اخواني احبابي ...اعرف ان الكثير يكرهون ذكر الموت ...ولكنه حق الله علينا
فنفوسنا ضيف في الدنيا سرعان ماتنتهي ضيافته....
يجب على المؤمن الحقيقي ان يجهز نفسه خير تجهيز لهذه اللحظة لانها قد تكون لحظة سهلة
خفيفة لينة وفيها البشائر والفرح وروح وريحان وقد تكون ساعات من العذاب ونزع الروح
بقسوة وذلك لتعلقها بالدنيا وعالم المادة...
يقول تعالى : فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم.
انظر وتامل حبيبي كيف تنزع ملائكة الموت واعوان عزرائيل الروح في هذه الاية
انهم يضربون الوجه والدبر ويالها من ضربات انها ضربات موجعة للغاية انها من ملائكة الغضب
يامسكين ياعاصي كم ستتالم .....ويصرخون بك اخرج نفسك ياظالم ياعاصي باصوات مرعبة
احكي لكم هذه القصص الحقيقية لتتاملوا معي لعلنا نرتدع عن مايغضب الله ورسوله
كانا لنا جار في الثمانينيات انه مدمن على الخمر ....طبعا لايصلي ولايصوم
اقسم برب المشارق والمغارب انه لما حضرته الوفاة كنت انا في سطح المنزل نائما
في فصل الصيف وكانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل فسمعت صراخ جارنا لقد كان
يصرخ باعلى صوتى لماذا تؤذوني ....من انتم ماذا تريدون اتركوني....ويصيح اه اه اه
ارجوكم بحق محمد واهل البيت امهلوني ....اتركوني....وظل يصرخ تارة ويبكي تارة اخرى
وظل بهذا الحال حوالي ساعتين من الالاستنجاد والعويل وقد كنت ابكي عليه وارتجف
ثم سمعت بعد هذا بكاء وصراخ زوجته لقد مات .....في الساعة الرابعة فجرا
عسى الله ان يغفر له انه هو الغفور الرحيم....ولكن هل ظلمه الله؟ كلا هو الذي سبب لنفسه
هذه المحنة .
في حين كان لي صديق عزيز جدا علي وهو انسان طيب له حظ من التقوى لاباس به
مات في حادث سيارة رحمه الله ...جاءني في النوم ليسالني عن احوالي فقلت له دع عنك
ذلك واخبرني انت ماحالك فقال انا بخير وموتي كان سهلا لقد كان كهذه الحركة وضرب يده بيده
الاخرى دليل على سرعة وخفة وسهولة نزع روحه وقال لي لاتخف الامر هين ان شاء الله
هذا الرجل اعرفه جيدا كانت روحه غير متعلقة بمال او دنيا او شهوات لذا كان نزع روحه سهل
رايت قبل ايام شخص اخبرني بانه اراه الله الموت وكيفيته لانه من الصالحين...فقال لي
شاهدت كيف تخرج روحي في النزع انها مجرد لسعة دبوس في رجلي اليسرى ثم خرجت روحي
كهيئة طير ...ارايتم الفارق بين الصالح العابد والمسيء العاصي.....
ليتمتع الظالمون ماشاءوا ان هي الا ايام تنقضي وسيفاجأ بملائكة اشداء قبيحوا المنظر يهاجموه
ولايمهلوه لحظة لكي يودع اهله واولاده وماله ومنصبه وسيضربوه ويعاني الما لم يشعر به طول
حياته ومابعد الموت ادهى وامر....
فهل يفكر اللبيب العاقل الذكي الا في الاستعداد للحظة الرحيل ؟ ام يبقى متعلقا بالمغريات
وعالم المادة.....
فلنختلس من اوقاتنا وقتا قليلا نفكر فيه بمستقبلنا القادم ...الموت ومابعده
ولنجعل جزء من جهدنا وتعبنا ذخيرة لااخرتنا ولانركض فقط علة دنيانا وان كان طلب الرزق
امرا مباركا وطيبا وبناء الدنيا مشروعا ولكن لنجعل للاخرة حصة ايضا من تفكيرنا وجهدنا