سيدي يا سيد الأحرار ...
غيبوك خوفاً منك لأنك ضد الظلم والطغيان ...
لأنك سيد حر ولدت لأن تعيش حراً ومع الأحرار و المظلومين ...
لأنك دافعت عنهم و عن حقوقهم و نذرت حياتك لهم ...
جمعت الوطن كل الوطن تحت عباءتك الطاهرة لم تفرق بين طائفة و أخرى بل كان الفرق دائماً أن هناك ظالم و مظلوم .
أحبك الجميع بدون إستثناء كبر حبك معهم منذ كانو أطفال في المهد رضعوا حبك و نموا عليه نشأوا على ثقافتك الجامعة و المدافعة عن حقوق المظلومين و الفقراء الذين كانوا ينتظرونك لأن تطل عليهم من خلف ضباب الظلم تطل عليهم بنورك الساطع كانوا ينتظرون طلة عمامتك الشريفة و تبلسم جراهم بثغرك الباسم ...
سيدي إشتاق لك تراب جنوبك الصامد ... اشتاقت لك حقول التبغ و القمح و الزيتون...
إشتاق لك جموع المزارعين الصابرين الصامدين الذين انغرسوا في تراب الجنوب و لم يتركوا جنوبهم في أحلك الظروف و اقهرها...
ينتظرونك أن تطل عليهم شامخاً كجنوبهم الذي رفع رأس الامة عالياً بفضل الشهداء الأبرار الذين تربوا على نهجك ...
سيدي يا موسى الصدر غيبوك لكي ننساك و لكنهم لم يعرفوا اننا أمة جدك الامام الحسين (ع) التي ما زالت تبكي امامها الشهيد منذ ألاف السنين هذه الامة لم و لن تنسى حفيد امامها ما دام هناك نبض في ذلك ألقلب الحزين على فراقك ...
محبة ورثها الأبناء عن الأباء و الأمهات .
سيدي ثلاثون عاماً و جيل يسأل عنك بعد جيل ينظرون وراء الافق البعيد علك تطل عليهم من جديد و تفتح عباءتك الشريفة و تلفهم بها و تحميهم من غدرات الزمان .
سيدي ثلاثون عاماً و أنت تسكن فينا كلماتك تتردد علينا مع كل أذان فجر مع كل أذان يرفع و جرس كنيسةٌ يقرع ...
سيدي كثر هم من عاصرك قد سلموا أمانتهم للباري عز و جل و هم على أمل اللقاء بك و كثر هم من ولدوا و لم يروك و لكنهم رضعوا حبك من أمهاتهم و تعلموا ثقافتك من اباءهم و تراهم في كل ذكرى من ذكراك تراهم كبحر صور الهائج و أمواجه يجددون العهد لك يا سيد الشرفاء و المقاومة .
سيدي يا موسى الصدر غيبوك و غيبوا جسدك الطاهر عنا و لكن خفافيش الليل لا يعرفوا أن كل حبة تراب من جنوب لبنان و كل لبنان هي على شوق و أمل لقائك .
غيبوك باعتقادهم أن بغيابك سينساك البشر و ستزول ثقافتك و يزول نهجك و لكن يا سيدي بغيابك أحبك و عشقك البشر و التراب و الحجر و زغاريد البنادق التي حاربت عدو لطالما اعتبرته شر مطلق و كان هذا الشعار الذي حرر البشر و التراب و الحجر ...
التراب الذي يحن أن تطأه قدماك الطاهرتين ... سيدي مهما طال الغياب أمل لقاؤك لن يبقى سراب ... سيدي ما زال هناك رجالٌ رجال عاهدوا الله أن يبقوا على نهجك و ثقافتك .
سيدي و أنت في غياب السجون إذ نجدد العهد دائماً انك ستبقى الأمل فينا و سيبقى الأمل دائماً للقائك سيدي . و أخيراً
عمى لمن لم تبصر النور عينيه فموسى الصدر شمسٌ لم تنله كسوف .