تاريخ جبل عامل وسبب تسميته بها:
من أسمائه جبل الجليل قال اليعقوبي في كتاب البلدان: وجبل الجليل وأهله قوم من عاملة وعدها من جند دمشق "انتهى" وعن الشريف الأدريسي المتوفى سنة 1187 انه قال عن صيدا أن لها اربعة أقاليم وهي متصلة بجبل لبنان : اقليم جزين واقليم السربة وهو اقليم جليل واقليم كفرفيلا و اقليم الرامي " انتهى" فقد جعل اقليم الجليل من اقاليم صيدا. ومن أسمائه جبل الخيل وصرح بتسميته به ابن الأثير في تاريخه ولا نعلم السبب في تسميته بهما. وفي القاموس جبل الجليل بالشام وفي تاج العروس في ساحله ممتد الى قرب مصر كان معاوية حبس فيه من ظفر به ممن كان يتهم بقتل عثمان منهم محمد بن أبي حذيفة وابن عديس و كريب بن أبرهة وذلك سنة 37.
"اقول" وربما يكون جبل الجليل جزء من جبال عاملة ثم يخرج عنها.
ومن أسمائه جبل عامل او جبل عاملة او جبال بني عاملة فجبل عاملة او بني عاملة نسبة الى بني عاملة الذين سكنوه كما ستعرف و تسميته بجبال عاملة بلفظ الجمع باعتبار انها جبال كثيرة و بجبل عاملة بلفظ المفرد باعتبار إرادة الجنس أما تسميته بجبل عامل بحذف الهاء فهو تخفيف لكثرة الاستعمال.
تحديد جبل عامل:
هو واقع على ساحل بحر الشام بينه و بين دمشق و هذا الجبل او الجبال وإن لم يذكر له تحديد على التحقيق في كتب التاريخ و تقويم البلدان إلا انه يمكن تحديده على جهة التقريب من التحقيق بحسب ماهو المعروف اليوم بين أهله المأخوذ عن أسلافهم يدا" عن يد مع ملاحظة ما قي كتب التاريخ و نسبة جماعة إليه علم محل سكناهم الذي اوجب هذه النسبة فيعلم انه كان يعد من جبل عامل في تلك الأعصار. والمتحصل من مجموع ذلك إن حده من جهة الغرب شاطىء البحر المتوسط او بحر الشام ومن الجنوب فلسطين ومن الشرق الأردن "الحولة" و وادي التيم و بلاد البقاع و قسم من جبل لبنان الذي هو وراء جبل الريحان و وراء اقليم جزين ومن الشمال نهر الأولي او ما يقرب منه وهو المسمى قديما" نهر الفراديس وهذا التحديد بمجمله مما لا شبهة ولا شك فيه ولكن يقع التأمل في الحد الفاصل بينه و بين فلسطين فقد قيل انه هو النهر المسمى نهر القرن و حينئذ يدخل في جبل عامل ما ليس منه.
كتاب:خطط جبل عامل
للامام السيد محسن الامين {الطبعة الاولى 1983)
حققه وأخرجه ولده السيد حسن الأمين.