المصدر: ميدل ايست اونلاين
أمرت الشرطة الدينية تجار الملابس في الرياض بعدم عرض العباءات ذات الحواشي المزخرفة والمطرزة، في أيام العيد فباعتقادهم أنها من الملابس التي تظهر مفاتن المرأة وعلى التجار التخلص منها والذي لا يستجيب للأوامر سوف يعرض نفسه للغرامة أو السجن.والجدير بالذكر أن العباءة التي ترتديها المرأة السعودية هي لباس أسود اللون يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها، ومن الحق للسائل أن يتعجب ويقول أي زينة يظهرها لباس أسود معتم؟
أما المحللون والمراقبون السياسيون فقد اعتبروا هذه الممارسات محاولة لتوكيد القوة ثانية بعد أن تعرضت مصداقية الشرطة الدينية (المطاوعة) لهزات عنيفة بسبب الفضائح التي ارتكبوها بحق المواطنين، حيث بدأ الشارع ينظر لأعضاء هذه الشرطة كسلطة استبدادية وظيفتها إثارة الفزع والخوف عند المواطن السعودي.
وليس من الغريب أن تثير التغيرات البسيطة والتافهة التي ظهرت على العباءة حرباً مسعورة بين الخط الإصلاحي الذي يطالب بإعطاء المرأة بعض الحقوق وبين المؤسسات الدينية المتزمتة والمصممة على رفض هيمنتها من خلال الشرطة الدينية.
وذكر عدد من المعلقين الاصلاحيين أن رجال الشرطة الدينية الذين يطوفون شوارع المدينة وأسواقها ويرتادون المحلات العامة يعاملون الناس بالصرامة والقسوة محاولة منهم لتوكيد استمرار سطوتهم وسلطتهم على الشارع السعودي بعد محاولات الحكومة الأخيرة لكبح جماحهم وإيقافهم عند حدود صلاحيتهم.
ولم تقف الصحافة مكتوفة الأيدي بل أثارت حملة اعلامية شرسة ضد الشرطة الدينية، وبدأت الشائعات تتناقل هنا وهناك بأن الدولة قد وضعت روابط وضوابط تحكم عمل هذه الشرطة، فلا يحق للشرطة الدينية أن تطارد المشكوكين إلا بمرافقة رجال من الشرطة المحلية، وعلى اعضاء الشرطة الدينية حمل هويات تثبت شخصيتهم وارتباطهم بجهاز الدولة، أما الناشطات السعوديات في مجال حقوق المرأة فقد ذكرن للصحافة أن ممارسات الشرطة الدينية هي خطوة إلى الوراء بعد المكاسب الرمزية البسيطة التي حققتها المرأة حين وصول الملك عبد الله لسدة الحكم عام 2005م.
وقالت بثينة ناصر (ناشطة في حقوق المرأة السعودية) أن على الشرطة الدينية أن تكافح الرذيلة لا النساء، ونحن لا نعرف لماذا يجبروننا على لبس السواد في بلد شديد الحرارة بينما يلبس الرجال البياض.
وذكرت ناشطة أخرى لم يرد ذكر اسمها، أن الشرطة الدينية تريد من النساء السعوديات أن يكونن بلا وجه ولا اسم وموشحات في سواد.