اتجاهات أسواق القطع والأسهم والمعادن
دلائل ارتياح حركت المبادرات في بورصة بيروت
مرور الجلسة الاشتراعية التي عقدها مجلس النواب اول من امس بسلام، فيما كان يخشى ان تفجر الخلافات بين قوى الاكثرية والاقلية، اثار بعض الارتياح في اوساط المتعاملين في بورصة بيروت عشية عطلة نهاية الاسبوع، رغم انه لم يخفف من حدة الاحتقان السياسي في البلاد، الذي من شأنه الانعكاس سلباً على مناخ الاستثمار فيها. وقد وجد عدد من المتعاملين في هذا التطور مناسبة لبيع قسم من اسهمهم باسعار ملائمة طلباً للسيولة وذلك في معرض تلبيتهم لحاجات قسم آخر يميل الى شرائها على امل تحسنها في المدى المنظور.
وجاء تداخل هذه الاعتبارات ليحرك النشاط في السوق على نحو ملحوظ امس قياسا على الايام السابقة، الامر الذي افاد كثيراً اسهم "سوليدير" التي ارتفعت اسعار الفئة "أ" منها الى 15,79 دولاراً (زائد 2,46 في المئة)، والفئة "ب" الى 15,60 دولاراً (زائد 0,64 في المئة) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري.
كذلك الامر بالنسبة الى قطاع المصارف حيث جرى تداول شهادات ايداع بنك عودة التي تراجعت اسعارها الى 45,53 دولاراً (ناقص 0,41 في المئة) شأن اسهم بنك لبنان والمهجر التي انخفضت بنسبة 1,63 في المئة الى 60,00 دولاراً مع اسهم بنك بيبلوس ذات الاولوية التي اقفلت بـ1,64 دولار (ناقص 1٫20 في المئة)، فيما ارتفعت اسعار الاسهم العادية لهذا المصرف الى 1,65 دولار (زائد 1,85 في المئة) لتستقر اسهمه التفضيلية – 2008 على 98,00 دولاراً.
وتبعاً لذلك، جرى اغلاق مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 4,28 نقاط ونسبته 0,41 في المئة على 1059,62 نقطة، بعد اعلى على 1061,61 نقطة وادنى على 1051,95 نقطة، في عمليات نشيطة نسبياً بلغ مجموعها تبادل 621747 صكاً بقيمة 6177969 دولاراً بينها 259347 سهماً "أ" و"ب" من "سوليدير" قيمتها 4046199 دولاراً، في مقابل تداول 42557 صكاً بقيمة 686926 دولاراً بينها 33922 سهماً "أ" و"ب" من "سوليدير" قيمتها 525404 دولارات، اول من امس.
وانهت الليرة الاسبوع متماسكة في سوق القطع المحلية مع تزايد الطلب عليها ازاء الدولار الذي لم يجد مشتريا له خارج اطار مصرف لبنان الذي امتص عروضه عند الحد الادنى لهامش تدخله الموسع الذي ابقاه على حاله بين 1501,00 و1514,00 ليرة، ليجعله يستقر داخل القنوات المصرفية على 1501,00 ليرة، كما منذ منتصف آب الماضي.
انحسار الضغوط على الدولار
واستمرار تراجع وول ستريت
في الخارج، انحسرت الضغوط على الدولار ازاء الاورو في اسواق القطع العالمية نتيجة ظهور ميل لدى المتعاملين الى جني ارباح على العملة الاوروبية الموحدة عشية عطلة نهاية الاسبوع بعد المكاسب التي سجلتها منذ الاربعاء الماضي عقب قرار الاحتياط الفيديرالي اعادة شراء سندات خزينة اميركية طويلة الامد بما مقداره 300 مليار دولار الى شراء مشتقات مالية مرتبطة برهون عقارية بما مقداره 700 مليار دولار. الا ان هذه الخطوة التي حركت الضغوط على الدولار دافعة باسعاره الى ادنى مستوياتها ازاء الاورو منذ 9 كانون الثاني الفائت تحسبا لتراجع مردوده، عادت وحركت المبادرات في اتجاهه اعتقادا من المستثمرين المؤسساتيين انها قدتؤسس لمظاهر تضخمية تحت وطأة السيولة الكبيرة التي سيضخها الاحتياط الفيديرالي في الاسواق، الامر الذي سيؤدي الى نقيض ما يرمي اليه من تخفيف في قيود التسليف، ولاسيما بعد كشف امس رئيس الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي انه سيواصل سياسته الرامية الى تخفيف قيود التسليف باعادة شراء مكثفة للاوراق المالية من السوق.
الى ذلك، كان لتزايد مظاهر الضعف في الاقتصاد الاوروبي الذي تمثل امس في اعلان مكتب الاحصاء الاوروبي (اوروستات) ان الانتاج الصناعي في منطقة الاورو هبط في كانون الثاني بنسبة 3,5 في المئة عنه في كانون الاول وبوتيرة سنوية نسبتها 17,3 في المئة، وهي الاعلى منذ 1990، انعكاسه السلبي على العملة الاوروبية الموحدة بمقدار ما يرجح هذا التطور اقدام المصرف المركزي الاوروبي على خفض معدل الفائدة الاساس لديه الى ما دون الـ1,50 في المئة في خطوة من شأنها تضييق الفارق بين مردودها ومردود الدولار لمصلحة الاخير الذي افاد من هذه التوقعات ليقفل في نيويورك كالآتي:
- 1,3560 للأورو في مقابل 1,3670 أول من أمس.
- 1,4440 للاسترليني في مقابل 1,4520.
- 1,1295 فرنك سويسري في مقابل 1,1230.
- 95,90 ينا يابانيا في مقابل 94,50.
- 1,2395 دولار كندي في مقابل 1,2385.
ومع عودة الدولار الى التماسك وأسعار النفط الى التراجع نشطت ايضا عمليات جني الارباح على الذهب الذي أقفلت الاونصة منه في نيويورك بـ955,80 دولارا في مقابل 958,30 اول من امس، بعدما ثبتت في لندن بـ957,00 قبل الظهر وبـ954,00 بعده، في وقت جرى قفل اونصة الفضة بـ13,827 دولارا في مقابل 13,50 في الفترة عينها، بعدما ثبتت ظهرا بـ13,65 دولارا.
وعلى رغم استمرار المخاوف بشأن السيولة في القطاع المصرفي وعائدات الاستثمار فيه، مضت أسواق الاسهم الاوروبية في الارتفاع بدعم من اقرار مجلس النواب الالماني أمس قانونا يمنح الحكومة سلطة فرض سيطرتها على المصارف المتضررة جراء الازمة المالية العالمية. كما كان لتلقي مجموعة "باير" ضوءا أخضر لعقارها الجديد (اسكارلتو) من الوكالة الاميركية للغذاء والدواء في الولايات المتحدة انعكاسه الايجابي على قطاع الادوية، شأن ارتفاع أسعار النفط والمعادن الاساسية بالنسبة الى الشركات النفطية وقطاع التعدين، بأن أقفل مؤشر "الفايننشال تايمس" مرتفعا 25,92 نقطة ومؤشر "اكسترا داكس" 25,28 نقطة، ومؤشر "كاك 40” 14,15 نقطة، فيما تراجع مؤشر SMI السويسري 7,46 نقاط.
وعانت بورصتا وول ستريت وناسداك ضغوط جني الارباح لليوم الثاني امس تحسبا من المتعاملين للمظاهر التضخمية التي ينطوي عليها قرار الاحتياط الفيديرالي ضخ نحو 1000 مليار دولار في الاسواق لمعالجة أزمة الائتمان في الولايات المتحدة ولا سيما بعد تأكيد رئيس هذا الجهاز بن برنانكي امس مضيه في هذه السياسة لمعالجة المخاطر الائتمانية، الى ذلك، جاء اعلان الكونغرس ان عجز الموازنة الفيديرالية سيبلغ هذه السنة 1845 مليار دولار متوقعا ان ينكمش الاقتصاد الاميركي بنسبة 1,5 في المئة ليضغط على السوق التي شهدت امس تصفية عقود الخيارات والعقود المستقبلية لشهر آذار الامر الذي جعل مؤشر داو جونز الصناعي يقفل بخسارة جديدة مقدارها 122,42 نقطة على 7278,38 نقطة ومؤشر ناسداك 26,21 نقطة على 1457,27 نقطة.