وقفات مع الدموع :
لما سقط الامام الحسين عليه السلام على الارض خرجت السيدة زينب عليها السلام من باب الخيمة نحو الميدان وهي تنادي : وا أخاه واسيداه وا أهل بيتاه ليت السماء أطبقت على الارض وليت الجبال تدكدكت على السهل . ثم وجهت كلامها الى عمر بن سعد وقالت: يا بن سعد !
أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر اليه؟! فلم يجبها عمر بشيء فنادت: ويحكم !!أما فيكم مسلم؟ !فلم يجبها أحد
بشيء , ثم انحدرت نحو المعركة وهي تركض مسرعة . فتارة تعثر بأذيالها وتارة تسقط على وجهها من عظم دهشتها حتى وصلت الى وسط المعركة فجعلت تنظر يمينا وشمالاً فرأت أخاها الحسين (عليه السلام) مطروحا على وجه الارض وهو يخور في دمه ويقبض يمينا و شمالاً ويجمع رجلاً ويمد أخرى والدماء تسيل من جراحاته فجلست عنده وطرحت نفسها على جسده الشريف وجعلت تقول ءأنت الحسين؟!ءأنت أخي ؟! ءأنت ابن امي ؟!ءأنت نور بصري؟! ءأنت مهجة فؤادي؟! ءأنت حمانا؟! ءأنت رجانا؟ !ءأنت ابن محمد المصطفى؟ !ءأنت ابن علي المرتضى؟! ءأنت ابن فاطمة الزهراء؟! كل هذا والامام الحسين لا يرد عليها جواباً لانه كان مشغولاً بنفسه وقد استولى عليه الضعف الشديد بسبب نزف الدم وكثرة الجراحات .
فقالت: أخي ! بحق جدي رسول الله إلا ما كلمتني , وبحق أبي علي المرتضى إلا ما خاطبتني , وبحق أمي فاطمة الزهراء إلا ما جاوبتني . ياضياء عيني كلمني ... وعند ذلك جلست خلفه وادخلت يدها تحت كتفه واجلسته حاضنة له بصدرها فانتبه الامام الحسين من كلامها وقال لها بصوت ضعيف: " اخيه زينب كسرتي قلبي , وزدتني كربا على كربي فبالله عليك إلا ما سكنتِ وسكتِ "
فصاحت : " واويلاه يا أخي وابن أمي كيف أسكن واسكت وأنت بهذه الحالة تعالج سكرات الموت ؟! روحي لروحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء" فبينما هي تخاطبه ويخاطبها وإذا بالسوط يلتوي على كتفها وقائل يقول : تنحي عنه وإلا ألحقتكِ به , فالتفتت وإذا هو شمر بن ذي الجوشن لعنه الله .
فجذبها عنه قهرا وقال: والله إن تقدمتِ إليه لضربت عنقك بهذا السيف ثم جلس اللعين على صدر الامام...
____________
انا لله وانا اليه راجعون
الف لا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم
عظم الله لك الاجر يا مولاي يا صحب الزمان (عجل لك الفرج وجعلنا الله من انصارك)
عظم الله لكم الاجر يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة صلوات الله عليكم
عظم الله لكم ايها الموالين والمحبين لاهل البيت عليهم السلام