فلسطين: الأسرى وعائلاتهم واثقون بقدرة المقاومة


لوحة إعلانات في غزة تؤكد أن الصفقة هي الحل للإفراج عن شاليت («السفير»)

ضياء الكحلوت

غزة:
بانتظار ما ستتمخض عنه المفاوضات غير المباشرة بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، يضفي هذا الحراك الدائر في العاصمة المصرية، نوعاً من الحساسية لدى ذوي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بين الأمل في أن تشمل الصفقة أبناءهم، والقلق المستمر بأن يجري استثناؤهم بسبب التعنت الإسرائيلي المستمر.
وفيما تحفل وسائل الإعلام بتقارير حول قرب التوصل إلى صفقة التبادل، فإنّ حركة حماس، التي تفاوض باسم آسري الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، تفضل الصمت كثيراً حيال هذه المعلومات، فتسارع إلى نفي كل ما لا ترغب فيه، في محاولة منها لعدم الضغط على الأسرى وذويهم وتخفيف التوتر لديهم.
ويتفق باحثان فلسطينيان مختصان في شؤون الأسرى، تحدثت إليهم «السفير»، على أن صفقة شاليت مهمة بالنسبة للفلسطينيين فهي تشكل أملاً لأولئك الذين تجاوزتهم الصفقات السابقة، وما يسمى بـ»بوادر حسن النية» من قبل الاحتلال، والاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
ويقول مدير مركز الأسرى للدراسات والأبحاث رأفت حمدونة إن هناك أملاً كبير للأسرى القدامى ولذويهم في صفقة شاليت، مشيراً إلى أن أقل أسير من هؤلاء أمضى 15 عاما في سجون الاحتلال، فيما قضى أكبرهم نحو 32 عاماً متواصلة.
أما الأسير المحرر والباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة فيرى أن قضية الأسرى قضية وطنية موحدة غير قابلة للتجزئة، مشدداً على ضرورة رفض المعايير والتصنيفات الإسرائيلية رفضاً قاطعا، خصوصاً تلك التي تسعى لاستبعاد أسرى القدس وفلسطينيي العام 1948 من الصفقة.
ويوضح فروانة أن الأسرى طالبوا مراراً وعبر رسائل خطية آسري شاليت بالتمسك بشروطهم وبالقائمة التي قدموها (450 أسيراً)، لاسيما فيما يتعلق بالمحكومين بالسجن المؤبد من الأسرى القدامى والجدد، والأسيرات وممن أمضوا عشرات السنين
أما حمدونة فيشير إلى أن هناك إجماعا في إسرائيل على قضية شاليت، وهذا يفيد المقاومة، حيث بإمكانها أن تفرض شروطها على الاحتلال، معرباً عن تفاؤله بقرب صفقة التبادل دون أن يحدد ذلك ويربطه بزمن.
أمل الأسرى القدامى
وتوقع حمدونة أن تشمل الصفقة عدداً كبيراً من الأسرى القدامى الذين أمضوا عشرات السنين في سجون الاحتلال، إضافة لـ»أصحاب المؤبدات العالية»، فيما يشير فراونة إلى أنّ الأسرى يثقون بقدرة آسري شاليت على استمرار حجزه، وثباتهم على مواقفهم، الأمر الذي من شأنه أن يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى الرضوخ في نهاية المطاف والاستجابة لمطالبهم والتخلي عن معاييرها الغير مقبولة بالنسبة لهم.
وأضاف «أعتقد جازماً أن نجاح آسري شاليت في الاحتفاظ به طوال ما يقارب الثلاث سنوات، وفشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في إحداث أي اختراق أمني يمكن أن يوصلهم له ولاستعادته بالقوة كما كانوا يحلمون، كل هذا كفيل بأن يُجبر حكومة إسرائيل على القبول بدفع ثمن استعادته».

الله يعطيك العافية عنقل الخبر حوراء مصفّق