سليمان يدعو إلى استكمال الإصلاحات بالنسبية وتقسيمات الطائف


سليمان والسنيورة (دالاتي ونهرا)

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «ثقته بالشباب اللبناني الذي برهن عن قدراته على تحمل المسؤولية في مجالات عديدة في الداخل، في الاقتصاد والثقافة والتربية والاعمار، وفي الدفاع عن لبنان ضد إسرائيل وضد الارهاب، وساهم كذلك اقتصادياً وثقافياً في إعمار وإنهاض الدول التي توجه إليها طلباً للعمل».
وأبدى الرئيس سليمان أمام زواره امس، ولاسيما النواب منهم، ارتياحه لتخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، معتبراً أن ذلك يستوجب ضرورة استكمال الاصلاحات الواردة في مشروع قانون اللجنة الوطنية برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس، لجهة تطبيق مبدأ النسبية وتالياً تعديل الدوائر الانتخابية بما يتلاءم مع مبدأ النسبية ويتناسب كذلك مع اتفاق الطائف.
وأشار رئيس الجمهورية الى «ثقته الكبيرة بالشباب اللبناني لجهة مسؤوليته الوطنية في التعبير عن رأيه السياسي عبر الانتخاب، وتشديده في موازاة ذلك على وجوب استكمال الاجراءات الآيلة الى تمكين المغتربين من الاقتراع في استحقاق الانتخابات النيابية في العام 2013».
وكان الرئيس سليمان قد استقبل في بعبدا النائب علي حسن خليل، وعرض معه للتطورات الراهنة، فالنائب مروان فارس، الذي قال إنه نقل الى رئيس الجمهورية رسالة خاصة من الحزب السوري القومي الاجتماعي، «تثمينا لموقفه القومي الذي رفع سقف التفاوض مع العدو الاسرائيلي الى قواعد مدريد، ومبدأ التمسك بالارض، وبحق لبنان في استعادة كل اراضيه».
وقال: ان الموقف الذي اعتمده رئيس الجمهورية في التفاوض مع الرئيس ساركوزي اشار الى اهمية بناء العلاقات الدولية ، خصوصا وان لبنان استعاد مع الرئيس سليمان موقعه الدولي ما ادى الى توطيد الثقة بين العالم ولبنان، كانت نتيجتها تأثيرات مهمة بين لبنان والدول الاجنبية الاخرى.
واضاف: ان اللقاء كان مناسبة ايضاً «طرحت فيها مطالب تتعلق بمنطقة البقاع، لا سيما لجهة استكمال تنفيذ قناة مياه اللبوة التي تحل مشكلة المهجرين في القاع حلا نهائيا، اضافة الى ضرورة بت فرز الاراضي في البقاع والتي خصص لها مبلغ 20 مليار ليرة في موازنة العام 1997 وحتى الان لم ينفذ الفرز. وقد وعد فخامة الرئيس بمتابعة هذا الامر».
واستقبل الرئيس سليمان بعد ذلك النائب نبيل دوفريج الذي بحث معه في الاوضاع الراهنة على الساحة الداخلية.
وزار بعبدا أيضاً ممثل السلطة الفلسطينية لدى لبنان السفير عباس زكي، الذي قال إنه نقل رسالة من الرئيس محمود عباس الى الرئيس سليمان تتعلق بالتطورات على اكثر من صعيد، لا سيما لجهة الاجراءات الاسرائيلية والاوضاع داخل الاراضي المحتلة خصوصا تهويد القدس ومحاولات تهجير ساكني حي البستان في سلوان، ضمن مخطط رهيب احتلالي اسكاني اجلائي توسعي اسرائيلي حول العاصمة.
واكد «ان الوضع الفلسطيني يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات الرئيس سليمان سواء في فلسطين او لجهة المخيمات الفلسطينية في لبنان والتسهيلات. وقد طمأنا الرئيس سليمان حول نهر البارد ووضع حجر الاساس والشروع قريبا في اعادة الاعمار، بالاضافة الى العديد من القضايا التي تجد تفهما جديا وتطلعا الى علاقات لبنانية فلسطينية تكون مثالا يحتذى في العلاقات العربية».
وزار بعبدا وفد من عائلة لحود ضمّ: روميو وناهي وبابو وألين لحود، شكر للرئيس سليمان تعزيته بوفاة المطربة الراحلة سلوى القطريب.
واستقبل الرئيس سليمان ريتشارد فون وايزساكر الرئيس السابق لجمهورية المانيا ورئيس طاولة برغدورف المستديرة في مؤسسة «كوربر»، التي تضم عدداً من اهم الشخصيات السياسية والخبراء العالميين الذين يناقشون قضايا مهمة تتعلق بالسياسات الخارجية والامنية لاوروبا والمانيا، ضمن حلقات ضيقة ومغلقة.
السنيورة
واستقبل الرئيس سليمان مساء امس في بعبدا، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وعرض معه مجمل الاوضاع العامة في البلاد وتطوراتها، اضافة الى نتائج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس سليمان الى العاصمة الفرنسية.
وبعد اللقاء تحدث الرئيس السنيورة الى الصحافيين فقال:
«بعد عودة الرئيس سليمان من فرنسا، كانت مناسبة لتدارس نتائج هذه الزيارة المهمة والتي اظهرت الاهتمام الكبير الذي ابدته السلطات الفرنسية والرئيس الفرنسي بها. وقد استطلعنا كل التطورات، لا سيما ما صدر عن مجلس النواب في جلسته امس (الاول)، والانجاز الكبير الذي تحقق بالنسبة الى اعطاء المواطنين في سن 18 حق الاقتراع في الانتخابات. صحيح انهم لن يستطيعوا المشاركة في الانتخابات المقبلة التي ستجري بعد 3 اشهر، الا ان الخطوة بذاتها مهمة جداً وهي كانت محط طموح وآمال الكثير من اللبنانيين على مدى عدة عقود من الزمن. ولا بد من ان نذكر ما قامت به الحكومة السابقة التي رأستها والتي تابعت بدقة من خلال لجنة صياغة قانون الانتخاب، ادخال الاصلاحات ومن ضمنها افساح المجال للشباب والشابات بعمر 18 عاماً للمشاركة في الانتخابات، وايضاً تمكين المغتربين اللبنانيين في الخارج، الاقتراع عن طريق الآليات التي تضمن سلامة هذه العملية. كما اننا حريصون على استكمال الاصلاحات التي وضعت في لجنة صياغة قانون الانتخاب لجهة اعتماد النسبية. انا سعيد جداً بهذا الانجاز، ومن الطبيعي ان يشارك هؤلاء الشباب في الانتخابات البلدية المقبلة».
سئل: هل صحيح ان الموازنة قطعت شوطاً لا بأس به وان بعض مشاريع مجلس الجنوب طرحت على وزارة المال؟
اجاب: هذا الموضوع يتولاه وزير المال، وآمل ان يتحقق تقدم قريب.
سئل: هل البشرى التي قلت بأنك ستعلن عنها لا تزال بعيدة؟
اجاب: ان شاء الله خيراً، وانا دائماً من المتفائلين بالخير.
سئل: في ما خص المحروقات ومطالب عمال النقل البري، ما هو موقفكم؟
اجاب: في ودي لو كان باستطاعتي ان يحصل المواطن على مادة البنزين دون مقابل، ولكن علينا ان نحرص على وضعنا المالي والنقدي. لقد ذكرت بالامس ان احد المصادر المالية للخزينة اللبنانية هو المحروقات، وهذا ليس بجديد، بل تعتمده كل دول العالم، كما قلت ان صفيحة البنزين في لبنان بغض النظر عن نوعيتها، لا تزال ارخص منها في سوريا التي يقارب مستوى المعيشة فيها اكثر بقليل من ربع المستوى في لبنان. وبالتالي، علينا ان نتنبه الى هذا الامر، وانه اذا حذفنا المبالغ المالية التي تحصل عليها الخزينة من المحروقات، فهذا يعني زيادة في العجز وهو يتحول مباشرة الى دين اضافي والى فوائد اضافية، اي تهديد حقيقي للاستقرار المالي والنقدي في لبنان.
لذلك، ومن اي جهة نظرنا الى هذا الموضوع، نجد انه غير مقبول وغير محمود، واعتماده امر غير سليم.
سئل: هل ترى ان هذه الاقتراحات تقع ضمن المزايدات الانتخابية؟
اجاب: لا ارغب في تصنيف المواضيع، ولكنني اقول انه ليس من المفيد ان يصار الى اقتراح قوانين غير مدروسة بشكل كاف، ولم يتم درسها من قبل اللجان النيابية، ودون استشارة الحكومة. كل اقتراح قانون من هذه القوانين يترتب عليه تداعيات ادارية ومالية، ولم يعد بامكاننا في لبنان، وفق الظروف المحلية والمحيطة بنا جراء الازمة المالية العالمية والعجز الكبير الذي نقع تحته والبالغ 4 مليار دولار في مشروع الموازنة الحالي، ان نزيد الاعباء والديون، لانه امر غير حكيم. ان التقدم باقتراحات قوانين «بالجملة» ليس مفيداً، ويخلق حالة من عدم التوازن الاداري والتداعيات الكبرى على اكثر من صعيد.
سئل: هل سيصار الى اعطاء مجلس الجنوب 45 مليار ليرة؟ ام هناك اقتراح آخر؟
اجاب: لماذا الاستعجال؟ علينا بالتروي وسنصل الى النتيجة المطلوبة ان شاء الله.
سئل: بالنسبة الى التعيينات الملحة، هل من تقدم على هذا الصعيد؟
اجاب: نحن في حالة تشاور مستمرة، ونعمد الى ابتداع افكار جديدة وملاحقتها كي نستطيع ان نصل الى مقاربة جديدة لهذه المسائل. وانا دائماً اتأمل خيراً.

شكراً عنقل الخبر جيّد