رأت صحيفة بريطانية ان ثمة "مواقف تخطف النظر" يكتشفها من يطالع السيرة الذاتية لوزيرة الخارجية الاسرائيلية التي ينتظر ان تتبوأ منصب رئيسة الوزراء، وذلك لما تكشفه في ما يتعلق عن فترة عملها في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد)، وهو "احدى الوكالات السرية الاكثر تشعبا في العالم" على حد قولها. وتقول صحيفة "ذي تايمز" اللندنية في تحقيق صحافي اشترك في كتابته مراسلوها في القدس وباريس واسرائيل، ان ليفني، التزاما بتدريبها على اعمال الجاسوسية، "وضعت ستارا صامتا كصمت أبي الهول بشأن عملها السابق لدى "موساد" في مدينة باريس في اوائل الثمانينات. وتكشف تلك الانباء عن سيرتها كيف تراوحت اعمالها ما بين عميلة على الخط الامامي تسعى وراء مناضلين عرب يعملون في انحاء اوروبا ضد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية وتقوم بتوفير واجهة تحظى بالاحترام لمنازل "موساد" الآمنة في العاصمة الفرنسية".
وتشير الصحيفة الى ان جهاز "موساد" لا يكشف عن التفاصيل، الا انها تقول ان بامكانها ان تكشف الغطاء عن ان ليفني جازفت كثيرا كعميلة اسرائيلية ناشطة في خلية سرية في اوروبا. ويقول مدير "موساد" السابق افرايم هاليفي: "كانت تعمل في وحدة مختارة". لكنه لاسباب أمنية رفض تحديد الصفة التي عملت فيها ليفني ما بين 1980 و1984. ومع ذلك أضاف قائلا: "كانت عميلة واعدة اظهرت كل المؤهلات للترقي في موقعها. وكانت تحظى باهتمام المسؤولين عنها".
يعرف عن تسيبي ليفني انها تتحدث الفرنسية بطلاقة وانها ابنة احد رجال العصابات الصهيونية المشهورين، وقد بدأت عملها في باريس عندما كانت المدينة ارضا لمعارك قاتلة في حرب "موساد" الخفية مع التنظيمات الفلسطينية والطموحات النووية للرئيس العراقي آنذاك صدام حسين.
وقالت "ذي تايمز" ان احد العاملين سابقا في الاستخبارات الاسرائيلية قال لها ان لفيني ذات الـ22 ربيعا الحقت بـ"موساد" عن طريق صديقة طفولتها ميرا غال التي عملت لعقدين في الوكالة وتعمل الان رئيسة لمكتبها الوزاري.
بعد فترة عملها الأولى، تلقت ليفني تدريبا اساسيا كعملية في الميدان، وتعلمت كيف يمكنها تجنيد العملاء والحصول على معلومات في فترة عرفت باوج نشاط اعداء اسرائيل ومنها منظمة التحريرالفلسطينية التي انتقلت من برلين الى شواطئ تونس الاكثر أمنا.
ويقول عميل الاستخبارات الفرنسية السابق ايريك دينسيه : "كانت فترة ارسل خلالها الاسرائيليون رسال سياسية قوية بهجماتهم ولم يترددوا في لفت الانتباه اليهم".
وكان عملاء "موساد" يجهدون لحرمان لمنع شحن الوقود النووي الى موقع المعالجة الجديد العراقي في مفاعل "اوسيراك" (تموز) على مبعدة من العاصمة بغداد. وفي حزيران (يونيو) 1980 عثر على عالم مصري المولد يعمل في برنامج العراق النووي مقتولا في غرفة فندقه، وتوجهت الانظار الى ان ذلك من اعمال "موساد". وكانت احدى السيدات قد ذكرت انها سمعت اصواتا صادرة من غرفته بالفندق ليلة مقتله، وقد عثر عليها مقتولة ايضا بعد شهر في ظروف غامضة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن انه يأمل بان تكون فرنسا "قد استوعبت الدرس" نتيجة مساعدتها العراق. وبعد عام من ذلك التاريخ قامت قاذفات اسرائيلية بتدمير منشآت "اوسيراك".
وافاد احد التقارير الفرنسية نقلا عن الخبراء قولهم ان ليفني كانت جزءا من وحدة مختارة قامت بتسميم خبير الذرة العراقي عبد الرسول اثناء تناوله طعام الغداء في باريس عام 1983 مما ادى الى مقتله.
في الصورة هيرو خان زوجة جلال طالباني وهي المعروفة بتكبرها تتملق الى تسيبي ليفني
يذكر أنه نقل عن هيرو هذه قولها أنها تكره أن تعيش في بلد تحكمه الشريعة الاسلامية