زحلة – "النهار":
"ربّ ضارة نافعة"، فقد ادى الاشتباه بوجود مرض العفن البني في شحنة بطاطا لبنانية مصدرة الى سوريا، الى اتخاذ وزارة الزراعة مجموعة اجراءات رقابية للبطاطا والبذار المستورد، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده وزير الزراعة الياس سكاف، الخميس الفائت، لفريق من الوزارة ومصلحة البحوث العلمية الزراعية. فالى جانب قيام فرع وقاية النبات في مصلحة البحوث في تل عمارة بتحاليل مخبرية لمرضي العفن البني والحلقي على بذار البطاطا المستوردة من اوروبا ومصر، ستخضع للمرة الاولى كل شحنات البطاطا المعدة للاستهلاك التي يتم استيرادها حاليا من السعودية ومصر للتحاليل المخبرية لمرضي العفن البني والحلقي في مختبرات مصلحة البحوث في تل عمارة التي بدأت استقبال العينات التي ترسلها اليها مراكز الحجر الصحي عنذ المنافذ الحدودية، مختومة ومرفقة باسم المستورد، وتحليلها. ومن المقرر ان تقوم وزارة الزراعة برش البطاطا المستوردة للإستهلاك بمواد تمنع تفريخها بحيث لا تستخدم كبذار.
كذلك اتفق على مباشرة مسح لبرادات تخزين البطاطا اللبنانية، بحيث يقوم فريق من الوزارة باخذ عينات بطاطا من هذه البرادات على ان يتولى فرع وقاية النبات فحص مرضي العفن البني والحلقي. وتنفيذا لهذه الاجراءات، استنفرت مصلحة البحوث طاقم فرع وقاية النبات، الذي سيعمل لساعات اضافية وايام الآحاد، وعليه فان مختبرات المصلحة كانت بالامس اشبه بمستودع لتخزين البطاطا، وفحصها.
الى كل ما تقدم، فانه يتم التحضير لاجتماعات مشتركة بين وزارة الزراعة ومصلحة البحوث والقطاع الخاص لبدء نظام التتبع TRACEBILITY ، الذي يسمح بتوثيق كل المعلومات عن منتج البطاطا منذ استيراده بذارا الى حين طرحه في الاسواق.
صحيح ان الاجتماع التنسيقي بين المديريات التابعة للوزارة او التي تخضع لوصايتها، والاجراءات التي نجمت عنه، كان يجب ان تتخذ فور الاشتباه بشحنة البطاطا، اي قبل اسبوعين جرى تبديدهما بتصريحات وبيانات وردود افتقرت جميعها الى الدقة وشابتها مغالطات حتى في طريقة تناول المعلومات العلمية، لكن ان تأتي هذه الخطوات متأخرة خير من ان تستمر "حفلة الهجاء" التي بات معها الاشتباه بـ "العفن البني" في شحنة بطاطا اقل ضررا لصورة لبنان من طريقة مقاربته لمشكلاته.