fluva عضو جديد
العمر : 36 الرصيد : 0 متصل من : lebanon تاريخ التسجيل : 21/01/2009 عدد الرسائل : 14
| موضوع: شهيد الحبّ 2009-01-21, 15:49 | |
| [center][size=12] شهيد الحبّ ما أرفعه من مقام يسكنه ذاك الشهيد, من بين قصور الغمام يشاهد المغيب و ينسج عند فجرٍ خيوط شمسٍ تستعد للشروق ليومٍ جديد. ذاك من آمن بقضيته و فداها فكيف إذا كانت القضية هي السمو بعينه...كانت الحب.
نعم, ذاك هو من فوق السحب يحدّق نحو دنيانا مخبراً أسطورته لكل شجرةٍ شهدت على ولادتها و محدثاً الشمس عن نورٍ يسطع في قلبه كسطوع ضيئها وسط النهار.
كان بشرياً ألهمه الربّ شعوراً قلّ مالكوه و ندر فاهموه و انعدم مقدّروه هو الإحساس الحقيقي بالحبّ يتفجر من بين العظام ليدفق من سلسبيل القلب عذباً كينابيع صنين يزّين بأشجار الجوارح و الأحلام إلى أبعد مما يحتمله الخيال.
إختار قدره من صلب آدم و نسل حوّاء فتاةً جميلة يطرب الأذنين شجي صوتها و يذيب العينين سكراً بهي جمالها. واعدها على الحبّ و الوفاء فابتسمت لتفجّر ينبوعاً آخر يفيض بالدنيا جمالاً و يسطع في فلك الكواكب نجماً جديداً.
رسم بها الأحلام و أقسمت أنها لن تدخل الجنة حتى تلقاه, فزخرف ينابيعه بزهورٍ حمراء تعزف للمستقبل بقيادة حفيف أوراق الزمن. استمر الحلم طويلاً حتى أصبحت حياتهما جزءاً منه و لكن بدأ الشهيد يخاف!فقد رأى تلك الفتاة تهرب من جنب شجرة العزّ الأبدية و سمعها ذات مرة تهمس في أذنٍ بشرية و تعد بالحب رجلاً آخر.
بدأ الينبوع يضعف والأمل يتضاءل لكنه رفض أن يصدّق فعينا حبيبته لا تعرفان الكذب و لا اعتاد هو على ذلك,فأمسى يضخّ في ذاك النبع سيولاً من الدم كي لا يجف. أخبره الهدهد عن موعد لقائهما فتوجّه إليهما راجياً ألا يكون طائره صادقاً لكنّه ذهل ناظراً إلى حبيبته وقد اتّحدت مع عشيقها بقبلةٍ عميقة اقترب منها, وإذا بضحية سبقت أنياب تلك السوداء أن طالته أراد الإنتقام لنفسه فأطلق عليها الرصاص؛ و لكن أين الوعد؟ إعترض الشهيد تلك الثائرات ليحمي حبيبته الخائنة و يطهر بدمه دنس غدرها و خداعها . و قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة و ياخد طيفه مكانه بين الغيوم همس إليها قائلاً أنّه لم يفدها ليفدها بل لوعدٍ قطعه على نفسه بالوفاء ليبقى الحبّ ساكناً في قلوب البشر :" فمع أنكِ لست أهلاً لأموت من أجلك, لكن الوفاء و الحب أهلٌ أن أكون شهيداً في سبيلهما".قال هذه العبارات و غفى بينما تابغت مع ضحيتها الجديدة الطريق غير مهتمة.
ها هو الشهيد يرى من بعيد ما جرى بعده, فقد أخبر أبو الرصاص أهل القرية بما جرى فبنوا للشهيد تمثالاً من الذهب وجنبه دفنوا تلك الأباليسية حية لتكون الأجيال شاهدةً على ما جرى وتحت التمثال حفروا بالدماء عبارة: شهيد الحبّ لا شهيدها.
[/size][/center]
عدل سابقا من قبل fluva في 2009-01-21, 16:08 عدل 1 مرات | |
|
زينب الحوراء مشرفه
العمر : 43 الرصيد : 247 متصل من : لبنان(البقاع الغربي) تاريخ التسجيل : 19/02/2008 عدد الرسائل : 2760
| |
fluva عضو جديد
العمر : 36 الرصيد : 0 متصل من : lebanon تاريخ التسجيل : 21/01/2009 عدد الرسائل : 14
| موضوع: رد: شهيد الحبّ 2009-01-21, 16:09 | |
| | |
|