" الرياضة شمس الحياة " لماذا يتوجب علينا ممارسة الرياضة؟
خلق الله جسم الإنسان ليعمل ويتحرك وليمارس كل النشاطات البدنية ولم يخلقه لقلة الحركة.
95% من سكان العالم العربي لا يمارس أي نشاط رياضي بعد بلوغهم سن الخامسة والثلاثون, مما يكونوا مهيئين لبلوغ الشيخوخة المبكرة, والأغلبية من العرب يهملون يومياً قدراتهم البدنية والعقلية عندما يبلغون سن التقاعد, فهم لا يستطيعون التمتع بهذا السن لأنهم يعانون من أمراض الشيخوخة, هذا إذا لم يتوفاهم الله قبل أوانهم. بينما نجد الشعوب المتقدمة علمياً واجتماعياً تملك من الوعي الصحي الذي يجعلها تؤكد على أن الصحة كنز ثمين يجب المحا فضة عليها حتى نهاية المشوار.لذلك لابد من توظيف حيوية الشباب كرصيد للمستقبل.
انظر إلى نفسك عزيزي القارئ بالمرآة وزن نفسك, فهناك ارتباط وثيق بين شكلك ووزنك, فالاثنان مرتبطان بصحة الجسم والمظهر في الحياة. إن آلاف البحوث الطبية وتاريخ الحالات المرضية تؤكد بان عدد كبير من الأشخاص قليلي الحركة يرجح إصابتهم بأمراض القلب أو تصلب الشرايين وضمور العضلات وتكلس المفاصل وكل أمراض الشيخوخة المبكرة.
ان ممارسة الرياضة بانتظام تمنع المرض وتخفض شدته وتحسن المظهر العام وترفع معنويات الإنسان, فالنشاط الرياضي يرفع من وظائف المنظومة القلبية والوعائية ويخفض فرص الإصابة بالنوبات القلبية أو الضربات الدماغية لأنها تعمل على تخفيض ضغط الدم وتقوية كفاءة القلب. ومما لاشك فيه أن الرياضة بشكل عام تعمل على رفع مستوى البروتين ألشحمي الرفيع الكفاءة ( الكولسترول المفيد H.D.L ) وتفيد الشخص البدين على إنقاص وزنه علماً انه يوجد في جسم الإنسان نوعان من الكلسترول المختلفان عن بعضهما في تركيبهما الكيميائي واللذان لهما تأثير معاكس على الجسم .
يتكون معظم الكلسترول في الجسم بالكبد والأمعاء والدقيقة بنسبة غرام واحد في اليوم, فإذا استهلك الإنسان كميات عالية من الدهون فأنه يحمل جسمه من الدهون ما يتجاوز قدرته على استيعابها, خاصة في حالة الابتعاد عن ممارسة الرياضة البدنية.لذلك فالجسم يحوي إضافة لما ذكر ( الكلسترول الإيجابيH.D.L ) أي البروتين ألشحمي ذات الكثافة المتدنية والذي يكون مؤذياً للجسم. لذلك فان ممارسة الرياضة البدنية يؤدي إلى انتاج الجسم لكمية من الكلسترول المؤذي (H.D.L ) وفي نفس الوقت تمنع تجمع الكلسترول المؤدي (L.D.L ) في داخل الجسم.
( فالرياضة إذن تنقي الدم ) بالإضافة إلى تحريك عملية الهضم وخصوصاً ان الامساك هو احد مشاكلنا العضوية المنتشرة بين الشباب الكهول ( رجالاً ونساءً ) وكذلك فان ممارسة الرياضة تحسن نوعية النوم والذي بدوره ينشط الجملة المناعية مما يساعد على الشفاء من الأمراض وإيقاظ شبكات الأعصاب الدماغية.
وأخيراً فان ممارسة الرياضة البدنية تحسن الحالة النفسية وتبعد الاكتئاب, فقد أشارت الدراسات الحديثة بشكل واضح على أن بعض الألعاب الرياضية مثل الجري والمصارعة والملاكمة تؤدي إلى سعادة نفسية تستمر طيلة اليوم, بينما نجد أن الألعاب الخفيفة غير المتعبة مثل المشي العادي لا تؤدي إلى هذا الشعور بالسعادة النفسية
وباعتراف الأطباء وعلماء النفس فان هرمون ( نورادرنالين ) الذي يؤثر على هرمون ( الاندروفين ) الذي ينتجه الجسم مما ينتج عنهما هرمون يدعى (بالمورفين الذاتي), أو ما يسمى حديثاً بهرمون السعادة.
وقد اكتشف حديثا أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بشكل مستمر هم أيضا يعانون من قلة إفراز جسمهم لهرمون ( النورادرنيانون )وبالتالي إلى هرمون الاندروفين.
ختاماً " فأنت شاب بقدر ما كان قلبك شاباً " ومرده رياضة دائمة من المهد إلى اللحد.
هلال جابر
[/center]