واللهم صلي على محمد وآل محمد واللهم أرزقنا شفاعة الحسين .
قلت : وهل هي كلمات ممنوعة؟
فقال لي: نعم!.
ففاجأني صيغة الاتهام والتهمة فلم نتعارف على هكذا تهم في حياتنا نظراً لكوني مواطن شيعي الانتماء عدا إن حب آل البيت لا يخص طائفة من المسلمين دون الأخرى فحسب ما أعرف شرط من شروط قبول الصلاة عند كل المسلمين.
فعبّرت له عن دهشتي بسؤال:
وهل حب أهل البيت ممنوع ؟ وإذا كان ممنوعاً فما هو المسموح؟
فما كان منه إلا نهض من مقعده وأمرني بلهجة غاضبة بأن لا أجادله وأن أصعد إلى مكتب مدير المركز وأشار إلى العسكري الذي يقف عند الباب بإيماءة ...وفوجئت بوضع الكلبشات بيدي ودفعني أمام المراجعين ونظرات الناس... إلى أن وصلنا إلى مكتب مدير المركز وأنا في غاية الحرج والخوف حيث وضعوني في صفة متهم ومعتقل وعا ملوني أمام المراجعين بهذه الصفة والاهانة وبسبب عبارات حب آل البيت .
العبارة التي أوقف «مصطفى» بسببها
دخل العسكري إلى مكتب مدير المركز وخاطب المدير "المقدم طارق المغلوث" قائلاً هذا صاحب السيارة الذي كتب العبارات وطلبت رؤيته فدفعني العسكري إلى الأمام ومع اقترابي من مكتب المدير بادرني بسؤال وجهه للعسكري وهو ينظر إلي بنظرات استهزاء واستخفاف ..هل هذا الذي يحب آل البيت؟!.
فلم أتمالك نفسي في هذه اللحظات حيث اعتبرت أن الموقف هو استخفاف بمذهبي كشيعي فقلت : ولي الشرف.
فصرخ في وجهي غاضباً: سد حلقك يا كلب يا حيوان يا رافضي، فسادت لحظة صمت كنت فيها أشعر بالاهانة والغضب لأن أسباب الاعتقال والتهمة لا تمت بصلاحية مركز الشرطة وليس التهمة أستحق على أثرها وضع الكلبشات وتسميتي بالكلب والاستهزاء بي أمام كل رجل أمن في المركز وكنت أستند في هذه اللحظات على عبارة سمعتها من صديق بأنه يوجد نظام لدى وزارة الداخلية ومن مكتب الأمير نايف شخصياً بأن من يتعرض لمذهب من مذاهب المسلمين بالاستهزاء أو الاستخفاف أو الاحتقار فإنه يقضي عقوبة لا تقل عن ستة أشهر في السجن". ولكن تطور الموضوع إلى أكثر من ذلك وهذا ما جعلني أصل إلى مرحلة الانهيار التي تراني فيها يا أخي ، فقلت له ماذا حدث بعد ذلك؟.
فقال: وبعد سماع الشتيمة التي شتمني بها مدير الشرطة سألته ما المشكلة أخبروني؟.
فقال لي مدير الشرطة: المشكلة إنك وضعت عبارات تحريضية على سيارتك فاتسعت حدقة عيني ولم أقوى على الوقوف فكنت في حالة أشبه بالانهيار وجمعت قواي لأنطق بكلمتين أي تحريض !.
فقال لي : كتاباتك التحريضية عن آل البيت هي تحريض ما تفهم!.
فأجبته فوراً: ومن منّا لا يحب آل البيت منهم آل بيت محمد ، وأنا لست مجرماً لتضعوا الكلبشات في يدي ولم أرتكب ما يخالف النظام باعتبار عقيدتي مسلم شيعي وانتماءي لهذا البلد هو نفس انتماءك فأنا سعودي بالهوية فأحرض من على من؟!
وما حدث لي اليوم في مركز الشرطة وكأنني مجرم هو تشويه لسمعتي واهانة لشخصي.
فجاء نحوي وهو يستشيط غضباً ويردد عبارة أنتوا تفكيركم جاهل مثل البحارنة يا خبل يا أغبياء يا حمير، وقبل أن يصل لي قلت له سامحك الله ...
ولم أعرف بعد هذه الكلمة ماذا حدث لي حيث توالت الصفعات على وجهي وعيني وفمي وركلات تلو الأخرى بحذائه، وهو يردد لما تكون في مكتبي ما تتلكم ولا كلمة وتآكل تبن يا رافضي يا بحارنا أنتوا عمركم ما راح تتربوا لأنكم كلاب شيعة وكلكم جبناء والحكومة تعرف كيف تربيكم يا رافضة يا أولاد الزنى!.
ثم وجه نظراته للعسكري الواقف عند الباب وقال ضعوا هذا الكلب الشيعي في التوقيف إلى أن آمركم ما ذا تفعلون به؟.
فوضعوني في الحجز أربع ساعات توالت علي خلالها الإهانات والشتائم أحسست خلالها بأنني معتقل لدى دولة أجنبية بتهمة خطيرة وليس لدى أحد في مراكز الشرطة في بلدي وتهمتي بأنني مواطن شيعي يحب محمد وآل محمد.
وبعد سلسلة الإهانات والصفعات سحبني العسكري إلى أحد المكاتب ليرغموني على كتابة تعهد كان يمليه أحدهم علي وعدم تكرار ما فعلت وإلا سأكون عرضة مرة أخرى لاعتقال.
وبعد إطلاق سراحي ذكرني العسكري بأن أزيل العبارات المكتوبة على السيارة فوراً وأن لا أعود إلى كتابة أي شيء له علاقة بالدين أو الطائفة وحتى لو كانت آية قرآنية...وأعقب أمره بكلمة يا بحراني يا رافضي يا متخلف فتوجهت إلى سيارتي وأنا خائر القوى فجلست في السيارة بعض الوقت استجمعت خلالها قواي واستطعت أن أقود سيارتي ولكن طوال الطريق كنت أشعر بإحساس واحد فقط بأنني إن لم آخذ حقي من هؤلاء الجهلة سأكون فعلاً مواطن بلا هوية!.
إننا أمام واقع مرير لا يعترف بالهوية ولا بالإنسانية، ومن هنا كان على السلطة أن تأخذ الحق لكل مظلوم من ظالمه، وأن تضع حداً لهذه الانتهاكات ولو تطلب ذلك استخدام القوة حيال الجناة. أظن أن العالم أصبح قرية، فليس هنالك مجال لإخفاء جريمة انتهاك في أي مدينة في العالم ، الأمر الذي سيضع السعودية أمام امتحان عسير فيما يرتبط بحقوق الإنسان.
--~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
وصلني بالايميل من هادي ياسين