السلام عليكم
قال رسول الله (ص) : وأما أعداؤك من الجن : فإبليس وجنوده ، فإذا أتاك فقال : مات ابنك ، فقل :إنما خُلق الأحياء ليموتوا ، وتدخل بضعة مني الجنة إنه ليسري.. فإذا أتاك وقال :قد ذهب مالك ، فقل : الحمد لله الذي أعطى وأخذ ، وأذهب عني الزكاة فلا زكاة عليّ .. وإذا أتاك وقال لك : الناس يظلمونك وأنت لا تظلم ، فقل :إنما السبيل يوم القيامة على الذين يظلمون الناس وما على المحسنين من سبيل ..
وإذا أتاك وقال لك : ما أكثر إحسانك !.. يريد أن يدخلك العجب ، فقل : إساءتي أكثر من إحساني .. وإذا أتاك فقال لك : ما أكثر صلاتك !.. فقل : غفلتي أكثر من صلاتي .. وإذا قال لك : كم تعطي الناس ، فقل :ما آخذ أكثر مما أعطي .. وإذا قال لك : ما أكثر مَن يظلمك !.. فقل : مَن ظلمته أكثر .. وإذا أتاك فقال لك : كم تعمل ، فقل : طالما عصيت . إنّ الله تبارك وتعالى لما خلق السفلى فخرت وزخرت ، وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الأرض فسطّحها على ظهرها فذلّت ، ثم إنّ الأرض فخرت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتاداً من أن تميد بها عليها ، فذلّت الأرض واستقرّت ، ثم إنّ الجبال فخرت على الأرض ، فشمخت ( أي علت ) واستطالت ، وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني؟..
فخلق الحديد فقطعها فذلّت ، ثم إنّ الحديد فخر على الجبال ، وقال : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق النار فأذابت الحديد فذلّ الحديد ، ثم إنّ النار زفرت وشهقت وفخرت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الماء فأطفأها فذلّت ، ثم الماء فخر وزخر وقال : أيّ شيءٍ يغلبني ؟.. فخلق الريح فحرّكت أمواجه وأثارت ما في قعره ، وحبسته عن مجاريه فذلّ الماء ، ثم إنّ الريح فخرت وعصفت وقالت : أيّ شيءٍ يغلبني ؟..
فخلق الإنسان فبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها فذلّت الريح ، ثم إنّ الإنسان طغى ، وقال : من أشدّ مني قوةً ؟..
فخلق الموت فقهره فذلّ الإنسان ، ثم إنّ الموت فخر في نفسه ، فقال الله عزّ وجلّ : لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين ، أهل الجنة وأهل النار ثم لا أُحييك أبدا فخاف ..
ثم قال : والحلم يغلب الغضب ، والرحمة تغلب السخط والصدقة تغلب الخطيئة .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جواهر البحار