علما
بأن انتظار الفرج ليس بمعنى الانتظار القلبي فحسب وان كان الانتظار القلبي
منه، لكن بمعنى العمل أيضاً لأجله، ولأجل أن يعجل الله ظهوره ، فكما أن
الانتظار بالنسبة إلى الزارع أن يهيّأ الأرض وسائر الشؤون المرتبطة
بالزرع، وكما ان المنتظر للضيف، عليه أن يهيأ المقدمات ويهيأ نفسه لذلك،
هكذا (انتظار الفرج).. فعلينا في غيبة الإمام(عليه السلام) أن نهيء أنفسنا
ومجتمعاتنا بالعمل الصالح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وننتظر دولته
العادلة.
ثم إن انتظار الفرج بالمعنى الذي ذكرناه مما ورد التأكيد
عليه في الروايات، ففي الحديث: (ان أحب الأعمال إلى الله عزوجل انتظار
الفرج).
وقال(عليه السلام) : (أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج).
وعن الإمام الرضا(عليه السلام) انه قال: )إن دينهم الورع والعفة والاجتهاد.. والصلاح وانتظار الفرج بالصبر).
وعن أمير المؤمنين(صلى الله عليه وآله وسلم) عن رسول الله(عليه السلام) انه قال:(أفضل العبادة انتظار الفرج).
وعن ابي الحسن الرضا عن آبائه: ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عزوجل).
وروي أيضاً عن أمير المؤمنين(عليه السلام) انه قال: (المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله).
فالمنتظر
يلاقي صعوبات كثيرة، حيث يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في زمان أصبح
المعروف منكراً والمنكر معروفاً، فحينئذ يكون كالمتشحط بدمه في سبيل الله،
أما الجالس المتفرج الذي لا يعمل بواجباته فهل هو كالمتشحط بدمه!
وفي
رواية عن أبي عبد الله(عليه السلام) لأحد أصحابه: (من مات منتظراً لهذا
الأمر كان كمن هو مع القائم في فسطاطه، ثم قال: لا بل كان كالضارب بين يدي
رسول الله بالسيف).