الاهتراء يصيب المستوى الفني ويدفعه إلى الحضيض

الصفـاء يبقـى مطـارداً للنجمـة بفـوز سهـل علـى السـلام (2ـ صفر) الأنصار ينقذ نفسه أمام الحكمة في الوقت القاتل والعهد يغلب الراسينغ

اسماعيل حيدر
لامس المستوى الفني لبطولة لبنان حدود الاهتراء وهبط الى الحضيض، حتى بدت الفرق أمس كأنها تذوب في ايقاعات بعضها، فلا فرق بين المتصدر والوصيف، وما تلى من اندية أخرى باتت تجرح المعنى وتصدع الرأس، وتخترق الخواطر الى اقصى درجات الملل واليأس.
صحيح انها حالة البلد، والظروف النفسية السيئة وما شابه من ترانيم متنوعة حبلت منها افكار المتابعين المغلوبين على أمرهم والذين باتوا منسيين، بعد ان بقيت الملاعب موصدة امامهم والنقل التلفزيوني يقتصر على مباراتين، ولا سبيل لهم الى متابعة بقية المباريات الا عبر برامج رياضية تنقل ما هو مفيد، وليس هناك قناة رياضية متفرغة مثل بقية الناس لنقل مباريات الدوري بشكل منتظم. صحيح ان كل هذه الاسباب أثرت على مجريات الدوري الا ان ما لا يدعو للشك ان القيمين على الفرق واللعبة على السواء، باتوا عاجزين عن الامساك بطرف الخيط لانتشال كرة القدم مما هي فيه.
وهكذا كانت حال الاسبوع الثالث عشر، من تخبط وعجز وانغماس بجمل كروية غير مفيدة لكرة القدم. فالصفاء المنتفض على حاله فاز على السلام (2ـصفر)، من دون نفس بعد عرض سقط فيه الى ما دون الوسط، وأدى عبره بطريقة كانت تؤكد على فوزه في ظل امكانات خصمه التي لم تبلغ مرادها، وبقي بالتالي مطاردا للنجمة.
اما الانصار فان العناية الالهية انقذته من براثن التعادل ومن خسارة نقطتين أمام الحكمة، لانه شرب من نفس الكأس التي شرب منها النجمة، وحالفه الحظ في الوقت القاتل كي يفوز (2ـ صفر)، بعد ان عانده كثيرا قبل ان يأتيه الفرج ويبقيه في دائرة الصراع.
وقد يكون العهد مثله مثل بقية الفرق، ويمكن ان يكون له عذره بسبب النقص في صفوفه ولا لغير سبب آخر، الا ان الاداء قد يبدو غير مقنع امام هذه النتيجة التي حقق فيها مبتغاه في جونية وضد الراسينغ (1ـصفر) الذي يلعب كأنه بمنأى عن الهبوط في مجريات تقول غير ذلك، والله أعلم.
اما الفرق الاخرى فان بعضها ما زال في دائرة الخطر والبعض الآخر دخلها، ويتخبط فيها دون حسيب او رقيب.
وبانتهاء مباريات الاسبوع يبقى الترتيب على حاله حيث يتصدر النجمة بـ29 نقطة من 11 مباراة، ويليه الصفاء بـ27 من 12، ثم الانصار بـ27 والعهد بـ25.
الصفاء * السلام زغرتا
بيروت البلدي ـ علي مصطفى
بات شعار «النقاط أولا» هو السائد في البطولة حتى يكاد يسبغ جميع المباريات بهذه السمة على حساب المستوى الفني. وقد يكون مبررا عند الفرق الطامحة للمنافسة على اللقب، فتخرج فائزة بأقل جهد وعناء، علما بأنها مؤهلة أكثر من غيرها للعب الدور الريادي في إعلاء شأن المستوى، وهذا ما ينطبق على مباراة الصفاء والسلام زغرتا التي أقيمت على ملعب بيروت البلدي، وانتهت بفوز الصفاء (2ـ صفر) ليحكم قبضته على المركز الثاني.
والغريب في المباراة أن الصفاء لعب في الشوط الأول قبل أن تهب رياح العاصفة في الشوط الثاني، فسجل هدفين، الأول هو الأفضل له على الإطلاق، عندما سدد المدافع علي السعدي كرة قصاص العرضية بطريقة رائعة «سيزو» علما بأنها نتاج ركلة ركنية نفذها عامر خان (30)، وهي الأولى على مرمى جورج صادق، فكانت بمثابة «دق النفير» للفريق الذي رفع من وتيرة أدائه خصوصا من قبل حمزة عبود على الجهة اليمنى وخضر سلامة في خط الوسط فأضاف قصاص الهدف الثاني بسلاسة متناهية عندما حول كرة تشارلز العرضية برأسه على يمين صادق، ليتوقف بعدها في المنتصف، تاركا خصمه يتحرك على مزاجه في الشوط الثاني بعد أن أصابه الجمود في الشوط الأول، فحاول برنس الهروب من علي السعدي مرارا لكنه لم ينجح، كما تحرك محسن ناصيف في خط الوسط لكنه افتقد الزخم المحرك للهجمات نحو المرمى، على الرغم من الوصول إلى المنطقة الصفاوية مرات عدة وإن كانت الخطورة أدنى حجما على مرمى نزيه طي باستثناء تسديدة فرنسوا خرما التي أبعدها حمزة عبود عن خط المرمى، قبل أن يدفع ثمن العاصفة وتشوه أرضية الملعب بخروجه مصابا في الدقيقة الأخيرة، كما انعكست على أداء لاعبي الصفاء، ما دفع المدرب المغربي خالد عريوة إلى إجراء المقتضى بضخ قوة جدية قوامها روني عازار وحسين طحان ومحمود الزغبي دون أن يغير نمط الفريق، كما شاطره المدرب تسوريك بإجراء تغييرات مماثلة كانت أنجع على صعيد السيطرة فقط دون أن تبدل في النتيجة.
[ مثل الصفاء: نزيه طي، علي السعدي، ميلات، طارق العمراتي، عامر خان (روني عازار)، حمزة عبود، رامي قدورة، خضر سلامة (محمود الزغبي)، تشارلز، محمد قصاص (حسين طحان).
[ مثل السلام: جورج صادق، بطرس كرم، أركادي، سايد باسيم (بلال صالح)، نظير الدويهي، شربل زيدان، محسن ناصيف، فرنسوا خرما، يوسف اسكندر (وهبي الدويهي)، بستورسيمون، برنس أيدي (أنطوني ساروفيم).
[ قاد المباراة محمد المولى بمساعدة أحمد قواص وحسين عيسى، إلى الرابع بشار عباس.
الحكمة * الأنصار
برج حمود ـ عارف حرب
مرة جديدة يأتي الفرج الأنصاري عبر البرازيلي كلاوديو الذي سجل له هدف الفوز في الدقيقة 90 ليمنح فريقه فوزا كان أقرب الى التعادل الذي نصبه له فريق الحكمة على ملعب برج حمود مقتنصاً فوزاً غالياً (2ـ1) .
ومرة جديدة تبين ان مالك حسون وجد ضالته التي افتقدها مع رحيل البرازيلي فابيو فترجم له كلاوديو تمريراته الى أهداف.
وعانى الأنصار كثيراً للحصول على النقاط الثلاث أمام فريق مكافح ومجاهد لم يكن يستحق الخسارة خصوصاً أن الشوط الاول من المباراة لم يرتق فيه الأداء الى المستوى الفني المطلوب رغم إنهائه انصارياً (1ـ0)، فتحرك أصحاب الأرض في الشوط الثاني حيث بكروا في إدراك التعادل بهدف ولا أروع للنيجيري سلامة كينغزلي. وبالرغم من شعور الأنصار بحراجة وضعه إلا أن الحكمة لم يكن خصماً سهلاً فشكل خطراً كبيراً على مرمى لاري مهنا وكان قريباً من تحويل تأخره الى تقدم، غير أن الأنصار الذي كما يبدو أن ملعب برج حمود بات يشكل له عقدة حاول مراراً وتكراراً استعادة التقدم من خلال تضييق الخناق على المنطقة الحكماوية مهدراً العديد من الفرص السهلة، من دون اغفال حيوية الموهوب الحكماوي علي بزي الذي أقلق الدفاعات الأنصارية لكن لياقته البدنية خانته في النهاية تاركاً المهمة للختيار وارطان غازاريان الذي بدوره كاد يفاجئ الحارس لاري مهنا في أكثر من مناسبة.
لم يشهد الشوط الأول أي شيء يذكر على الرغم من سعي الأنصار لكسر عقدته في برج حمود الذي كان شهد الموسم الفائت تعادلاً بشق النفس بين الفريقين حتى أن تقدم الأنصار في هذا الشوط استثمره محمود البساط في الدقيقة 41 اثر متابعته للكرة التي حاول مدافع الحكمة يوسف مزيان تشتيتها ليتابعها البساط برأسه داخل المرمى.
وفي الشوط الثاني نزل أصحاب الأرض وكلهم تصميم لاستعادة المبادرة ونجحوا بعد خمس دقائق من إدراك التعادل بواسطة سلامة كينغزلي الذي تابع تمريرة مصطفى توسكا برأسه الى يسار لاري مهنا.
وبعد الهدف شعر الأنصاريون بحراجة موقفهم منطلقين بهجمات متتالية عبر الميمنة والميسرة علهم يستعيدون التقدم. لكن مدرب الحكمة عمل على تعزيز خطه الدفاعي المطعم بصاحب اللسعات الهجومية (وارطان) غير أن الفريق بدا متأثراً لغياب وليد شحادة الموقوف.
وافتقد الأنصار جهود محمد حمود على الجهة اليسرى فحل مكانه أحمد الشوم الذي قدم مجهوداً وافراً، فيما غاب عن الحكمة وليد شحادة. واستمر الانصار مهاجما في مقابل تألق وحيد فتال وخط دفاعه واعتقد الجميع ان المباراة ستنتهي بنقطة لكل فريق غير أن البرازيلي كلاوديو وملهمه مالك حسون كان لهما رأي آخر في الدقيقة التسعين حين صنع الأخير هدف النقاط الثلاث لكلاوديو، وسط فرحة أنصارية عارمة وذهول حكماوي عبر كرة حرة أرسلها حسون وتابعها كلاوديو برأسه الى يسار وحيد فتال.
[ مثل الحكمة: وحيد فتال، مصطفى توسكا، يوسف مزيان، ربيع العرابي (وائل كوثراني)، جعفر أبو طعام (وارطان)، محمد حمود، محمود دقيق، علي بزي، إيغو أنطوني، سلامة كنغزلي، أوبيالا أوزوما
[ مثل الأنصار: لاري مهنا، سامي الشوم، معتز بالله الجنيدي، احمد الشوم، حسين أمين، نبيل بعلبكي، مالك حسون، قاسم ليلا (كلاوديو)، ربيع عطايا، محمود البساط (فادي غصن)، جويل تشامي (ابراهيم مناع).
[ قاد المباراة محمد منصور بمساعدة زياد مهاجر، وزياد بيراق، الى الرابع حسام المقدم.
الراسينغ * العهد
جونية ـ طارق يونس
جدد العهد فوزه على الراسينغ لكن هذه المرة بصعوبة (1ـ صفر)، الشوط الأول (1ـ صفر)، في المباراة التي أجريت أمس على ملعب جونية البلدي، وكان العهد فاز ذهابا على استاد المدينة الرياضية (3ـ صفر).
خاض العهد الشوط الأول بغياب 4 من أعمدة الفريق الأساسيين وهم العراقي صالح سدير، محمد حلاوي ومحمود العلي وعباس كنعان، وفضل المدرب فؤاد سعد مشاركة بعض الاحتياطيين لإدخالهم في أجواء المباريات الرسمية لتوزيع المهام على معظم لاعبي الفريق على الجبهات الثلاث (الدوري والكأس وكأس الاتحاد الآسيوي)، وكان الاحتياطيون على قدر المسؤولية وقدموا أداء جيدا وتفوقوا على خصومهم بكل شيء بقيادة المتألق حسن معتوق، وسنحت لهم العديد من الفرص السهلة على باب المرمى أهدرها البرازيلي جونيور دا سيلفا واحمد طراد بطريقة لا تدخل في الخيال، وخصوصا تلك التي أهدرها جونيور وهو على بعد خطوة من المرمى وبمواجهة تامة مع الحارس الصمد الذي أبعد الكرة إلى ركنية، حرك منها عباس خليفة الكرة إلى داخل منطقة الجزاء فتخطت الجميع وتهيأت أمام جونيور الذي لم يتوان بتحويلها الى المرمى المشرع (28).
وبرغم اشتراك سدير وحلاوي في الشوط الثاني، فإن لاعبي العهد ناموا على أمجاد الشوط الأول وتراجعوا بشكل غير مبرر إلى الخطوط الخلفية، مفسحين في المجال أمام لاعبي الراسينغ كي ينظموا صفوفهم وينطلقوا بهجمات متلاحقة شكلت خطورة واضحة على مرمى الحارس محمد حمود الذي تألق في التصدي لإحداها عندما أبعد كرة حسن خاتون من ركلة حرة ببراعة متناهية منقذا فريقه من هدف التعادل (89).
يذكر أن لاعبي الراسينغ حاولوا في الشوط الثاني قدر المستطاع معادلة النتيجة على الأقل إلا أنهم افتقدوا لمسات صانع ألعاب يعرف كيف يوصل المهاجمين وخصوصا بيتر بروسبار إلى منطقة الجزاء.
[ مثل الراسينغ: زياد الصمد، إبراهيم أبو جبل (سرج سعيد 72)، بريشيوس، زهير مراد (وليد إسماعيل 69)، عماد الميري، سركيس عباجيان، محمد مطر (حسن خاتون 46)، رياض قبيسي، دونالد وبيتر بروسبار.
[ مثل العهد: محمد حمود، لوسيانو، سامر زين الدين، علي متيرك، حسين علوية (محمد حلاوي 75)، عباس خليفة، احمد طراد (صالح سدير 60)، حسن شعيتو (أحمد زريق 46)، جونيور دا سيلفا وحسن معتوق.
[ قاد المباراة بسام عياد بمساعدة هادي كسار وعزام إسماعيل، إلى الرابع محمد الخالد.
حول المباريات
الصفاء * السلام
[ مدرب الصفاء خالد عريوة: لعب الفريق بشكل جيد في الشوط الأول، قبل أن يتراجع تحت تأثير المطر وسوء أرضية الملعب التي لم تساعد اللاعبين في بناء الهجمات بما يتناسب مع أسلوبهم المعهود، كما أننا واجهنا خصما جيدا يمتاز بأسلوب الكرات الأرضية، ولذا اعتمدنا على الهجمات المرتدة في الشوط الثاني.
[ مدرب السلام تســوريك برســخيان: لا شك في أن وضع السلام صعــب في البطولة، وهو يعـاني من مشكــلة فنية ليس من السهولة معالجتها بسرعة فائقة، علما بأن البعض يريد تحقيق نتيجة جيدة، لكننا نعمل على تحسين المستوى للموسم المقبل.
الحكمة * الأنصار
[ مدرب الأنصار جمال طه: أضعنا فرصاً كثيرة كانت سترفع من غلتنا لكن يبدو أن الملعب بات يشكل عقدة لنا إلا أن الشباب كانوا على قدر المسؤولية وحملوا على عاتقهم نتيجة المباراة واستطاعوا الخروج بفوز ثمين.
[ مدرب الحكمة فؤاد ليلا: برأيي ان المباراة كانت جميلة وممتعة، قدمنا فيها عرضاً كبيراً لكن النتيجة جاءت بعكس مجرياتها، علماً بأن علي بزي أهدر فرصة الفوز الذي انعكس علينا بهجمة أتى منها هدف للأنصار.
الراسينغ * العهد
[ المدرب المساعد في الراسينغ سعيد جريديني: لم نكن بوضعنا الطبيعي في الشوط الأول، واستغل العهد خطأ دفاعيا وسجل. تحسنا في الشوط الثاني بعد التغييرات التي اجريناها، لكن اللاعبين لم يحسنوا التصرف أمام المرمى وأهدروا فرصة التعادل على الأقل.
[ مدرب العهد فؤاد سعد: كان من المنتظر أن يخوض لاعبو العهد الشوط الثاني بنفس وتيرة الشوط الأول الذي لعبوا خلاله كرة قدم صحيحة، لكنني لا أعرف ما هو السبب الذي دفع اللاعبين الى التراخي بهذا الشكل ولن أقول انهم تأثروا بأرض الملعب وقوة الريح التي أثرت على أداء لاعبي الفريقين. أشكر اللاعبين على الجهود التي بذلوها والمهم في مباريات الدوري الحصول على نقاط المباراة كاملة والباقي يأتي لاحقا.

شكرا حوراء
بارك الله فيكي