بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ,نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الأحبة الكرام , سنقف إن شاء الله وقفات مع آيات كريمات عظيمات من قرأها وتدبرها وتمعن في آياتها وما تحويه من تهديد ووعيد نجا بإذن الله في الدنيا والآخرة في دينه ودنياه .
أتدرون عن أي آية سنتكلم ؟.....عن قول الله تعالى :
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا , ونحشره يوم القيامة أعمى , قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا, قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )
ومن أعرض عن ذكري عن الهدى الذاكر لي والداعي إلى عبادتي .
ومن أعرض عن ذكري عن القرآن فلم يؤمن به ولم يتله ولم يتدبره ولم يتبعه ولم يعمل به ولم يفهمه.
ومن أعرض عن ذكري قال عطاء : عن موعظتي , وقال إبن القيم : هو كتابه الذي أنزله .
"فإن له معيشة ضنكا " أي جزاؤه أن نجعل معيشته ضيقة مشقة ولا يكون ذلك إلا عذابا , وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر وأنه يضيق عليه قبره , ويحصر فيه, ويعذب جزاء لإعراضه عن ذكر ربه , والصحيح أنها في الدنيا والآخرة , أما في الدنيا ضنكا , ض:ضيق , ن:نكد , ك:كدر , وأما في الآخرة
"ونحشره يوم القيامة أعمى " أعمى البصر على الصحيح , كما قال تعالى : < ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما > قال " رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا " يا رب لم صيرت إلى هذه الحال البشعة ؟
" قال كذلك أتتك آياتنا " أتتك الأدلة و البراهين أتتك الآيات و العلامات أتاك النبي والرسول أتاك الكتاب " فنسيتها " فأعرضت عنها واستكبرت ,أعرضت ونمت وكسلت وخملت وهجرت ونسيت " وكذلك اليوم تنسى " تترك في العذاب , والجزاء من جنس العمل , فكما عميت عن ذكر ربك , وعشيت عنه , ونسيته ونسيت حظك منه, أعمى الله بصرك في الآخرة , فحشرت إلى النار أعمى أصم أبكم , وأعرض عنك , ونسيك في العذاب , نعوذ بالله من الخذلان .
فيا أحبابي :
اهتموا بكتاب ربكم , وتعلموا القرآن , وتدبروا معانيه , تدبروا وتأملوا في آيات ربكم قبل أن يأتي يوم تندموا فيه على التفريط , يوم لا ينفع الندم ,
واسمعوا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , عن الامام علي - عليه السلام – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستكون فتن , قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب ربكم , فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم , وحكم ما بينكم , هو الفصل ليس بالهزل , من تركه من جبار قصمه الله , ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله , وهو حبل الله المتين , وهو الذكر الحكيم , وهو الصراط المستقيم , وهو الذي لا تزيغ به الأهواء , ولا تلتبس به الألسن , ولا تنقضي عجائبه , ولا تشبع منه العلماء , من قال به صدق , ومن عمل به أجر , ومن حكم به عدل , ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ,
فاحرص أخي الكريم على معرفة هذا الحبل الذي بين الله وبين عباده, الذي من استمسك به سلم ومن ضيعه عطب .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمد لله رب العالمين .