الكوكايين: مستحضر أبيض اللون متوسط الصلابة يتم الحصول عليه عن طريق تحول أوراق الكوكا بطرق كيميائية بسيطة تستخدم فيها كثير من المواد من أهمها الميثانول والكيروسين، ويتم تعاطيها عن طريق الاستنشاق بالأنف، فيعمل الكوكايين كمنبه للدماغ يصاحب ذلك ارتفاع ضغط الدم وسرعة في التنفس مما يشعر متعاطيه بالنشوة، السعادة، اللذة، النشاط، الثقة بالنفس، الإثارة، التحليق في عالم الخيال، وقد يتراءى له أشياء وهمية تصل إلى حد الهلوسة البصرية والسمعية والوهم والاكتئاب والعدوانية، التي قد تدفعه إلى ارتكاب جريمة أو الانتحار.
الحشيش: يُستحصل عليه من نبات القنب الهندي واسمه العلمي (كنابيس ساتيفا) وهو نبات عشبي ينمو طبيعياً، ويتراوح ألوانه بين البني الفاتح والأخضر والبني الغامق والأسود، ويتم تعاطيه بواسطة التدخين، ويسبب الهلوسة إذا كانت الكمية كبيرة، وهو يسبب إدماناً نفسياً. يسبب تعاطي الحشيش التهاب القصبات الهوائية وأمراض الرئة والربو والسل، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنه يسبب سرطان الرئة بالإضافة إلى تأثيره بصورة أوسع على صحة الأجهزة الجنسية لدى الجنسين حيث ثبت أن الحشيش له تأثير على الأجنة ويمكن أن يوقف الطمث لدى النساء المتعاطيات ومن الممكن ان يسبب الاجهاض. كذلك يضعف من قوة جهاز المناعة ويجعل مدمنيه عرضة لخطر الجرائيم والفيروسات.
ينفرد الحشيش دون سائر المخدرات بشعور متعاطيه بالجوع الكاذب مما يدفعه إلى الأكل بنهم شديد والإحساس بالحاجة إلى تناول كميات كبيرة من الحلوى وذلك لأن الحشيش يخدر قيم الإحساس بالشبع ولأنه يؤدي إلى احتراق المادة السكرية في الجسم.
يعتقد البعض أن الحشيش يضاعف من المتعة الجنسية عن طريق إطالة فترة المعاشرة. انما الذي تؤكده الدراسات العلمية المتخصصة أنه يؤدى إلى انخفاض مستوى هرمون الذكورة في الدم مما يؤدى إلى تأنيث الجسم وتضخّم الثديين والضعف الجنسي. وان كل ما يحدث هو أن الحشيش يسبب لمتعاطيه خيالات جنسية مثيرة وفقدان الإحساس بالزمن مما يجعله يتوهم أنه يستطيع أن يطيل العملية الجنسية (الجماع) وذلك يعود لاختلال إدراكه الزمني.
تجدر الإشارة انه مع مرور الزمن يلجأ المتعاطي إلى زيادة الجرعة ليشعر باللذة الجنسية المنشودة فيقضي بذلك على شهوته الجنسية وقدرته التناسلية فينتج عنها ضعف جنسي يؤدي ذلك إلى تدهور في الحياة الجنسية مما يؤثر سلباً على علاقاته الجنسية مما يجعل منها آلية لا روح فيها ولا متعة للطرفين.
الهيرويين: اسمه العلمي (داي استيل مورفين)، اكتشفه الكيميائي الدكتور أدلر رايت، في مستشفى سانت ماري- لندن عام 1874 حيث تمكن من استخلاص مركبات المورفين الاستيلية ومنها مادة الاستيل مورفين. وفى عام 1890 تمكن العالم الألمانى دانك وارت من الحصول على (الداي استيل مورفين) بعد تسخين المورفين مع كمية كبيرة من كلوريد الاستيل. في نهاية القرن التاسع عشر أجرى العالم الألماني هنريش درسر دراسات حول التأثيرات الفيزيولوجية للعقار، مما دفع إحدى شركات الأدوية الألمانية عام 1898 إلى إنتاج هذا العقار تجارياً تحت اسم الهيروين. يتم تعاطيه عبر الحقن بدرجة معينة مما يسبب الضعف، الهزال، اضطراب في ضغط الدم، ضعف النبض، ضعف الأعضاء التناسلية، نزلة معوية مزمنة واضطراب في الكبد والكلى، آلام شديدة في مفاصل الجسم. وفي حال تناوله بجرعة زائدة يحصل اضطراب شديد في نبضات القلب قد يؤدي إلى وفاة مفاجئة، فهو المخدر الأكثر من غيره المسبب للموت في العالم.
الأفيون: يستخرج من شجرة الخشخاش فهو نبات عشبي يبلغ ارتفاعه حوالي 70-110 سم وينتج أزهاراً ذات أربع وريقات قد تكون بيضاء أو حمراء أو بنفسجية أو أرجوانية، عندما تنضج الزهرة يستخرج من داخلها عصارة الأفيون.
يصاب متعاطي الأفيون بالتهاب الدماغ، جلطات دماغية، انحلال في خلايا الكبد، ويزداد لدى المدمنين إصابات الجهاز العصبي وذلك نتيجة للالتهابات الميكروبية والطفيلية، كما يكون لها تأثيراً كبيراً على الدماغ فيفقد الشخص ذاكرته جراء نقص في الاوكسجين، كما انهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض التنفسية والنزلات الصدرية.
يقلل من الشهية والرغبة الجنسية بحيث يحصل تغيرات في النشاط الجنسي أبرزها انخفاض معدل الاتصال الجنسي ونقص في إفرازات الغدد الجنسية، هذا بالنسبة للرجل أما للنساء فإنه يقلل الطمث أو يكاد يتوقف ويضعف المبايض ويندر الحمل.
لقد أكدت جميع الدراسات التأثيرات السلبية النفسية والعقلية كشعور قوي بالسرور والنشوة الزائفين حتى مع وجود متاعب كالغثيان والدوار، الشعور بالاسترخاء وعدم الرغبة في القيام بأي عمل.
كما اشير إلى بعض الأعراض الفيزيولوجية الناتجة للانقطاع عن تعاطي الأفيون بعد مرور عدة ساعات على موعد الجرعة هي: الإسهال، القيء، تثاؤب متكرر، اتساع حدقة العين، عرق غزير، ارتفاع درجة الحرارة وضغط الدم، فقدان للشهية، الإحساس بالبرودة، أرق شديد، انخفاض سريع للوزن.
المنومات المهدئة: تستعمل هذه العقاقير طبياً لمحاربة الأرق، القلق، الآلام البسيطة، حالات الصرع، وكمخدر لإجراء العمليات الجراحية، وقد ازداد استعمال المنومات المهدئة بصورة ملفتة للنظر كمضاد للقلق والتوتر. ومع إساءة استخدامها تبين أنها تولد انعكاسات سلبية نفسية وجسدية، كالانتحار والموت العرضي.
يزيد من أخطارها تناولها مع الكحول. وثمة مخاطرة أخرى هي قيادة السيارة تحت تأثير هذه العقاقير مما يزيد من وقوع الحوادث.
وتبين أن الامتناع المفاجئ عنها بعد فترة طويلة من إساءة استعمالها يولد أعراضا تتمثل في ظهور حالات من القلق، الأرق، الهلوسة، الارتجاف، التململ، الصداع، الهذيان، ارتفاع درجة الحرارة، فقدان الإحساس بالزمان والمكان، وكذلك يزداد الإحساس بالضوء والضجيج، وقد يصاب المدمن بنوبات من التشنج التي تهدد حياته.
ثمة أنواع أخرى كثيرة من المخدرات كالمهلوسات والماريجوانا والمهدئات، لقد سلطت الضوء على بعض أنواع المخدرات بهدف توعية وتحصين مجتمعنا وبيوتنا وجامعاتنا ومدارسنا من أضرار هذه السموم.
لماذا تُستعمل المخدرات؟
لمختلف الأسباب منها: الفضولية، الإحساس المغامرة، المتعة، يعتقد انه يُساعدُ علىَ أداءَ طبيعي، باعتقاده انه َيُساعدُ على تخطي الكآبة، لتَحَمُّل صدمة جنسية أو عاطفية، فشل مدرسي، مشاكل في العلاقات، إرادة الإحساس، تمرّد ضدّ السلطة الآباء، البطالة، الفراغ، الازمة الاقتصادية.
الجنس: يعتقد البعض أن تعاطي المخدرات تزيد من القدرة الجنسية بحيث يسعى للإشباع الجنسي وإطالة فترة الجماع بهدف تحقيق اللذة الجنسية والواقع أن المخدرات لا علاقة لها بالجنس بل تعمل على عكس ذلك.
القدوة السيئة: من أهم العوامل الأسرية التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات وذلك حينما يظهر احد الوالدين أمام أبنائهم في صورة مخجلة تتمثل في إقدامهم على تصرفات سيئة، مما يسبب صدمة نفسية عنيفة للأبناء.
عدم الاستقرار العائلي: متمثلاً في الشجار الدائم بين الوالدين وتأزم الخلافات بينهما إلى درجة الهجر والطلاق. بالإضافة إلى أسباب أخرى كإدمان أحد الوالدين، انشغال الوالدين عن الأبناء، عدم التكافؤ بين الزوجين، القسوة الزائدة على الأبناء.
هكذا يتضح لنا العديد من الأسباب التي تدفع إلى تعاطي المخدرات ومن هنا يمكننا القول بأن هذه المشكلة سببها ليس الفرد فقط بل أيضاً أسرته ومجتمعه وبيئته.
الآثار النفسية والاجتماعية والصحية والسياسية للمخدرات
ان الأضرار النفسية عديدة وخطيرة التي تلحق بالفرد والمجتمع من جراء الإدمان وهي تتمثل بانعدام الرغبة لدى المدمن في خدمة نفسه والمجتمع فيفقد المدمن الفاعلية والنشاط كالانقطاع عن الاستحمام، الإهمال في المظهر، سوء التغذية، الانعزال عن المجتمع، شعوره الدائم بالقلق والخوف والاضطهاد والضياع والفراغ، تدني قدرته على الخلق والإنتاج والعمل، تفكك الروابط الأسرية، الانفصال والطلاق، ارتكاب الجرائم كالاغتصاب والسرقة والقتل، بالإضافة إلى تكرار مخالفته وخرقه القانون.
وكذلك الإدمان على المخدرات له تأثير مدمر وخطير صحياً كمرض الايدز من خلال انتقاله عبر الحقن الملوثة. ولها تأثيراً سلبياً على أجهزة الجسم كافة مثل القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والهضمي والكبد. كما أن المخدرات تسبب الأمراض السرطانية ولها تأثير خطير على الدم فهو يضيّق الدورة الدموية وقد يوقفها أحياناً فيؤدي ذلك إلى وفاة مفاجئة.
المخدرات لها أضرار تصيب الأمن القومي نتيجة تعاطيها والاتجار فيها وتهريبها، فهذه المواد ما هي إلا سلاح في يد الأعداء لا تقل فتكا وتدميراً عن أي سلاح حديث عرفته الحروب المعاصرة، ويزيد من خطورة المواد المخدرة أنها سلاح غير مشهر. فقد لجأت اليابان في غزوها للصين والتي كان يتجاوز عدد سكانها خمسة أضعاف عدد سكان اليابان قبل الحرب العالمية الثانية إلى نشر المخدرات في الأراضي التي احتلتها، وتهريبها إلى الأراضي التي لم تكن بعد تحت سيطرتها بهدف القضاء على حجة روح المقاومة بين أبنائها بأقل جهد. وقد خصصت اليابان آنذاك جانباً من ميزانيتها لإقامة مصانع لاستخراج مشتقات الأفيون مثل المورفين والهيروين والكوكايين وأباحت تعاطي المخدرات التي حرمتها في بلادها فانتشرت في كافة المدن، بينما قدر المدمنين في مقاطعات الصين الشمالية الأربع في سنة 1936 بحوالي 1 مليون وصل هذا الرقم إلى 13 مليون العام نفسه وقد ثار الرأي العام العالمي وعرض الأمر على عصبة الأمم في اجتماع حضره ممثلو 27 دولة سنة 1938.
أعلنت الأمم المتحدة أن الأموال التي تُنفق في مجال تجارة المخدرات تقدر بحوالي 300 مليار دولار.
خصائص من "شخصية المدمن"
مزاج متقلب، عواطف عديمة الثقة، غير قادر على إنهاء مشاريعه، إستياءٌ دائم، كراهية، اكتئاب مزمن، تضليل، يَكذب بشكل مستمر على عائلته والأصدقاء وأرباب عمله، يَعزل نفسه، وقد يَبدأ بالسرِقة من العائلة والأصدقاءِ.
كيف نساعد المدمنين؟
المنع على انتاج المخدرات أمر صعب وشبه مستحيل لذلك فمسؤوليتنا تمكن في التصدي والتوعية والوقاية والعلاج السريع.
ولكن المانع الأكبر للمعالجة السريعة هو عدم اعتراف المدمن بالحاجة للمساعدة ولكن في أغلب الاحيان يتعرض المدمن إلى أزمة شخصية حادة تستدعي الاعتراف منه بحاجته الملحة والسريعة للمساعدة.
فالمساعدة المحترفة هي الأفضل، وهناك العديد من مراكز إعادة تأهيل، عيادات، مراكز صحية، ستجد اناسا مستعدين وراغبين في مساعدتك.
ان نوع المساعدة الصحيحة المركزة على المدى البعيد تجعل نتيجة العلاج ناجحة وهي قادرة على اعادة الناس إلى حياة طبيعية مستقرة خالية من المخدرات.
التصدي للمخدرات والوقاية منها
إن مافيا المخدرات تجاراً ومروجين ومهربين، لن توفر جهداً في سبيل تحقيق غايتها ولن تترك باباً إلا وتبحث عن مفتاحه لذلك يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي مشرعين لها الأبواب بانتظار وصولها إلى كل بيت عابثة وفاتكة بمصير شبابنا.
على الحكومات وضع استراتيجيا للتصدي للمخدرات وكيفية مجابهة هذا الخطر الداهم وتقديم الدعم اللازم للأجهزة المختصة بمكافحة المخدرات عبر مدها بالكفاءات البشرية المدربة، وكلاب البوليسية، وبالوسائل العلمية الحديثة من أجهزة كومبيوتر وإتصال وتصوير ومراقبة وكذلك تزويدها بالطائرات المروحية لكي يتمكن من القيام بواجباتها على أكمل وجه بهدف مكافحة ومنع توافر المخدرات ومن ثم وقوع تعاطيها.
وضع التشريعات اللازمة تمكنها من الحصول على البيانات التفصيلية من الأطباء والصيادلة ومصانع الادوية عن كيفية استخدام العقاقير العلاجية ضمن قيود تمنع زيادة للاستعمالات الطبية عن المقرر استعماله.
وضع عقوبات شديدة على المخالفين في تعليمات صرف العقاقير.
السيطرة على التهريب والاتجار بالمخدرات.
على أجهزة الإعلام بجميع وسائلها المقروءة والمرئية والمسموعة التي تكاد تصل إلى كل بيت أن تلعب دوراً هاماً في الحملات الهادفة للتصدي للمخدرات والوقاية منها عبر بث ندوات وحلقات دراسية للتوعية وتعميم ثقافة الحرص من المخدرات.
انشاء مراكز وعيادات للتأهيل وتفعيلها ودعمها بشتى الوسائل.
المخدرات داء لا بد من مواجهته، فالتقليل من شأنه، وتجاهل وجوده، والتغافل او التغاضي عن المشكلة ومسارعتنا لمحاصرتها والتصدي لها ومكافحتها سوف تؤدي بنا في النهاية إلى الهاوية السحيقة، المسألة هي ان نبقى او لا نبقى، فالخطر يهددنا، وعلينا ان نضاعف جهودنا للتوعية، وان لا يجف مدادنا، وان لا نترك للداء مساحة يغزو خلالها مجتمعاتنا وبيوتنا وعائلتنا وشبابنا في الجامعات والمدارس والنوادي الرياضية واماكن اخرى كثيرة.
ان حالات الادمان عديدة، ضحايا من الشباب رهائن لشبح الادمان، فيضيع الامل واغلى الثروات على دروب النشوة الكاذبة ويصبح حاضرنا ومستقبلنا في ايدي مافيا المخدرات.
مشكلة المخدرات تستهدفنا جميعاً فهي داء العصر الذي ينهش في اللب، ويقتل من العمق، ويقضي على الجذور والآمال والاحلام... احذروا داء العصر.