وقاحة ما بعدها وقاحة، اقترفتها الرابطة العالمية للاعبات التنس المحترفات، عندما غرّمت منظمي دورة دبي بـ300 ألف دولار لفشلهم بتأمين تأشيرة دخول الى الإمارات للاعبة الإسرائيلية شاهار بير. وستذهب هذه الغرامة الى بير وجمعيات خيرية تختارها بنفسها، ما سيشكل لها أكبر جائزة مالية تنالها في مشوارها الرياضي.
ولم تكتف الرابطة بذلك، بل أمرت منظمي الدورة بدفع تأمين قيمته مليونا دولار إذا ما أرادت أن تحافظ على فرصتها في تنظيم الدورة العام المقبل.
واتهم رئيس الرابطة لاري سكوت الامارات باتباع سياسة تفرقة ظالمة ضد اللاعبة الاسرائيلية، واصفاً العقوبات بأنها رسالة واضحة الى المنظمين «لن نقبل بالتفرقة من أي نوع. ولن نسمح لهذا الموقف بأن يتكرر من جديد سواء في الإمارات أو في أي مكان آخر».
عقوبات همايونية، لم تفرض مثلها الأمم المتحدة على إسرائيل عقابا لها على جرائمها ومجازرها على الفلسطينيين والعرب، منذ احتلال فلسطين في العام 1948 وصولا الى مجازر غزة في بداية العام الحالي.
وقد تكون هذه الرابطة، قد قامت بما قامت إذلالا تماشيا مع إذلال قوانينها ومع لوائحها، لكن العبارات المستخدمة في الإعلان عن العقوبات تشكل ذلاً ما بعده ذل للجنة المنظمة لدورة دبي، وتسيء بشكل كبير ومباشر الى سمعة دولة الامارات العربية المتحدة وكرامتها، هذه الدولة التي أسسها الراحل الكبير الشيخ زايد، وجعلها في موقعها الطبيعي لمناصرة قضية فلسطين وسائر القضايا العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
إن رفض الإمارات منح لاعبة إسرائيلية تأشيرة دخول الى أراضيها للمشاركة في دورة تنس «لا تهش ولا تنش»، هو حق طبيعي من حقوق السيادة، أما غير الطبيعي والمنطقي، فهو أن ترضخ دولة الإمارات لتهديدات رابطة التنس العالمية وتمنح تأشيرة دخول الى أراضيها للاعب الإسرائيلي أندي رام للمشاركة في دورة الرجال بعد أسبوع واحد على رفضها منح تأشيرة الى اللاعبة بير (...)؟!
أيها الإماراتيون، كرامتكم وكرامة دولتكم، دولة الشيخ زايد، تمنع عليكم الرضوخ لمثل هذه الإهانة.