تعتبر النبطة الفوقا الشقيقة الكبرى للنبطية التحتا، وقد أخذت الثانية اسمها وصرفت الأنظار عنها فيما بعد.أما اليوم فلا تجد أي انفصال سكني بين البلدتين وأصبحت الوحدات السكنية فيهما متصلة كما في معظم قرى منطقة النبطية.
تبلغ مساحة النبطية الفوقا العقارية 11.000 دونم ويتبع لها إدارياً مقسّم حرش علي الطاهر المستقل عقارياً والذي تبلغ مساحته حوالى 3500 دونم. ترتفع عن سطح البحر 520 م وتبعد عن مدينة النبطية 3 كلم ، عن العاصمة 79 كلم.
يبلغ عدد سكانها 10.000 نسمة وعدد الناخبين 3300 ناخب ( لوائح الشطب لعام 2000م ).
عرفت البلدة الهجرة مع جواد اسعد غندور في العام 1910م الذي هاجر إلى كوبا وتبعه حسن سلمان شمعون الذي أصبح من كبار الملاكين ونائباً في البرلمان الكوبي العام 1938م . ثم هاجر إلى افريقيا في مطلع الخمسينيات فؤاد عيسى غندور.
كانت البلدة تشتهر بزراعة التوت وتربية دود الحرير حتى مطلع القرن العشرين قبل انتقالها إلى زراعة التبغ والتي ما زالت تشغل حيزاً هاماً من أراضي البلدة الزراعية حتى الآن .
التسمية :
في العبرية يفيد النظر والتطلع والرؤية .
أما في العربية فإنه يفيد دفق الماء وخروجه ونبعه. أما " الأنباط " ، فهم سكان شرقي الأردن القدماء وليس بمستبعد أن يكون هذا المكان " نبطية " في لبنان ممراً أو مستقراً لجماعة من الأنباط نزلوا فيها. ومعنى الاسم ربما "أهل الماء أو أهل الزرع والفلاحة. ( معجم فريحة / مكتبة لبنان / بيروت / 1972م ).
آثارها :
وجدت بعض المغاور المدفنية في حي " العقيدة " وعثر بداخلها على بعض الفخاريات ومنحوتات على جدرانها . كذلك يوجد أثر مملوكي هو عبارة عن مقام ديني ما زال محافظاً على بنائه وكان يقيم فيه أحد أتباع الشهيد الأول المسمى " اليالوشي ".
كما أنه تم بناء دير " مار انطونيوس " للطائفة المارونية في العام 1924م بدلاً من الدير القديم الواقع عند مدخل البلدة القديمة والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر، وما زال يوجد جانب من بنائه حتى الآن .
والدير الحالي يقع إلى الناحية الشمالية للبلدة وقد بناه الأب برناندوس الأسمر ( من بلدة جزين ). وتعاقب على رعايته كل من الآباء : برناندوس الأسمر (1924م )، موسى الصبّاحي ( 1930م ) ، بطرس اللعباوي ( 1936م ) ، فرنسيس الحلو ( 1938م ) حنا عتمة ( 1944م )، جريس حرفوش ( 1947م )، بولس القسيس ( 1950م )، جريس نصر ( 1953م )، حنا عون (1959م )، غسطين حرفوش ( 1962م )، جريس نصر ( 1972/1995 م )، د جان مغامس ( 1995).
الحالة العلمية والاجتماعية والثقافية
المدرس :
عرفت النبطية الفوقا الحركة العلمية منذ القرن السابع عشر كما أسلفنا، وقد خرجت مدرستها القديمة العديد من العلماء والأدباء والشعراء ثم ضعفت هذه الحركة واندثرت المدرسة خلال حكم الجزار للبلاد. في أواخر القرن التاسع عشر أعيد إحياء مدرسة النبطية الفوقا وعرفت باسم المدرسة " النورية " نسبة إلى السادة آل نور الدين الذين أشرفوا عليها وأعادوا إحيائها. وقد درست العلوم الدينية واللغوية وآخر من درّس فيها السيد محمد علي نور الدين (المتوفى العام 1907م) وفي غرفتين هما كامل المدرسة لتعود وتغلق أبوابها بعد وفاته ثم تداعت عمارتها وتهدمت وما زال بعض من آثارها حتى الآن ماثلاً للعيان .
ودرّس أيضاً في كتاتيب البلدة القرآن ومبادئ اللغة ، في مطلع القرن العشرين كل من : الشيخ عبد المجيد سرحان القادم من بلدة أرنون وجواد ياغي من البلدة ، ودرّس في مرحلة لاحقة ( فترة العشرينيات والثلاثينيات ) في " مقام النبي " مبادئ اللغة والحساب الشيخ محمد العابد الطفيلي، الذي كان يضع أحد تلامذته لمراقبة دوريات الدرك قبل دخولها البلدة كي يقفل " مدرسته " لأنه لم يكن يملك ترخيصا بالتعليم .
افتتحت المدرسة الرسمية في العام 1946م حيث تعلم التلامذة أولاً في غرف مستأجرة في منزل د. علي جواد غندور، ثم في حسينية النساء على يد كل من المعلمين المنفردين : أدهم سويد ( الخيام ) ، حسين محمد عجمي ( أرنون )، ومعلم يدعى رزق الله الحمص ( الخربة ) ، الشيخ نجيب شمس الدين(مجدل سلم).
في العام 1949م تم بناء مدرسة حديثة من أربع غرف وقد تبرع بالأرض عبد الرؤوف غندور ، وبكلفة البناء حسن سلمان شمعون ، افتتحت العام 1950م بحضور رئيس الوزراء رياض الصلح ورئيس مجلس النواب أحمد الأسعد ، وحشد كبير من النواب والشخصيات.
وقد استلم الإدارة حينها الأستاذ حسن حمد غندور ( كان وكيل معلم ) مع كل من المعلمين " إبراهيم إبراهيم، الشيخ علي شمس الدين ، حسين محمد عجمي ، رزق الله الحمصي ، ادهم سويد. وأيضاً درس في فترة الخمسينيات، أحمد فخر الدين ومحمد توفيق غندور وحسن كحيل ووجيه بشارة . وافتتح أول صف سرتفيكا في العام الدراسي 1954 /1955 م .
في العام 1950م أصبح الأستاذ حسن حمد غندور مديراً أصيلاً واستمر في منصبه لغاية 1988م . في العام 1973م تحولت المدرسة إلى متوسطة بعد أن تم بناء مدرسة حديثة مؤلفة من طابقين .
في العام 1988م استلم الإدارة الأستاذ عبد الكريم سلامة لغاية العام 1998م ثم الأستاذ محمد علي حشوش لمدة سنة واحدة أعقبه المدير الحالي الأستاذ أحمد كلاس.
استمرت المدرسة الأولى تابعة للمدرسة الحديثة لغاية العام الدراسي 2000/2001م حين تحولت إلى مدرسة خاصة بصفوف الروضة بإدارة المربية جمال عبد الحسن طقش . |