بسم الله الرحمن الرحيم ..
صلوات الله ذي الجبروت .. على محمد سر اللاهوت وآله أنوار الملكوت ..
فالحديث
عن املُنا المُؤمل ذو شجون .. وفيه من الحلاوة ما يسمو بالروح عن أركام
الدنى .. ومن الآمال ما يشحذ الهمم .. ومن الشوق مايدمي فؤاد الوالهين ..
ومسألة
اليقين والتصديق بالغيب في قضية مولانا .. ليست مسألة تجريدية لا ربط لها
بواقع الفرد والمجتمع المترقبان لبشائر الظهور الأغر ..
إنما هي بمثابة الأساس الذي تبنى عليه كلا من عقائدهما.. وتطبيقاتها العملية على الأصعدة الحية ..
يقول عز وجل :
بسم الله الرحمن الرحيم:
"ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون"
في
هذه الآية الكريمة نجد أن الله تعالى يرتب على الإيمان بالغيب .. أمورا
هامة .. بل تكاد تكون مصيرية في مضمار التقوى التي تعد محطة هامة في
الدرجات الإيمانية ..
فالله يصرح هنا ويقول بأنه لا تقوى دون إيمان
بالغيب!! أي لا تقوى دون يقين .. ومن ثم يبين أن الأعمال الصالحة كالصلاة
والانفاق في سبيل الله بوجوهه العديدة .. إنما هي نتائج لليقين والإيمان
بالغيب ..
يقول مولانا الرضا عليه السلام :
"الإيمان فوق الإسلام بدرجة .. والتقوى فوق الإيمان بدرجة .. واليقين فوق التقوى بدرجة .. ولم يقسم بين العباد شيء أقل من اليقين"