تظاهـرة واعتصـام فـي بيـروت ومشاركـة مناطقيـة

نفذت اتحادات ونقابات النقل البري، وبمشاركة الاتحاد العمالي العام، اعتصاما متواضعا في ساحة النجمة احتجاجا على الرسوم وضريبة القيمة المضافة التي تفرض على البنزين وسائر المحروقات، بالتزامن مع جلسة مجلس النواب التشريعية، شارك فيه العشرات في ساحة رياض الصلح بعد انضمام السائقين العموميين الى الاعتصام. شارك في التجمع هذا مستخدمون من المدارس الرسمية، موظفو الاكراء في مؤسسة كهرباء لبنان، أساتذة متعاقدون في التعليم المهني والتقني، اتحاد الشباب الديموقراطي ومجموعة من أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام يتقدمهم رئيس الاتحاد غسان غصن.
منذ التاسعة صباحا كانت الحركة متفاوتة بين منطقة واخرى بحيث حصلت خروقات للاضراب حمل بسام طليس مسؤوليته الى وزراة الداخلية التي لا تكافح اللوحات المزورة والسيارات ذات اللوحات الخصوصية. لكن بعض المدارس أقفلت ابوابها بسبب توقف اوتوبيسات نقل الطلاب. في هذا الوقت بدأ السائقون المضربون يتجمعون في ساحة الكولا، منطلقين في تظاهرة سيارة مرت في شارع المزرعة باتجاه مار الياس الى مقر وزارة الداخلية ثم الحمراء فالخط البحري وصولا الى ساحة رياض الصلح.
وفيما وصلت معلومات الى الموجودين في ساحة رياض الصلح عن تكسير فانات على اوتوستراد هادي نصر الله، تأخر وصول تظاهرة السائقين أكثر من نصف ساعة، تتقدمها سيارة فان تابعة لمؤسسة ارزوني تحمل مكبرات صوت وأعلاما لبنانية واخرى تحمل شعارات الاتحاد العمالي العام. كما تتقدمها يافطة كتب عليها «نطالب السادة النواب ممثلي الشعب بإقرار اقتراح القانون بتحديد رسم ثلاثة آلاف ليرة وإلغاء TVA عن كل صفيحة بنزين، حفاظا على خبز السائقين والمواطنين. كفى فرض رسوم وضرائب على الفئات الشعبية».
وفي كلمته اعتبر عبد الامير نجدة «ان الاضراب والتظاهرة تعبير عن مطالب السائقين وهذه البداية وليست النهاية. عندما ننزل الى الشارع نقفل البلد. لقد جبنا كل الشوارع». وأكد عدم التراجع عن المطالب. أما بسام طليس فحمل وزارة الداخلية مسؤولية السيارات التي لم يضرب أصحابها لأنها تحمل لوحات مزورة، كما حملها مسؤولية الخروقات للإضراب، داعيا النواب الى إقرار مشروع القانون، مشيرا في كلمته الى الانتخابات النيابية وحاجة المرشحين الى وسائل النقل. وأخيرا أشار رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الى ان التحرك هو صرخة بوجه الحكومة، من أجل سياسة اجتماعية صحيحة ومن أجل خفض سعر المحروقات ورفع الرسوم عنها، وقال «نحن في طليـــعة التـــحركات من أجل الدفاع عن عمال كل القطــاعات».
وبعد انتهاء الاعتصام عند الثانية عشرة ظهرا توجه وفد من المعتصمين الى مجلس النواب ليسلم الرئيس نبيه بري مذكرة بالمطالب.
الإضراب في المناطق
ـ أدى إضراب سائقي الفانات في منطقة بعلبك والبقاع الاوسط إلى تعطيل اليوم الدراسي في معظم المدارس الرسمية والخاصة والمهنيات، كما أثر على حركة النقل في المنطقة.
وكانت نقابة سائقي ومالكي السيارات والميني باص ومصالح النقل البري العمومية في محافظة بعلبك ـ الهرمل دعت لإضراب تحذيري مقدمة لإضراب مفتوح حتى تحقيق المطالب التي أذاعها النقيب محمد الفوعاني خلال اعتصام للسائقين عند مدخل بعلبك الجنوبي. ورفعت شعارات تطالب بإنصاف السائقين وأصحاب السيارات العمومية.
ورفع المعتصمون يافطات كتب عليها: سنقاطع الانتخابات إذا لم تتحقق مطالبنا. واتخذت قوى الأمن والجيش اللبناني إجراءات مشددة لافتة للانتباه في محيط ساحة سرايا بعلبك ومنطقة الاعتصام.
ـ في البقاع الاوسط تسبب إضراب أصحاب الفانات والحافلات بتعطل الدراسة في العديد من المؤسسات التربوية الجامعية والى معاناة الكثير من أبناء القرى والبلدات الذين كانوا يستعدون للتوجه الى بيروت ولم يحالفهم الحظ لعدم وجود فانات. وكان أصحاب وسائقو الفانات والسيارات العمومية في البقاع قد نفذوا اعتصاما سلميا بدأ منذ ساعات الصباح الباكر على تقاطع الطريق الدولية في كل محافظة البقاع حيث تجمع السائقون مع حافلاتهم عند تقاطع رياق ـ بعلبك نقطة تل عمارة، وكانت نسبة التجاوب مع الاعتصام مرتفعة جدا حتى باتت الطرق خالية من سيارات النقل العام، وسجلت بعض الخروقات الصغيرة.
ـ وفي مدينة زحلة شاركت نقابة السائقين العموميين بالاعتصام حيث تجمعت مواكب سياراتهم أمام سرايا زحلة مطلقين العنان لأبواقها ما أحدث ضجيجا في المدينة وتحدث باسمهم حسين المستراح معتبرا ان «هذا الاعتصام هو يوم للدفاع عن لقمة العيش ويوم للتصدي للسياسات الجائرة».
ـ في طرابلس توقف السائقون العموميون عن العمل، ونفذوا عند العاشرة صباحا اعتصاما أمام سرايا طرابلس قطعوا خلاله الطريق الرئيسية عند ساحة عبد الحميد كرامي (النور) من جانب واحد، ورفعوا لافتات استنكرت ما يتعرض له السائقون من ظلم ومنافسة غير مشروعة، ومنها: «الشوفير تعتّر يا خضورة.. هيك بدو السنيورة»، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي.
وقد دخل وفد من المعتصمين الى السرايا للقاء محافظ الشمال ناصيف قالوش، إلا ان مدير مكتبه أبلغه بأن المحافظ لا يحضر يوم الخميس الى سرايا طرابلس، حيث يكون مرتبطا بمواعيد في بيروت.
وتحدث خلال الاعتصام نقيب سائقي السيارات العمومية في الشمال احمد خضوره زبيدي فعرض المطالب، «لن نرضى بالاستمرار في إذلال الناس وسوف يكون لنا رد قاس وسوف نسمي النواب بأسمائهم الذين يقفون ضد مصالح الناس، ولقاؤنا في السابع من حزيران». ثم تحدث رئيس اتحاد عمال الشمال شعبان بدرا. وفي الختام تحدث رئيس نقابة السواقين في الشمال شادي السيد فقال ان هذا الاضراب الديموقراطي والسلمي هو للدفاع عن لقمة العيش.
ـ نظمت اتحادات ونقابات سائقي السيارات العمومية في الجنوب مسيرة سيارة، شارك فيها عشرات السيارات، وانطلقت من محلة البص ـ صور وصولا الى سرايا صور، حيث نفذ اعتصام ورفعت اللافتات الداعية الى تحقيق مطالب السائقين العموميين.
وألقى رئيس نقابة سائقي السيارات العمومية في الجنوب قاسم شبلي كلمة، عدد فيها المطالب، داعيا الحكومة الى التجاوب. ثم ألقى النقيب قاسم غبريس كلمة باسم الاتحاد العمالي العام. وفي الختام سلم المعتصمون قائمقام صور حسين قبلان مذكرة بمطالبهم.