بمناسبة ذكرى استشهاد ، مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما، أقيمت مجالس العزاء في منزل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بمدينة قم المقدسة صباح السبت الموافق للخامس والعشرين من شهر شوال المكرّم 1429 للهجرة.
حضر هذه المجالس العلماء والفضلاء، والشخصيات المختلفة، وطلاب الحوزة العلمية، وفضلاء من العراق والكويت والسعودية كان منهم العلاّمة الشيخ يوسف المهدي وآية الله السيد عباس المدرّسي، وزوّار من العراق، وجمع من المعزّين والمؤمنين والمحبّين لأهل البيت صلوات الله عليهم من أصفهان وقم المقدسة.
ارتقى المنبر في هذه المجالس الخطباء الأفاضل فضيلة الشيخ اليوسفي، والشيخ حاجيان، والسيد أحمدي الأصفهاني، وتحدّثوا عن سيرة الإمام صادق آل الرسول صلى الله عليه وآله، ومكارم أخلاقه، ومناقبه، وشأنه العظيم، ودوره سلام الله عليه في تأسيس علوم الإسلام، ورفد الأمة بالعلماء المختصّين في كافّة العلوم، حيث كانت معارف الإمام سلام الله عليه واسعة في الطبّ والكيمياء وعلوم الهيئة والنجوم والفيزياء والفلسفة والرياضيات والجغرافيا، فضلاً عن العلوم الإلهية.
كما تحدّث الخطباء عن مجابهة الإمام سلام الله عليه للكافرين والطاغين والغاصبين للخلافة من بني أمية وبني العباس لعنة الله عليهم أجمعين، وما لاقاه صلوات الله عليه وشيعته ومحبّيه من أولئك العتاة المردة الكفرة من ظلم وأذى ومصائب، وكيفية استشهاده صلوات الله عليه. وكان مما ذكره الخطباء الأفاضل:
• لقد كان عصر الإمام الصادق سلام الله عليه عصر التحوّل الحكومي من بني أميّة إلى بني العباس لعنة الله عليهم، إلاّ أن العباسيين كانوا أشدّ وأقسى ممن سبقهم، وقد أجاد الشاعر حيث قال:
ألا ليت ظلم بني مروان دام لنا *** وعدل بني العباس في النار
وقال آخر:
والله مافعلت علوج أميّة *** معشار ما فعلت بنو العباس
• كانت نهضة الإمام الصادق سلام الله عليه لا تقلّ عن نهضة جدّه السبط الشهيد مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه. فالإمام الحسين سلام الله عليه فدى الإسلام وسقى نبتته بدمه الطاهر الزكي، فاخضّر عوده ونمت فروعه وارتفعت رايته فوق الروابي إلى اليوم، وإلى أن تقوم الساعة. والإمام الصادق سلام الله عليه قادة نهضة فكرية ثقافية وقفت في وجه الغزو الفكري والثقافي والهجمة الإلحادية التي تعاون فيها الحكّام مع الزنادقة والملحدين من أجل اقتلاع الرسالة الإسلامية من الضمائر والقلوب.
• شرح حديث مولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه: «ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه واتّبع آثارنا وعمل بأعمالنا، أولئك شيعتنا».
• بيان مفاهيم الرواية الشريفة التالية: عن يونس بن ظبيان قال: استأذنت على أبي عبد الله فخرج إليّ معتب فأذن لي فدخلت ولم يدخل معي كما كان يدخل، فلما أن صرت في الدار نظرت إلى رجل على صورة أبي عبد الله فسلّمت عليه كما كنت أفعل.
قال: من أنت يا هذا؟ لقد وردت على كفر أو إيمان، وكان بين يديه رجلان كأنّ على رؤوسهما الطير. فقال لي: ادخل. فدخلت الدار الثانية فإذا رجل على صورته صلوات الله عليه وإذا بين يديه جمع كثير كلّهم صورهم واحدة فقال: من تريد؟
قلت: أريد أبا عبد الله.
فقال: قد وردت على أمر عظيم إما كفر أو إيمان. ثم خرج من البيت رجل حين بدا به الشيب فأخذ بيدي وأوقفني على الباب وغشى بصري من النور، فقلت: السلام عليك يا بيت الله ونوره وحجابه. فقال: وعليك السلام يا يونس، فدخلت البيت فإذا بين يديه طائران يحكيان فكنت أفهم كلام أبي عبد الله ولا أفهم كلامهما، فلما خرجا قال: يا يونس سل، نحن نجل النور في الظلمات ونحن البيت المعمور الذي من دخله كان آمنا، نحن عزّة الله وكبرياؤه. قال: قلت: جعلت فداك رأيت شيئاً عجباً؟ رأيت رجلاً على صورتك.
قال: يا يونس إنّا لا نوصف. ذلك صاحب السماء الثالثة يسأل أن أستأذن الله له أن يصيّره مع أخ له في السماء الرابعة.
قال: قلت: فهؤلاء الذين في الدار؟
قال: أصحاب القائم من الملائكة.
قال: قلت: فهذين؟
قال: جبرئيل وميكائيل نزلا إلى الأرض فلن يصعدا حتى يكون هذا الأمر إن شاء الله وهم خمسة آلاف. يا يونس بنا أضاءت الأبصار وسمعت الآذان ووعت القلوب الإيمان .
بعدها شارك رادود أهل البيت صلوات الله عليهم الحاج علي باشا زاده بإلقاء قصائد شجية ومراثي بمصاب مولانا الإمام الصادق ومولانا الإمام الحسين صلوات الله عليهما.