اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره، وعجل لنا ظهوره"
من البين ان الطائفة المحقة المتمسكة بالثقلين، كتاب الله تعالى وعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تظل معانية من الشدائد ليس في حقبة خاصة دون غيرها بل طوال التاريخ، من هنا فان الدعاء الذي نحن نتحدث عنه يعرض مستويات هذه الشدة او الشدائد بعبارة خاصة هي (الغمة)، والغمة هي الحزن والكرب، الا ان انتخابها دون سواها من المفردات كالحزن نفسه او الكرب، لها دلالتها، فالغمة من حيث جذرها اللغوي هو ما يغطي الشيء، ولذلك فان الحزن او الكرب عندما يبلغ مداه الكبير يكون بذلك قد غطى المساحة الكبيرة من الظاهرة.. اي الهم والحزن في اشد مستوياته التي نتصورها..
ومادام الامر كذلك.. فان حضور الامام عليه السلام ذاته في زمن غيبته يظل مقترناً برعايته ولطفه، وهذا مما يستتلي التوسل بالله تعالى بان ينعم علينا ببركات الامام عليه السلام، بكشف الشدة او الشدائد او الغمة عن الامة المتمسكة بكتاب الله تعالى وعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. من هنا اشار الدعاء بكلمة هذه الغمة ليوضح خصوصيتها، وبكلمة هذه الامة ليوضح خصوصيتها، اي: ليوضح خصوصية الشدة التي يكابدها هؤلاء المتمسكون بالثقلين..
تأسياً على ما تقدم، يمكننا ان نستخلص بوضوح بان التوسل بالله تعالى بان يكشف هذه الغمة عن هذه الامة، انما هو في زمن حضوره عليه السلام الذي يشمل عهدي غيبته وظهوره.
لكن بما ان وراثة الارض هي الوعد لهذه الامة، لذلك فان ازالة الشدائد بأكملها انما يتم من خلال الثورة الاصلاحية العامة التي يضطلح بها الامام عليه السلام، وهذا ما يحصل مع عملية الظهور، كما هو واضح..
من هنا ذكر اولاً عملية الحضور عندما المح الى الشدائد، ثم ذكر عملية الظهور عندما قال: وعجل لنا ظهوره.. اي: ان ازالة معالم الانحراف لدى اعداء الله تعالى واعداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم واعداء عترته، ازالة ذلك جميعاً عن الامة الموالية لله تعالى ولنبيّه ولعترته: لايتم الا بظهور الامام عليه السلام..
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن..صلواتك عليه و على آبائه..في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و ديلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا يا مدبر الأمور..ياعالم مافي الصدور...يا مجري البحور..يا ملين الحديد لداوود ..صلي على محمد و آل محمد و اجعلنا من انصارهم و اتباعهم إلى يوم الدين برحمتك يا أرحم الراحمين