الشهيد القائد الحاج محمود فقيه
الحلقة الأخير
احمد : لقد كان الهم الأساسي للشهيد محمود فقيه تقوية أواصر العلاقات التنظيمية بين الإخوة الحركيين فقد
قال لي مرة : إن صفوف الحركة تزداد وتنموا بسرعة فائقة وعلينا أن نستوعب هذا الحشد من أهلنا
داخل خلايا الحركة بطريقة منظمة ودقيقة.
مريم : أعزائي الصغار لقد آمن الشهيد محمود فقيه بما رسمه الإمام السيد موسى الصدر بأن أهلنا لن
يتمكنوا من الحصول على حقوقهم والدفاع عن أرضهم إلا من خلال وحدة الكلمة ووحدة التنظيم.
سارة : كيف كان شباب الحركة يتواصلون مع بعضهم البعض خلال ألازمات ؟
احمد : كانوا ينتقلون عبر الأودية إلى القرى مشياً على الأقدام لعقد جلسة أو لقاء وأذكر أن لقاء جرى
ضم الرئيس نبيه بري ,داوود داوود , محمود فقيه , محمد سعد , وعدد من الإخوة , يومها كان الشهيد محمود فقيه المسؤول التنظيمي لإقليم الجنوب وقد جرى الحوار التالي:
باقر , سارة ومريم ينصتون لسماع الحوار الهام !.
الرئيـس بـري : أخ محمود الحمد لله على السلامة لعودتك من طهران ان الواقع الموجود يتطلب مواقف
تاريخية فالعدو الإسرائيلي في كل لبنان , وعلينا أن نتخذ من قول الإمام السيد موسى
الصدر شعاراً وممارسة ( إسرائيل شر مطلق ).
الشهيد محمد سعد : بالواقع ان مجاهدي الحركة تصدوا بشكل فعلي للاحتلال الإسرائيلي في خلدة وسقط لنا
ثمانية شهداء وأسرنا ملالة وأوقعنا خسائر بشرية ومادية بالعدو.
الشهيد محمود فقيه : هذه بادرة طيبة علينا تغذيتها وتطويرها وتنظيمها لتعم المقاومة كل أرجاء الوطن .
الشهيد داوود داوود: إضافة إلى العمل المقاوم السري يجب أن نواجه عملاء إسرائيل ( جيش العميل سعد
حداد والحرس الوطني وقوات كربلاء وغيرها ) لأنهم أخطر علينا من الاحتلال الإسرائيلي
الرئـيس بـري : تأكدوا ان ميثاق الحركة وثوابت الإمام الصدر ستكون القاعدة لتحركاتنا كافة.
سارة : ( تقاطع أحمد ) : هل أعلنوا المقاومة ضد الاحتلال.
احمد : لقد آمن الجميع أن المقاومة لا تعلن في بيان بل هي سلوك وتواصل في الجهاد.
مريم : أذكر ان الشهيد محمود فقيه أعطى درساً لعدد من الحركيين في بلدة القصيبة أكد يومها على المواجهات المدنية , مقاطعة البضائع الإسرائيلية , معادات العملاء عدم التعاون مع الاحتلال بأي شكل من الأشكال.
أحمد : كما ان الشهيد محمود دعا دائما إلى تحصين الساحة الحركية وقال لي يوماً : ان هذه المرحلة ستفرز المخلص من غير المخلص لخط ونهج الإمام الصدر.
باقر : كيف كان الخطاب السياسي لدى الشهيد محمود فقيه بظل الاحتلال الإسرائيلي .
أحمد : وكأني اسمعه الآن في حسينية النبطية يدعوا إلى مواجهة المحتل الإسرائيلي والى إقفال كل
الأبواب التي يستطيع ان ينفذ منها العدو إلى المجتمع اللبناني عامة والجنوب خاصة وحذردائماً من باب الطائفية والمذهبية .
إعلان المقاومة ورفض الاحتلال في 31 / آب / 1982 في صور
وفي 5 / أيلول / 1982 في النبطية
في هذا اليوم ذكرى إخفاء الإمام الصدر كان الشهيد محمود فقيه أحد أركان المسيرة الحاشدة التي أقيمت بظل الاحتلال الإسرائيلي في صور حيث كتبت على اللافتة الأولى " إسرائيل شر مطلق "
الشهيد محمود فقيه في كل الاحتفالات والمهرجانات يخطب ليرد على العملاء ويدعوا إلى المقاومة ويهيئ الجو الشعبي لدعم المقاومة ورفض الاحتلال .
الانفجار الكبير حصل يوم العاشر من محرم في مدينة النبطية
احمد : ـ يومها نظمت حركة أمل مسيرة كبرى رفعت خلالها صورة الإمام الصدر وجرت المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي وأحرق الأهالي آليات وشاحنات للعدو وبعد ذلك كانت المواجهات والعمليات العسكرية
ـ في أواخر العام 1983 اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشهيد محمود فقيه وأبعدته إلى بيروت
لكنه عاد بعد فترة قصيرة متنكراً ليتابع عمله ألجهادي حتى تحرير الأرض والانسحاب
الإسرائيلي الجزئي من صور والنبطية وعدد من القرى في آذار 1985 م
سارة : وبعد ذلك ماذا فعل الشهداء خاصة الشهيد محمود فقيه .
مريم : لقد تابع عمله الحركي والتصدي لكل أشكال العدوان السياسي والأمني وكانوا ليؤسسوا
خلايا مقاومة بالشريط الحدودي المحتل آنذاك لكن .......
باقر : لكن ماذا .......
( مريم تتدحرج الدمعة من عينيها وتشهق بالبكاء ) أحمد : لكن الشهيد محمود فقيه أستشهد غدراً وغيلة في 22 / أيلول / 1988م على طريق بيروت في محلة الاوزاعي وكان استشهاده مع رفاق دربه الشهيد داوود داوود والشهيد حسن سبيتي.
نهاية الشهداء هي بدايتهم في جنة الخلدهلال جابر