بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين
شيعتي..
أنشدكم الله..
أما سمعتم قولي:
(أنا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن ولا مؤمنة إلا بكيا)؟
فكم مجلساً لي أقمتم؟
وكم عيناً عليّ أبكيتم؟
وكم كرباً عنّا أهل البيت كشفتم؟
شيعتي..
أنا المظلوم..
وأبي سيد المظلومين..
فكم ظلامة عنا دفعتم؟
وكم موقفاً لنا اتخذتم؟
وكم ولياً لنا واليتم؟ وكم عدواً لنا عاديتم؟
شيعتي..
أما سمعتم صرختي:
(هل من ناصر ينصرنا؟
هل من ذابٍ يذبُّ عن حرم رسول الله؟)
(أما من مغيث يغيثنا لوجه الله؟)،
(هل من موحد يخاف الله فينا؟)
أعيذكم الله أن تكونوا عن نصرتي بالنفس والنفيس من المتخاذلين،
وعن الذب عنا، أهل البيت، من المتقاعسين...
أعيذكم الله أن تسمعوا صرختي ثم لا تُنجدون،
أو استغاثتي ثم لا تغيثون، أو استنصاري ثم لا تنصرون
شيعتي..
(ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به؟
وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟
ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً)
أءمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر،
وإلا ليسلطن الله عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم.
شيعتي..
خذوا عني هذه الوصايا العشر..
واعملوا بها..
ألا تحبون أن يرضى عنكم إمامكم؟
(أوصيكم بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوّله
عما يكره إلى ما يحب ويزرقه من حيث لا يحتسب).
(أطيعونا فإن طاعتنا مفروضة، إذا كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة).
(وأحذركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم فإنه لكم عدو مبين، فتكونوا كأوليائه).
(إتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك).
(إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل (حقد) ودغل (خيانة) ).
(لا تقولن في أخيك المؤمن إذا توارى عنك إلا مثل ما تحب أن يقول فيك إذا تواريت عنه).
(أعمل عمل رجل يعلم انه مأخوذ بالإجرام، مجزي بالإحسان).
(أعلموا إن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملّوا النعم فتحور نقماً).
(أيها الناس تنافسوا في المكارم وسارعوا في المغانم).
(صلوا أرحامكم فإن من سرّه أن ينسأ في أجله ويزاد في رزقه فليصل رحمه).
تذكروا الموت
(فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم من البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة،
فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟
وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب).
شيعتي..
لقد خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي..
فتذكروا دوماً هدفي ومبدئي:
(اللهم انك تعلم أنه لم يكن ما كان منا منافسة في سلطان،
ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنُريَ المعالم من دينك،
ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك،
ويعمل بفرائضك وسنن أحكامك)،
(فإن لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم وعملوا في إطفاء نور نبيكم).
شيعتي..
احفظوا عني هذه الحكم، فأنتم أولى بها من غيركم.
(أيها الناس:
من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه
وإن أعفى الناس من عفى عن قدره،
وأن أوصل الناس من وصل من قطعه...
والأصول على مغارسها بفروعها تسمو،
فمن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً،
ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته
وصرف عنه من بلاء الدنيا، ما هو أكثر منه.
ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة،
ومن أحسن أحسن الله إليه والله يحب المحسنين).
شيعتي..
اقرؤوا معي هذه الدعوات ليلاً ونهاراً، سرّا وجهاراً.
(اللهم اجعل غناي في نفسي، واليقين في قلبي والإخلاص في عملي،
والنور في بصري، والبصيرة في ديني ومتعني بجوار حي،
واجعل سمعي وبصري الوارثين مني، وانصرني على من ظلمني،
وارزقني مأربي وثاري، واقرّ بذلك عيني).
(اللهم ما أخاف فاكفني، وما أحذر فقني،
وفي نفسي وديني فاحرسني، وفي سفري فاحفظني،
وفي أهلي ومالي وولدي فاخلفني، وفيما رزقتني فبارك لي،
وفي نفسي فدلني، وفي أعين الناس فعظمني، ومن شر الجن والإنس فسلمني،
وبذنوبي فلا تفضحني، وبسريرتي فلا تخزني،
وبعملي فلا تبتلني ونعمك فلا تسلبني، وإلى غيرك فلا تكلني).
شيعتي..
تذكروني كل صباح ومساء،
واضمنوا لي خالص المحبة،
وأنا أضمن لكم على الله الجنة.
شيعتي..
تذكروا دوماً أمي الزهراء (ع) فلقد كانت ملأ سمعي وبصري وقلبي يوم عاشوراء..
وتذكروا ضلعها المكسور..
وتلك الدماء الزاكية المتساقطة على الأرض..
وأخي المحسن السقط.. وآثار الضرب على جسدها..
والدملج على عضدها.. ليتني كنت وقاءاً وفداء...
والعنوا ضاربيها وغاصبي حقوقها وقاتليها ابد الدهر.
وتبرّؤوا بهم بقلوبكم وألسنتكم وأقلامكم، على كرّ الأيام، ومرّ الأعوام.
شيعتي..
انتظروا الفرج كل ساعة وترقبوه كل لحظة
واصلحوا أنفسكم كي يعجل الله الفرج لوليكم
وابتهلوا إلى الله جل ثناؤه وألحوا بالدعاء
وارفعوا أصواتكم آناء الليل وأطراف النهار،
هاتفين:
(أين السبب المتصل بين الأرض والسماء،
أين صاحب يوم الفتح، وناشر راية الهدى،
أين مؤلف شمل الصلاح والرضا، أين الطالب بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء،
أين الطالب بدم المقتول بكربلاء..).
شيعتي..
وعليكم مني السلام.. واللقاء عند الصراط والميزان،
لنيل الشفاعة والفوز بالجنان.. إن شاء الله
أمـــــيـــــري حـــــســـــيـــــن و نـــــعـــــم الأمـــــيـــــر